اعتاد بعض الأشخاص على ارتداء الكمامة لعدة مرات بالرغم من تحذيرات وزارة الصحة المصرية والخبراء، ومن هذا المنطلق كشفت دراسات عدة انه في حال استخدام الكمامات أكثر من مرة، فإنها تصفّي ربع تلك الجسيمات، نظرًا لتآكلها، وان الخطأ السائد ان ارتداء الكمامة سواء كانت جديدة أو مستعملة أفضل من عدم لبسها للوقاية من كورونا.
وأظهرت التجارب أن القناع الطبي منع 42 % من الجسيمات من الوصول لمرتديه، فيما منع القناع القماشي 44.3 بالمائة، ولكن الكمامة المزدوجة حمت مرتديها بنسبة 92.5 % من الجسيمات المتطايرة من السعال.
وفي هذا السياق قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن الأضرار الناتجة عن ارتداء الكمامة بشكل خاطئ ويمكن أن تسبب تسرب فيروسات الكورونا للشخص مرتدى الكمامة، وبالتالي حدوث العدوى، وسط اقتناع المرتدى للكمامة بأنه في وضع آمن، ولذلك فإن تطبيق غرامات لعدم ارتداء الكمامات قرار صائب طال انتظاره في ظل تصاعد أعداد الإصابة بكورونا خلال الفترة الماضية.
استخدام خاطئ
من أمثلة الأخطاء في ارتداء الكمامة التي تجعلها بلا فائدة، وربما أكثر ضررًا من غيابها، عدم غسل الأيدي قبل أو بعد لمس الكمامة، وارتداء الكمامة بوضع الجانب الملون للداخل، بينما العكس هو الصواب، ووضع الحافة العليا ذات الدعامة بالأسفل، وارتداء كمامة دوارة استخدمت من قبل آخرين، وكذلك ارتداء كمامة مجهولة المصدر.
وأكمل بدران، ارتداء الكمامة الطبية بعد خلعها حتى لو من فترة وجيزة، وارتدائها بلا دعامة أو بدعامة ضعيفة، وكذا ارتداء كمامة قماشية غير مطهرة،أو تم خلعها حتى لو من فترة قصيرة مع عدم تطهيرها، أو مستخدمة من قبل ولم تطهر، فضلا عن لمس الكمامة من الأمام بعد ارتدائها، ارتداء كمامة متسخة أو ممزقة أو مبتلة أو أكثر من ست ساعات.
وتابع بدران، أنه في بعض البلدان مثل فرنسا أو أستراليا يوصى بعدم استخدام الكمامة الطبية لأكثر من 4 ساعات، فالمدة القصوى لاستخدام الكمامة تبلغ 4 ساعات حسب توصية منظمة الصحة العالمية المقدمة في مارس 2020، وهي تستند إلى دراسة أجريت عام 2009 والتي أظهرت أنه بعد 4 ساعات، يقل تحمل الكمامة.
وأكمل قائلًا: "يعيش نحو 95 ٪ من سكان العالم في بلدان توصي أو تفرض استخدام الأقنعة في الأماكن العامة حاليًا، موضحا كثيرًا ما حدث في أوروبا وأمريكا نقص في الكمامات، مما أدى إلى استخدام كمامات ملوثة أو غير معتمدة ودون المستوى مع انخفاض كبير في الأداء، فأخطر ما في الكمامة هى المقدمة والتى ربما تسبب تلوث الأيدى عند خلعها أو لمسها، ثم لمس العين أو الفم أو الأنف لحاملها أو لمسه أسطح محيطة به أو المصافحة لآخرين".
كيفية خلع الكمامة
أوضح بدران، أن نظافة اليدين بالصابون والماء أو معقم اليدين قبل لمس الكمامة، مع تجنب لمس الجزء الأمامي منها، فالجزء الأمامي منها ملوث. لمس فقط الرباط عند الأذن واخلعه برفق. التخلص منها في سلة المهملات. نظافة اليدين بالصابون والماء أو معقم اليدين.
وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أن هؤلاء فقط هم المعفيون من ارتداء الكمامة:
1- الذين تقل أعمارهم عن عامين، بسبب خطر الاختناق
2- الذين قد يجدون صعوبة في استخدامها بشكل صحيح
3- الذين يعانون من حالة طبية تجعل الكمامة تعيق التنفس مثل مرض الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، يمكن للكمامة أن تزيد من صعوبة سحب الهواء إلى الرئتين، أو تسبب القلق، وبالتالي تغيير أنماط التنفس
4- الفاقدون للوعي
5- غير القادرين على ارتداء الكمامة بدون مساعدة
6- الذين يعانون من ضعف السمع أو يتواصلون مع شخص يعاني من ضعف السمع، حيث القدرة على رؤية الفم أمر ضروري للتواصل في هذه الحالات
7- الأشخاص الذين يجلسون في مطعم أو مؤسسة تقدم خدمة الطعام أو المشروبات أثناء تناول الطعام أو الشرب، بشرط أن يتمكنوا من الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر ونصف بعيدًا عن الأشخاص الذين ليسوا أعضاء في نفس الأسرة أو السكن
8- الأشخاص الذين يشاركون في الفعاليات الرياضية في الهواء الطلق مثل المشي لمطسافات طويلة أو ركوب الدراجات
ومن جانبه، أكد الدكتور إسلام عنان، مدرس اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة المستقبل ومصر الدولية خبير فيروسات وبائية، أنه غير صحيح ارتداء الكمامة لعدة مرات، لأن الماسك أو القماش شيء يوضع على الجهاز التنفسي يتلوث بالنفس ويتبلل من رذاذ ولعاب الفم أثناء العطس، مؤكدًا أن كل كمامة لها وقت معين ولا يصح استخدامها مرة أخرى.
وأشار عنان، إلى ضرورة غسل الكمامة الكماش في حالة الاعتماد عليها بديلًا للماسك الطبي، منوهًا بأن الكمامة الجراحية يتم ارتدائها لـ8 ساعات فقط، في الوقت ذاته آخرين يرتدونها أيام بل أسابيع وهنا سهل جدا حمل البكتيريا والفيروسات نتيجة الأتربة من الخارج واللعاب من الداخل فتكون طبقة غير صحية وخصبة للبكتيريا نتيجة البلل وعلى إثرها تسبب مشكلات عدة.
أما بالنسبة لكمامات الn90، n95 تستمر وقت أطول ولكن لا بد من تركها بين اللبسه والأخرى عدة أيام في مكان جيد التهوية اذا تعثر وجود كمامات التغيير، موضحا أن مدة الكمامات العادية 8 ساعات، والكمامة القماش يتم غسلها بعد كل لبسه.
وأوضح أن الكمامة القماش التي تحتوي على طبقة داخلية عازلة للبكتيريا والفيروسات (فلتر) مثلها مثل الجراحية، أما الطبقتين التي لا تحتوي على فلتر هي ببساطة تحمي الشخص المصاب من عدوى الناس، ولكنها لا تحمي شخص غير مصاب من العدوى من المصابين.
