الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"جزيرة راجح" جنوب الأقصر.. قرية في طي النسيان.. الرئيس الراحل جمال عبدالناصر غير اسمها عام 1967.. وتشتهر بأجود الأراضي وزراعة الموز.. والأهالي: نحتاج لمكتب بريد وسيارة إسعاف ووحدة بيطرية وحيز عمراني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شوارع غير ممهدة، يحدها شمالا كوبري صغير عرضه لا يتخطى 7 أمتار وطوله 10 أمتار، وأسفله ترعة، عندما تتخطاهم تجد نفسك داخل قرية "جزيرة راجح" في أقصى جنوب مركز إسنا بمحافظة الأقصر، والتي يجاورها قرى " العضايمة وكومير وترعة ناصر" والتي يعيش أهلها على مهنة الصيد، كما تمتاز جودة الأراضي ولكنها تعاني من إهمال المسئولين منذ عشرات السنين، ويأمل أهلها – من خلال "البوابة" - أن تنظر لهم الدولة، وأن يتم إدراج احتياجات قريتهم ضمن مشروع تطوير الـ 1500 قرية الذي أطلقته مبادرة حياة كريمة.

تحظى قرية جزيرة راجح بموقع متميز، فهي تطل مباشرةً على نهر النيل بطول 2 كيلومتر وبعرض نحو 1 كيلومتر تقريبًا، يحدها من الغرب قرية الدقيرة ومن الشرق نهر النيل، ومن الشمال زمام قرية العضايمة ومن الجنوب زمام قرية كومير، وحول تسمية القرية، فـ"جزيرة راجح" لم تكن تحمل هذا الاسم، بل كانت تحمل اسم قرية جزيرة الريقية بمركز إسنا وكان وقتها ينتمي إلى محافظة قنا، وظلت بهذا الاسم إلى أن صدر قرار الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، رقم 356 لسنة 1967، بتاريخ 6 / 2 / 1967 بشأن تغيير اسم قرية جزيرة الريقية بمركز إسنا إلى قرية جزيرة راجح، ونٌشر هذا القرار في الجريدة الرسمية.
وتعود التسمية السابقة، إلى قبيلة الريقية "آل الريقي"، وهي إحدى القبائل الكبيرة في صعيد مصر والتي تنتمي إلى عبد الله بن السيد محمد العراقي وكانوا يعيشون بابهو بالنوبة ومدينة إسنا، ويتمركزون حاليا الريقى باسنا في جزيرة الريقية التي يسمونها حاليا بجزيرة راجح.


وتمتاز جزيرة راجح بجودة أراضيها الزراعية والتي تمثل 80٪ من مساحتها، ويبلغ عدد سكانها نحو 6500 نسمة تقريبا منهم نحو ٤٠٠٠ نسمة، ضمن الشريحة العمرية تحت سن الـ١٨ عاما، بحسب إحصاءات 2020 غالبيتهم يمتهنون الزراعة على رأسها زراعة الموز وغيرها من الزراعات.
وبرغم كثافتها السكانية، إلا أن القرية لم تطالها يد التطوير برغم السنين، حيث تعاني "جزيرة راجح" من عدة مشكلات على رأسها أنه لا يوجد بها سوى مبنى مدرسي واحد "١٢ فصل" يتم استخدامه كثلاث مدارس "مدرستين ابتدائي ومدرسة إعدادي"، الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى العملية التعليمية في القرية التي تعد الوحيدة على مستوى الجمهورية التي لا يوجد بها سوى مبنى مدرسي واحد، كما تعاني القرية من محدودية الحيز العمراني وما يترتب عليه من محدودية الرقعة السكنية والتكدس السكاني، والبطالة، وفقر الخدمات والمرافق، ويأمل سكان القرية من المسئولين في إيجاد واعتماد ظهير للقرية للقضاء على تلك المشكلات والحفاظ على الرقعة الزراعية بالقرية، وكذلك يأملون في التغلب على مشكلة نقص المرافق الخدمية والمشروعات التنموية من خلال مناشدة الجهات المختصة بإدراجها ضمن مشروع تطوير الـ 1000 قرية.
وحول احتياجات القرية، قال محمد الضوي عبدالله حسن، أحد الأهالي، أنه تم إعداد بيان تفصيلي باحتياجات قرية جزيرة راجح، ونأمل من خلالكم أن يتم رفعه إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية، ومحافظة الأقصر، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن المحافظة، ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن الجزيرة تحتاج في قطاع الصرف الصحي إلى تنفيذ إنشاء شبكة الصرف الصحي المشترك مع قريتي "الدقيره/السريب" بنظام عمل شبكات انحدار، ومحطة رفع، وخط طرد، ومحطة معالجة، وفي قطاع مياه الشرب نحتاج إلى توصيل خط مياه الشرب إلى عزبة مبارك بأقصى جنوب القرية، وإحلال وتجديد خطوط المياه التي لم تشملها عملية الإحلال المنفذة عام 2017 وأخصها "الخط المار أمام موقع المدرسة الجديدة بطريق (الجزيرة/كومير)، كما نتمنى توصيل الغاز الطبيعي لعموم قرية جزيرة راجح.


