الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"صوم يونان" يجمع الأرثوذكس والكاثوليك رغم اختلاف التوقيت

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصوم في حكم أصوام المرتبة الأولى.. ولا يأكلون فيه السمك
«إيبارشية القاهرة للكلدان الكاثوليك» تنظم نهضة روحية بمناسبة أيام الباعوثة
كتب: أسامة عيد
بدأت في العاشر من فبراير الكنيسة القبطية الكاثوليكية، برئاسة الأنبا إبراهيم إسحق، صوم نينوى المعروف بصوم يونان، وذلك في العاشر والذى يستغرق ثلاثة أيام مُتصلة، ينقطع خلالها الأقباط عن تناول الطعام منذ منتصف الليل وحتى عصر اليوم التالي، مع الانقطاع التام عن المأكولات الحيوانية.
من جهة أخرى نظمت إيبارشية القاهرة للكلدان الكاثوليك نهضة روحية بمناسبة أيّام الباعوثا صوم أهل نينوى ١٠ إلى ١٢ فبراير وذلك برعاية المدبر البطريركى للكلدان الكاثوليك في مصر الأب بولس ساتي.
في حين يبدأ صيام يونان عند الأقباط الارثوزكس يوم 22 فبراير
ورغم اختلاف التوقيت بين الكنيستين الا إن رؤيتهم لأسباب
صوم يونان رؤية واحدة تلخص حالة الخلاص وعناية الله.
الراحل الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى وأحد أعمدة الكنيسة الأرثوذكسية يشرح الصوم المعروف بـ (صوم يونان) مدته ثلاثة أيام، وهو يسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف (فطر) صوم يونان بـ (فصح يونان) وهو اصطلاح كنسى فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذى يطلق عليه أيضا (عيد الفصح) مما يدل على أن الكنيسة تنظر إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة المسيح. فالفصح كلمة عبرانية معناها (العبور) أطلقت في العهد القديم على عيد الفصح اليهودى تخليدا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بنى إسرائيل في أرض مصر‏ (الخروج 12:13، 23) فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك الذى ضرب أبكار المصريين، وتخليدا أيضا لعبور بنى إسرائيل البحر الأحمر (الخروج 14، 15) إلى برية سيناء فأرض الموعد. ولقد كان ذلك العبور القديم رمزا إلى الحقيقة الأعظم خطر، وهى (العبور) بجميع بنى آدم من عبودية الجحيم إلى حرية مجد أولاد الله في المسيح.
يكمل الأنبا غريغوريوس المشابهة بين يونان والمسيح امتدت إلى ما هو أبعد من المناداة... امتدت إلى المشابهة به في قبره، وخروجه من القبر حيًا.
كان يونان في السفينة هاربًا من وجه الرب، فلما حدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر... وكان البحر يزداد اضطرابًا... وعرف النوتية من يونان أنه بسببه حدث هذا النوء العظيم... أخذوا يونان وطرحوه في البحر، فوقف البحر عن هيجانه... وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال (يونان1:4-17) ثم أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر (يونان2:10)
والخلاصة أن الكنيسة ترى في قصة يونان رمزا لموت المسيح وقيامته في اليوم الثالث وهذا هو سر تسمية صوم أهل نينوى ب(صوم يونان)، وفطر هذا الصوم ب (فصح يونان) لأن الكنيسة ترى في هذا الصوم ليس مجرد فضيلة تذلل واسترحام واستغفار، ولكنها تعده فضلا عن هذا، رمزًا لموت المسيح وقيامته، فبالمسيح عبرنا عن (عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله) (رومية 8:21). جاء في الذكصولوجية التى ترتل في هذا صوم يونان: (يونان النبى كان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال كدفن مخلصنا أرسله الرب الإله إلى رجال نينوى، فكرز لهم كقوله فتابوا. ثلاثة أيام وثلاث ليال بصلوات وأصوام مع التمخض والدموع والطيور والبهائم، فقبل الله توبتهم ورحمهم ورفع غضبه عنهم، وغفر لهم خطاياهم).
ولذلك يعتبر صوم يونان في حكم أصوام المرتبة الأولي، فيصام انقطاعيًا صومًا نسكيًا إلى ساعة متأخرة، ولا يأكلون فيه السمك، مثله في ذلك مثل الصوم الأربعيني، والأربعاء والجمعة وأسبوع الآلام، وبرمون عيديّ الميلاد والغطاس المجيدين.
راهبات القلب المقدس:
راهبات القلب المقدس «الكاثوليك» يلخصون رؤيتهم للصوم أن الرب يحب كل إنسان كشخص فريد، ويريد أن الجميع يرجعون اليه ويخلصون، محبته شاملة لكل البشر لأنهم أبناؤه المخلوقون على صورته. ربنا رحيم استحالة يهلك المدينة، فأنا أعرفه جيدًا، عاشرته وأختبرته، «علمت أنك إله رءوف ورحيم بطىء الغضب، وكثير الرحمة». إن الله يريد خلاص كل الجنس البشرى، سواء كانوا من بنى إسرائيل أو من الأمم. من المسيحيين أو غير المسيحيين. ألم يقل لكم «ها أنا واقف على الباب أقرع» «ومن يأتى إلى لا أطرحه خارجا».
لا تترددوا عندما يطلب منكم الرب رسالة معينة، لا تخافوا أن تذهبوا إلى حيث يريدكم حتى ولو رأيتم هذا الطلب غير منطقي، فبالرغم من ضعفكم فسوف يساعدكم لإكمال رسالته.