ارتفعت العملة المشفرة الأقدم والأكثر شهرة بنسبة 7% لتصل إلى 44 ألفًا و651 دولارًا على منصة تداول العملات الأجنبية "بيتستامب".
وارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 25% تقريبًا هذا الأسبوع، وهي زيادة تعود جزئيًا إلى دعم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وشهدت بيتكوين ارتفاعًا مذهلًا العام الماضي، ووصلت إلى 42 ألف دولار في أوائل عام 2021 وتراجعت قليلًا ثم ارتفعت مرة أخرى في نهاية يناير.
وارتفعت أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية 4.3% لتصل إلى 39499 دولار وتقترب من مستوياتها القياسية التي سجلتها مطلع يناير البالغة 42 ألف دولار.
وتبع ذلك الصعود ارتفاع القيمة السوقية لأكثر من 6 آلاف عملة رقمية، تتبعها منصة "كوينجيكو" لمستويات غير مسبوقة لتصل إلى نحو 1.22 تريليون دولار.
تأتي الارتفاعات بعد أسبوع من تذبذب أداء العملات المشفرة، الذي تخللته تغريدة للملياردير إيلون ماسك دعمت ارتفاع البيتكوين ولحق بها عملة "الإيثريم" ثانية أكبر العملات بعد "بيتكوين".
كذلك نشر ماسك تغريدة غامضة حول عملة "دوجي كوين" التي تحمل صورة كلب من سلالة "شيبا إنو" لكلاب الصيد اليابانية ليبدأ التفاعل مع التغريدة التي بدأت كمزحة، تحولت إلى ارتفاعات دفعت القيمة السوقية للعملة إلى تجاوز 6 مليارات دولار.
وتبرهن التطورات الحالية على طريقة الرهانات التي يعتمد عليها مؤيدو العملات المشفرة، إذ يقول مؤيدو بيتكوين البارزون مثل ماسك، إن العملة تحظى بقبول كبير في مجتمع الأعمال وفي المقابل تصعد الجهات التنظيمية تحذيراتها بشأن التقلبات التي قد تعصف بالمستثمرين.
وعلق مايك ماكجلون، المحلل الاستراتيجي لتداولات السلع في بلومبرج إنتلينجس قائلًا: "البيتكوين قد تتراجع قليلًا قبل أن تكمل الصعود إلى مستويات 50 ألف دولار، لتبلغ القيمة السوقية نحو تريليون دولار".
وبالتزامن مع ذلك الصعود تواجه عملة "الإيثريم" التي تضاعفت قيمتها 8 مرات خلال العام الماضي، احتمال التذبذب والهبوط نتيجة إطلاق مجموعة "جي إم إي" تداولات العقود الآجلة للعملة الأسبوع المقبل، وهو ما قد يفتح الباب لسيطرة المستثمرين الذين يتوقعون انخفاض الأسعار، وسيتجهون إلى البيع آملًا في الشراء بأسعار أقل.
قال أحمد معطي، خبير اقتصادي، يعزو صعود عملة البيتكوين والعملات الرقمية إلى أربعة أسباب؛ أولها ارتفاع البطالة غير المسبوق بسبب جائحة كورونا، مما يدفع الأفراد إلى استثمارات أخرى حفاظًا على ثرواتهم.
وأضاف، أن السبب الثاني يرجع إلى إقرار الدول للتحفيزات النقدية، وهي ببساطة طباعة البنوك المركزية للأموال، موضحًا أن المساعدات المالية الأمريكية دفعت الشركات إلى الاستثمار في العملات الرقمية، وتحديدًا البيتكوين، نافيًا بهذا التفسير أن يكون وراء الصعود التاريخي للبيتكوين استثمار الأفراد فقط، أما السبب الثالث، فيعود إلى ندرة عملة بتكوين؛ إذ لا يتوفر منها سوى 21 مليون وحدة فقط، وفي ظل تزايد الطلب عليها ترتفع قيمتها بالتبعية، والسبب الرابع يتمثل في نظرية (الفومو) وهي نظرية اقتصادية تعني الخوف من ضياع الفرص، مما قد يدفع الأفراد إلى التسرع والانجرار إلى الاستثمار في العملات الرقمية، التي قاربت قيمتها السوقية نحو تريليون دولار، في حين أن قيمة البيتكوين فقط وصلت إلى 760 مليار دولار، وهو الأمر الذي أحدث حالة من الهوس بها.
وقال الدكتور رشاد عبده، خبير اقتصادي، إن هناك العديد من الدول تتعامل بالعملات الرقمية وتعترف بها وعلى صعيد آخر هناك دول حرمت التعامل فيها، فيما بدأ تداول البيتكوين منذ عام 2009 تقريبًا وعلى الرغم من المخاطر التي يحملها التداول في تلك العملات إلا أنها تحقق رواجًا كبيرًا في بعض الدول الأجنبية.
وأضاف، أن البنك المركزي في مصر أصدر قرارًا بعدم التداول أو التعامل في البيتكوين، وذلك نظرًا لما يحمله هذا التداول من شكوك وشوائب من حوله، فحتى الآن لا يزال خفيًا على الكثير أي من أنواع التجارة التي يتم تداول "البيتكوين" فيها، لافتًا إلى احتمالية تمويل تلك العملات الرقمية للأعمال المشبوهة أو الممنوعة.
وقال أحمد عثمان، خبير مصرفي ونائب الرئيس مجموعة الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار ببنك البلاد السعودي، إن عملة بيتكوين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن قالت شركة تسلا إنها استثمرت 1.5 مليار دولار وستبدأ في قبول العملة المشفرة كطريقة للدفع وقفزت الأسعار لتلامس مستويات الـ 45 ألف دولارًا.
وأشار إلى أن القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات المشفرة تجاوزت التريليون دولار لأول مرة، وقد ساعد ذلك إلى حد كبير الارتفاع الملحوظ في قيمة عملة البيتكوين.
وأضاف، أن تجاوزت قيمة البيتكوين السوقية 700 مليار دولار ووصلت أسعار البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث تجاوزت 45 ألف دولار خلال أقل من شهر بعد كسر مستويات 20 ألف دولار لأول مرة.
وأكد عثمان، أن عملة البيتكوين تم اختراعها منذ 12 عام فقط كنوع جديد من أنظمة الدفع الإلكترونية بحيث لا يمكن لأي شخص، شركة أو حكومة التحكم فيها مقارنة بالعملات التقليدية التي يتم التحكم في المعروض منها من خلال البنوك المركزية للدول.
ويرى أن من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار البيتكوين، زيادة الطلب من المؤسسات، حيث يتطلع الكثير من صناديق إدارة الأصول إلى عملة البيتكوين كوسيلة للتحوط ضد آثار التضخم، ومشتريات التجزئة أو الأفراد وقيام العديد من الأفراد بالمضاربة على أسعار البيتكوين، واتراجع الدولار الأمريكي في أسواق الصرف الأجنبي.
