الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران تراوغ لدخول النادى النووى.. الوكالة الدولية: العثور على يورانيوم مخصب بمنشآة مغلقة منذ 20 عامًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تزال إيران تراوغ من أجل الدخول إلى النادى النووى، ما يحقق لها تعزيزًا في المكانة الدولية كما تتمنى، في ظل محاولات أمريكية وأوروبية للتفاوض مع إيران لعودتها للالتزام بمقررات الاتفاق النووى الموقع في فيينا عام 2015، والذى ما زالت إيران تنتهك بنوده بعد الانسحاب الأمريكى أحادى الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو من عام 2018، لكن الأزمة هى أن إيران يبدو أنها قد خرقت الاتفاق النووى أصلًا منذ لحظة توقيعه مع واشنطن والدول الضامنة المعروفة باسم «5+1».

في الوقت الذى تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لجذب إيران إلى طاولة المفاوضات، من خلال إعلان إدارة الرئيس الأمريكى بايدن عن سحب المشروع الأمريكى الذى سبق أن تقدمت به إدارة ترامب بشأن تطبيق آلية «سناب باك» والقاضية بتوقيع كل العقوبات الأممية التى سبقت التوقيع على الاتفاق النووى في ٢٠١٥ على إيران، إلا أن إيران تفاجئ المجتمع الدولى دائمًا بجديد كل يوم فيما يتعلق ببرنامجها النووى، ومدى عدم التزامها بما جاء في بنوده الاتفاق، في ظل رغبة أمريكية وأوروبية في إحياء الاتفاق النووى من جديد.
وكان مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد عثروا على جزيئات يورانيوم في منشأتين نوويتين سبق أن أعلنت إيران أنهما مغلقتان منذ أكثر من ٢٠ عامًا، ما يدلل على أن إيران سبق أن حاولت تخصيب اليورانيوم بنسبة كبيرة في أكثر من منشأة، ويدلل كذلك على أن إيران تسير في طريق الدخول لنادى القوى النووية، بما يخالف المواثيق الدولية، وكذلك معاهدة الحد من الانتشار النووى والذى سبق أن وقعت عليها إيران.

وكان ذلك الاكتشاف قد دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسى، إيران لشرح «بشكل كامل وسريع» وجود جزيئات من اليورانيوم في مكان لم تعلن عنه الدولة، بهدف تبديد أى مخاوف محتملة بشأن صحة واكتمال اتفاق الضمانات الشاملة المعقود مع إيران، في ظل محاولات إيرانية مستميتة لمنع مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول للمواقع النووية سواء المعلن عنها أو تلك التى سبق أن أغلقتها إيران، لكن لا تزال تمارس فيها السلطات الإيرانية أنشطة مشبوهة.
وأكد جروسى أن كل المعلومات التى تحصل عليها الوكالة الدولية من جانب إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووى تعتبر معلومات ليست دقيقة، وكذلك ليست موثوقة من الناحية الفنية، مؤكدًا على أن إيران نقلت سلسلة من أجهزة الطرد المركزى من المحطة التجريبية لتخصيب الوقود إلى محطة تخصيب الوقود في نطنز، ما يشير إلى أن إيران في طريقها للحصول على القنبلة الذرية.
ولم تكن تلك الحادثة هى الأولى من نوعها، إذ سبقها اعتراف بهروز كمالوندى، نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمتحدث باسمها، بأنه حصل على أمر شخصى من على خامنئى المرشد الأعلى لإيران، بضرورة تغيير أنابيب الوقود التى تم صب الأسمنت فيها طبقًا لنصوص الاتفاق النووى التى كانت تنص على صب الأسمنت في أنابيب الوقود بالمفاعلات لتعطيل عملها، إلا أن توصية المرشد كانت سريعة وبمجرد مغادرة المفتشين الدوليين لإيران، ما يفسر سرعة إيران في تخصيب اليورانيوم، وكذلك يدلل على انتهاك إيران للاتفاق النووى منذ لحظة توقيعه.
ويرى مراقبون أن إيران ستمضى في تطوير برنامجها النووى سواء وقعت على اتفاق أو لم توقع، وأن على الولايات المتحدة الأمريكية والدولة المتفاوضة مع إيران أن تضع آليات وضمانات تصعب على إيران امتلاح سلاح نووى، في ظل أن البرنامج النووى الإيرانى يعد من أهم مبادئ الأمن القومى لديها، حيث وضعت إيران في تقويمها يومًا قوميًا للاحتفال باليوم الوطنى للطاقة النووية وهو الموافق يوم ٢٠ فروردين في السنة الشمسية الإيرانية والموافق التاسع من أبريل في التقويم الميلادى.
وسبق أن أعلنت إيران أنها بصدد الإعلان عن تطور مهم وضخم في برنامجها النووى، سيتم الإعلان عنه في اليوم الوطنى للطاقة النووية الإيرانية، في ظل استمرار طهران في الإعلان يوميًا عن إنجاز جديد يعجل بامتلاكها السلاح النووى، نكاية في الولايات المتحدة الأمريكية التى انسحبت من الاتفاق النووى، مصدرة حالة من المظلومية، بسبب فرض واشنطن لعقوبات قاسية على المجتمع الإيرانى بل وعلى المرشد الأعلى لإيران شخصيًا.

ويرى الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربى لتحليل السياسات الإيرانية، أن حالة المظلومية تلك التى تدعيها إيران على اعتبار أنها المرة الأولى في التاريخ التى يتم فيها فرض عقوبات على مرشد إيران، جعلت إيران تقوم بمزيد من الإجراءات التى تراها «عقابية» بحق واشنطن والمجتمع الدولى، في ظل ما ساد المجتمع الإيرانى من عقوبات اقتصادية قاسية فرضتها إدارة ترامب، ولم ترفعها إدارة بايدن.
وأضاف أبوالنور، في تصريحات لـ«البوابة» أن عامل الوقت في صالح الولايات المتحدة الأمريكية وليست في صالح طهران التى تعانى من أزمات داخلية، ما يستدعى أن تذهب للمفاوضات وتقيم مشاريع تنموية في الداخل، إلا أن واشنطن تحاول أن تصدر أن إيران على مقربة من امتلاك سلاح نووى ما يستدعى إلى الجلوس الفورى على مائدة المفاوضات برعاية أطراف عربية ودولية لإثناء إيران عن موقفها.
وأشار رئيس المنتدى العربى لتحليل السياسات الإيرانية، إلى أن الأوروبيين يريدون استخلاص مصالحهم، الذين خسروا كثيرًا من استثماراتهم في إيران عقب تهديد ترامب بفرض عقوبات على كل المتعاملين مع إيران، وكان أبرز تلك الشركات هى توتال ومرسيدس وغيرهما من الشركات العالمية، وهو ما ستضغط به أوروبا لعودة الطرفين إلى اتفاق نووى، يوقف إيران عن محاولة امتلاك سلاح نووى، ومن ناحية أخرى تضخ استثماراتها في إيران مرة أخرى.