السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انطلاق تطوير 34 قرية بالأقصر.. نصف مليون مواطن ينتظرون خدمات جديدة.. المحافظ: تشكيل لجنة لدراسة الاحتياجات المطلوبة للمناطق المستهدفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنمية حقيقية تلك التي تنتظر أهالي 1500 قرية على أرض مصر، كان قد تم الإعلان عنهم ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والتي تستهدف تطوير البنية الأساسية لـ 1500 قرية من الريف المصري، بمختلف محافظات الجمهورية، وكان نصيب محافظة الأقصر منها نحو 34 قرية تتبع إداريا مدينتي إسنا وأرمنت جنوب المحافظة، تضم نحو 600 ألف مواطن.


ويأتي المشروع القومي لتطوير 1500 قرية على مستوى الجمهورية، من أجل إحداث تنمية شاملة وفي إطار حرص الدولة على رفع مستوى معيشة المواطن المصري وخاصة في الريف داخل القرى المصرية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ليس بالمدن فقط بل داخل القرى والنجوع والعزب والتي كانت مهمشة لعقود طويلة، حيث تعد المرحلة الجديدة من برنامج "حياة كريمة"، أول مشروع قومي للتطوير الشامل للقرى وتحسين الخدمات والارتقاء بمستوى المعيشة، وتغيير الواقع الاجتماعي لسكانها على نحو شامل للوصول إلى الحياة الكريمة.

* محافظ الأقصر يبدأ جولاته

وفي إطار البدء الفوري لتنفيذ هذه المبادرة، تفقد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ المشروع بالمحافظة بمنطقة الظهير الصحراوي بقرية المحاميد قبلي بمدينة أرمنت للتأكد من جاهزية المعدات والأطقم الفنية المختصة بالإضافة إلى الوقوف على حجم الاحتياجات المطلوب توفيرها، وتحديد أوجه الدعم اللازم، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ومبادرته لتطوير وتنمية ١٥٠٠ قرية وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء باتخاذ الإجراءات العاجلة والتنسيق الفوري بين الوزارات المعنية لتنفيذ المبادرة.
شارك في الاصطفاف، كافة المعدات والسيارات المشاركة في تنفيذ مشروعات التطوير وشملت "٢٥ لودر - ٢ حفار - ٥٠ قلاب ١٦م – ٤٠ قلاب ١٢م - ٩ تريلا - 1 بمب خرسانة - ٤ سيارة خرسانة - ٧ سيارة متنوعة لشركه المياه - ١ كمبروسور حفر شركة الغاز -٢ قلاب ٣م".
وأشار المحافظ، إلى أن مشروع وبرنامج تطوير القرية المصرية سيشمل جميع مراكز الجمهورية وعددها ١٧٥ مركز تشمل عدد ٤٥٠٠ قرية يتبعها ٣٥ ألف تابع بتكلفة تقدر بنحو ٥٠٠ مليار جنيه، وتقرر البدء في تنفيذ المرحلة الأولى التي تشمل ١٥٠٠ قرية بتكلفة قدرها ١٥٥ مليار جنيه موزعة على ٥١ مركز من ضمنها مركزي إسنا وأرمنت بمحافظة الأقصر والتي تحتوي على ٢٧ قرية بإسنا و٧ قرى بأرمنت بتوابعهم حيث يبلغ عدد سكان قرى المركزين نحو 600 ألف نسمة تقريبًا وفقًا آخر إحصاء، لافتا إلى أن هذه المراكز والقرى والنجوع التابعة لها سوف تشهد تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية، فضلا عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع، مضيفا أن المحافظة اتخذت خطوات جادة للبدء في تنفيذ المشروع.
وأكد المحافظ، على أولوية تشغيل أبناء المحافظة في أعمال تنفيذ المشروعات الخاصة بتطوير القرى والنجوع، مشددًا على أهمية المشاركة المجتمعية بين كافة المؤسسات الحكومية والتنفيذية والشعبية والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك الأفراد في أعمال التطوير وتحقيق التكامل بين الجهات المختلفة، بما يسهم في تطوير الخدمات واستكمال المرافق لتغيير نمط الحياة بالقرى لتحقيق رضا المواطن.
كما عقد محافظ الأقصر، حوارًا مفتوحًا مع الأهالي الذين التقاهم بمدن أرمنت واسنا، أكد خلاله أن مشروع تطوير قرى الريف يستهدف أحداث تنمية في البنية التحتية عبر توصيل كافة المرافق للقرى سواء مياه وصرف وكهرباء وغاز طبيعي واتصالات ورصف الطرق عقب الانتهاء من توصيل كافة المرافق وإنشاء مدارس ومراكز شباب وملاعب وتطوير الوحدات الصحية وإنشاء مكاتب بريد ووحدات إطفاء وغيرها، كما يستهدف إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية من خلال توفير قطع أراضي يتم استغلالها في إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ومراكز حرفية يتم تدريب الفتيات والمرأة المعيلة على الحرف المختلفة لتدر عليهم دخل بما يسهم في تنويع الاقتصاد، مشيرا إلى أن المشروع تشارك فيه كل الأجهزة وجاري تشكيل اللجان التشاركية على مستوى القرية والمركز بمشاركة كافة أطياف المجتمع من منظمات المجتمع المدني والجمعيات والشباب والمرأة والقيادات الشعبية لكل قرية ومركز بالإضافة إلى مشاركة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الممثلين للمراكز.
وتابع المستشار مصطفى ألهم، أنه تم اختيار مركزي أرمنت وإسنا، طبقا للمعايير الموضوعة من قبل وزارة التنمية المحلية، حيث يتبع مركز إسنا عدد 9 وحدات محلية قروية هي «الشغب والدير والحلة والكيمان وأصفون والنجوع والنمسا وتوماس وكومير»، وتضم ٢٧ قرية وكفرًا ونجعًا وتابعًا، فيما يتبع مركز أرمنت عدد 4 وحدات محلية قروية تضم 7 قرى وتوابعهم، وذلك بإجمالي 34 قرية وعزبة ونجع بالمدينة، مشيرا إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء كان قد باختيار مراكز إدارية كاملة، بغرض حدوث تكامل في الخدمات ورفع مستوى المعيشة وإحداث نقلة نوعية وتطوير يعود بالمردود على أكبر عدد ممكن من المواطنين داخل نطاق كل مركز.
وأوضح محافظ الأقصر، أنه تم البدء في أولى خطوات تنفيذ المبادرة، حيث أصدر قرار بتشكيل لجنة التخطيط المحلى برئاسة محمد عبد الفتاح آدم السكرتير العام، وعضوية كافة الجهات المعنية والمشاركة في وضع خطة تنمية متكاملة للمركزين، وتقييم الوضع الراهن ودراسة الاحتياجات المطلوبة للقرى المستهدفة بمركزي إسنا وأرمنت في مجالات الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء والصحة والشباب والرياضة والإسعاف والتعليم والطرق والخدمات البيطرية والمجازر، وإدارة المخلفات والري والخدمات الزراعية والغاز الطبيعي ومشروعات جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وكافة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتبقى هذه اللجنة في حالة انعقاد دائم لتنفيذ التكليفات المنوطة بها مع ضرورة الالتزام بالإجراءات والخطوات التنفيذية لوضع الخطة، وكذلك بالبرامج الزمنية الموضوعة.


