أطلقت جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي مختبرًا جديدًا للطاقة الذكية والذي يمثل خطوة أخرى في التزام الجامعة بالمساعدة في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية المستقبلية لدولة الإمارات، ويركز المرفق الجديد على تطبيق تكنولوجيا الشبكات الذكية، والتي تعد أحد المكونات الرئيسية للأهداف الوطنية للطاقة النظيفة لعام 2050.
وأُنشئ المختبر الواقع داخل مجمع الحرم الجديد للجامعة بالتعاون مع شركة لوكاس نولة، وسيكون من شأنه تعزيز التدريس والبحث والتدريب لإعداد الجيل القادم من المهندسين لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال إنتاج واستهلاك الطاقة المستدامة، حيث يوفر للطلاب محاكاة عملية تامة لشبكة ذكية فعلية، ويمنح القدرة على إجراء التجارب في جميع نواحي التكنولوجيا، بدءً من توليد الطاقة ونقلها وحتى توزيعها وإدارتها.
وبوصفها واحدة من المكونات الثمانية الرئيسية لتكوين مدينة ذكية، فإن الطاقة الذكية تدخل ضمن أولويات رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم إمارة دبي، وذلك لإنشاء مدينة رائدة على مستوى العالم تُصنف على أنها الأكثر سعادة على وجه الأرض، كما يهدف المرفق الجديد إلى دعم أهداف إستراتيجية الطاقة لدولة الإمارات وإستراتيجية الطاقة النظيفة في دبي، والتي وضعت أهدافًا جلية تتمثل في التقليل من انبعاثات الكربون وزيادة مساهمة الوقود المتجدد في الشبكة بحلول عام 2050.
وفي شرحه للمزيد عن التكنولوجيا، قال الدكتور عبد الله إسماعيل، أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة روتشستر للتكنولوجيا دبي، إن الشبكة الذكية هي مستقبل الطاقة الكهربائية، حيث توفر نظامًا أكثر موثوقية وكفاءة وأمان وفعالية من حيث التكلفة، وهو نظام يضم مصادر الطاقة المستدامة ويدعم الجيل الجديدة من البنية التحتية والنقل.
وواصل قائلًا: "تستبدل الشبكات الذكية التدفق التقليدي أحادي الاتجاه للطاقة بنظام ثنائي الاتجاه يسمح بالمشاركة النشطة لمستهلكي الطاقة، مما يمنحهم القدرة على اتخاذ خيارات مستدامة لمصدر إمدادهم بالكهرباء وكيفية استخدامه، بل ويمنحهم الفرصة على إعادة بيع الطاقة المنتجة محليًا في الشبكة، على سبيل المثال من الألواح الشمسية الموجودة على الأسطح".
ويعد هذا المختبر بالفعل موطنًا للمشاريع البحثية الرائدة ذات الصلة بالمجال، ومن بينها أطروحة التخرج التي أجراها طالب ماجستير في الهندسة الكهربائية يُدعى فينكاتيسوارا راو سيشماسيتي، ويعمل مهندس أنظمة طاقة في هيئة كهرباء ومياه دبي، والذي يستكشف استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في أنظمة الشبكات الصغيرة المحلية.
وتعتقد حمدة الشريف، طالبة الدراسات العليا الزميلة، أن المختبر سيكون من الموارد المهمة للمساعدة في تحقيق أهداف الطاقة المستقبلية في دبي.
وأوضحت، بصفتي مهندس محطة في قسم شركة دبي للغاز الطبيعي المحدودة في شركة بترول الإمارات الوطنية، سيساعدني هذا المرفق في تطوير معرفتي وتوفير الخبرة العملية بشأن كيفية تنفيذ هذه الأنظمة وتشغيلها بحيث يتسنى لي المساعدة في نشرها بنجاح داخل الشركة، وأشعر بالفخر الشديد بالنهج التقدمي الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء مستقبل تقوده الطاقة المستدامة وأشعر بالإثارة لكوني جزءًا منه.
وفي حديثه عن النهج الاستراتيجي للجامعة في أجندة الاستدامة، قال الدكتور محي الدين عامر، رئيس قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسب في جامعة روتشستر للتكنولوجيا دبي بالتعاون مع الحرم الجامعي الرئيسي في نيويورك، انصب تركيزنا المتزايد على التعليم والبحث في مجال الطاقة النظيفة، وذلك من خلال مجموعة من الدورات الدراسية وارتباطات المجال، ويعكس المختبر الجديد المستوى الأعلى من تكنولوجيا أنظمة الكهرباء وسوف يقدم مزيد من الدعم لهدفنا في المساعدة في تسهيل التحول نحو حلول أكثر مراعاة للبيئة من أجل مستقبل مستدام.
