الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في ذكراه.. من هو القديس بطرس دامياني أسقف الكنيسة الكاثوليكية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني ضمن سلسة قديسين كاثوليكين ان بطرس دامياني ولد يوم ٢١ فبراير عام 1007م في "راﭬـينّا" بشمال شرق إيطاليا. كإبن أصغر لعائلة نبيلة لكنها فقيرة. عانى اليُتم مُبكرًا فتولىَ أمره أحد أشقاءه، الذي أساء معاملته، وقام بتشغيله كمُربّي خنازير، وأهمله صحيًا فأُصيب بسوء التغذية. بعد عدّة سنوات عُيِّن شقيق آخر له يُدعى "دامياني" راعيًا لكنيسة بلدة "راﭬـينّا"، بمجرد وصوله البلدة تحنن على شقيقه الصغير "بطرس"، فتولىَ أمره واهتم بتعليمه. من وقتها أضاف بطرس إسم شقيقه "دامياني" إلى إسمه، ليصبح معروفًا بإسم "بطرس دامياني".
أظهر الفتى بطرس تفوّقًا واضحًا في دراسة اللاهوت والقانون الكنسي. بدأ دراسته في راﭬـينّا، ثم انتقل منها إلى فاينسا، وأخيرًا إلتحق بجامعة پارما. وأصبح بعمر الخامسة والعشرين أستاذًا بارزًا في جامعة پارما ومعهد راﭬـينّا.
بعمر الثامنة والعشرين أي في عام 1735م، انتهت دعوة بطرس كعلماني، وإذ أراد تجنُب حياة الرفاهية التي صارت تعيشها بعض الرهبانيات، فضَّل الالتحاق بإحدى القلّايات المتواضعة بدير فونتي أﭬـيلاّنا بالقرب من مدينة جوبيو، وسط إيطاليا. وكان يلقى محاضرات في الأديرة المجاورة. وكتب أيضا سيرة القديس روموالد الناسك. واختاره الرهبان رئيسًا للدير فعمل بكل عزم على إصلاح الحياة الرهبانية في ديره وفى سائر أنحاء إيطاليا. فأعاد في المقرّات الديرية التي يرأسها بعض أساليب الإماتات القديمة التي كان قد إنحسر استخدامها (مثل الجَلْد والسهر للصلاة). كذلك حضر المجمع اللاتيراني في أوائل عام 1047م للقضاء على بدعة السيمونية في الكنيسة. عام 1057م إنتُخِب البابا "ستيـﭬين التاسع"، وعزم على جعل بطرس دامياني كاردينالًا. إعتذر كثيرًا عن هذا العرض لخوفه من أن يترك مهمته في الرهبنة والوعظ والتوعية والإصلاح، لكن تم إرغامه على ذلك، ورُسِم أسقفًا لمدينة أوستيا وكاردينالًا في 30 نوفمبر 1057م، بالإضافة إلى تعيينه مُسَيّرًا لأعمال إيبارشية جوبيو.
فبدأ مهمته بإرسال خطاب إلى إخوته الأساقفة يحثهم فيه على أن يكونوا مثالًا حيًّا يُجَسِّد المسيح. وقف في الأيام العصيبة التي عصفت بكنيسة روما إلى جانب الأحبار الرومانيين، وذلك بكتاباته وبمشاركته في البعثات إلى الكنائس. في عام 1072م تم إرساله لمسقط رأسه راﭬـينّا، للتوفيق بين مواطنيها والكرسي الرسولي لنبذ دعاوى الانضمام إلى مدّعي الباباوية المنشقّ عن الكنيسة "كلاوديوس.
عاد دامياني من راﭬـينّا مريضًا بالحُمّى، فرقد في دير ماريا ديل يانـﭼلي لمدة أسبوع، وفي عشيّة عيد كرسي بطرس في أنطاكية، توفِّىَ في نهاية الصلاة والتسبيح الذي أصرّ على المشاركة فيه رغم المرض. وتم دفنه بهذا الدير خوفًا من تجمهر الناس وحدوث نزاع على مكان دفنه، نظرًا لمكانته في القلوب. تم إعلان قداسته على يد البابا لاون الثالث عشر عام 1828م.