وتابع الضوي، أما في قطاع الكهرباء والإنارة العامة، فنطالب باستبدال التوصيلات السلكية العمومية لشبكة الكهرباء بالقرية بكابلات أرضية وتركيب أعمدة إنارة للشوارع والطرق المستحدثة بالقرية، وتوصيل شبكة الإنارة إلى عزبة مبارك الواقعة أقصى جنوب القرية، وكذلك تدعيم وتقوية محولات الكهرباء بالقرية، أما في قطاع الطرق والنقل فنحن نحتاج إلى رصف المدخل الرئيسي للقرية من جهة قرية الدقيرة، ورصف جانبي ترعة جزيرة راجح "الريقية سابقًا" والتي أوشكت أعمال تبطينها على الانتهاء، بحيث يكون أحد جانبيها طريق مرور للسيارات ذهابا ويكون الجانب الآخر إيابًا، وتهيئة المدخل الجنوبي المقترح للقرية من خلال رصف جانبي فرع ترعة جزيرة راجح "الممتد من فم الفرع إلى الجنوب مرورًا بمفارق طريق"الجزيرة/كومير "، وصولًا إلى طريق كورنيش جزيرة راجح شرقًا، وكذلك رصف وتهيئة امتداد كورنيش القرية الذي تم تنفيذه بمعرفة وزارة الري في غضون عام 2016 ورصف وتهيئة طريق [الجزيرة/ كومير] الذي يمر أمام موقع المدرسة الجديدة وصولًا إلى عزبة مبارك أقصى جنوب القرية، وأيضا تهيئة ورصف طريق مرسى معدية جزيرة راجح "بالبر الشرقي لنهر النيل" وإعادة تأهيل المرسى بالجانبين الشرقى والغربي.


فيما قال "محمد راجح" أحد شباب القرية، لـ"البوابة" أننا نطالب أيضا الأبنية التعليمية بسرعة تنفيذ إنشاءات مدرسة جزيرة راجح الجديدة للتعليم الأساسي والتي تم إنهاء ملفها بعد توفير قطعة أرض عن طريق التبرع من أهالي القرية، والحصول على موافقة جميع الجهات المعنية ذات الصلة على إنشائها، أما في القطاع الصحي والخدمات الطبي فنحن نحتاج إلى تأهيل وحدة طب الأسرة بالقرية بما يلاءم الاحتياجات الأولية للأهالي، وكذلك تأهيل وتدعيم مقر شعبة الهلال الأحمر بقرية جزيرة راجح، كما نحتاج إلى إنشاء وحدة طب بيطري بالقرية، وكذلك إصلاح وتشغيل سيارة الإسعاف الموجودة بالوحدة الصحية للقرية المعطلة منذ أكثر من خمسة عشرة عامًا أو توفير سيارة أخرى حال تعذر تشغيلها، كما نطالب بتوفير صناديق لتجميع القمامة بشوارع القرية مع توفير وسيله لنقل محتوياتها إلى المقالب العمومية.
وتابع راجح، أن القرية تحتاج أيضا إلى استكمال أعمال تبطين كامل ترعة جزيرة راجح وفروعها وجنابياتها، وإنشاء كباري صغيره تربط بين جانبي الترع الرئيسية لقرية جزيرة راجح وكذلك لفرعتها الممتدة من فم الفرعة في اتجاه الجنوب وحتى نهاية الفرعة عند مفارق طريق (الجزيرة/كومير)، أما في قطاع دعم الوحدات المحلية فنحن نأمل في إنشاء وحدة تضامن اجتماعي للقرية، وإنشاء مقرات للجمعيات الأهلية المشهرة بالقرية، وإنشاء وإحلال وتجديد مساكن الفئات الأولى بالرعاية من أهالي القرية وتجهيزها بما يفى بحياة كريمه لتلك الفئات، مع إدراجهم ضمن برامج المشروعات متناهية الصِّغَر لتأمين مصدر دخل مناسب لهم.
والتقط طرف الحديث عبدالله أحمد، أحد الأهالي، نطالب أيضا بإنشاء مركز شباب بالقرية يكون متنفسًا لأبنائها وتنمية مواهبهم وتفريغ طاقتهم، وإنشاء ملعب لكرة القدم خلف محطة قطارات جزيرة راجح بالضفة الشرقية من نهر النيل حيث تتوافر المساحات اللازمة له، كما نتمنى انتهاء تنفيذ إنشاءات الجمعية الزراعية المزمع إنشائها بجوار موقع المدرسة الجديدة لخدمة مزارعي القرية الذين يمثل النشاط الزراعي والحيواني وهي النشاط الرئيسي لهم، وأيضا إنشاء مكتب بريد للقرية على مساحه تسمح بميكنته وتطويره أسوة بالقرى والبلاد المجاورة بديلا عن المكتب المؤقت المقام على مساحة 38 مترًا مربعًا مما حال دون تطويره وميكنته، كما نطالب بردم المستنقعات الموجودة جنوب القرية والتي تعد مصدرًا للأوبئة والأمراض، واستغلال المساحة الناتجة عن الردم في إقامة مشروعات خدمية وتنموية لأهالي القرية.
وفي ختام لقائهم مع "البوابة نيوز" ناشد الأهالي المسئولين بإدارة التخطيط، ضرورة اعتماد ظهير صحراوي يكون امتدادا للقرية للتغلب على مشكلة محدودية الحيز العمراني للقرية والتكدس السكاني وللحفاظ على الرقعة الزراعية التي تعد من أجود الأراضي الزراعية بالمحافظة، وتبني المطالب السالفة الذكر لأهالي قرية جزيرة راجح وتوصيل صوتهم إلى القائمين على مشروعات تطوير الـ 1000 قرية ضمن مبادرة حياة كريمة بديوان محافظة الأقصر.