* لقاءات تعريفية لاستعراض خطة المبادرة
وفي سبيل تنفيذ المبادرة، قام أعضاء مبادرة حياة كريمة بالأقصر، بجولات عديدة للقرى المسجلة ضمن البرنامج الرئاسي للتعرف عن قرب على الاحتياجات الخاصة لأهالي كل قرية، والارتقاء بمستوى المعيشة وتحقيق حياة كريمة للجميع، كما نظمت محافظة الأقصر لقاءًا تعريفيًا لاستعراض خطة أعمال التطوير في كافة قرى مراكز إسنا وأرمنت بمحافظة الأقصر المستهدفة ضمن المشروع، وذلك في إطار التعريف بجهود التنمية، حيث عرض الدكتور ولاء جاد الكريم رئيس وحدة الإدارة المركزية لمبادرة حياة كريمة بوزارة التنمية المحلية، أبرز محاور الخطة وما تم تنفيذه منها على أرض الواقع وما هو المخطط له للقيام به مستقبلًا بهدف تنمية وتطوير القرى المستهدفة بالمحافظة، وإحداث نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمات لمواطنيها وتطوير وتجديد المرافق وتوفير حياة كريمة لأهالي وسكان هذه القرى.
كما تم فتح حوار مفتوح مع الأهالي الذين قدموا متطلباتهم ومقترحاتهم لتطوير قراهم وإحداث تنمية مستدامة بها معربين عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الدولة في سبيل رفع مستوى معيشة المواطن والارتقاء بها، حيث أشاد الدكتور ولاء جاد الكريم، بجهود محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم وقيادات المحافظة لتنفيذ المشروع مؤكدا أنها المحافظة الوحيدة التي كانت تقدم دراسات متكاملة مستوفية للشروط فيما يخص قطاع الصرف الصحي لسرعة إنجاز العمل لتغطية المحافظة بنسبة 100 % لافتا إلى أنه عقب انتهاء أعمال التنمية والتطوير في القرى المستهدفة من المشروع سيتغير وجه الحياة في مصر، لافتا إلى وجود لجنة تضم كافة الجهات المعنية المشاركة في وضع خطة تنمية متكاملة لمدن اسنا وارمنت وتقييم الوضع الراهن ودراسة الاحتياجات المطلوبة للقرى المستهدفة في كافة المجالات.




* قرية العضايمة تستقبل لجان حياة كريمة بالزغاريد

ومن بين القرى، التي تم اختيارها ضمن مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، بعد انطلاقها لتطوير القرى والنجوع من خلال رفع مستوى وجودة الحياة لمواطنيها، وتوفير الخدمات اللائقة بهم وتطوير المرافق والبنية التحتية، وتكوين شكل حضاري مختلف لها يغير وجه الريف بشكل عام، قرية العضايمة وتوابعها "السريب والدقيرة" التي تقع جنوب إسنا أقصى جنوب محافظة الأقصر، والتي يسكنها نحو 11755 نسمة وتضم 2351 أسرة، تعاني من مشكلات متنوعة على رأسها ارتفاع منسوب المياه الجوفية وعدم وجود صرف صحي وغيرها من المشكلات، وهو ما دفع أهالي القرية للجان المُعاينة المنوطة بتحديد احتياجات القرية، بالزغاريد والترحاب وهتافات الشكر للرئيس.
وقال ضياء البتيتى عمدة قرية العضايمة، إن مبادرة رئيس الجمهورية بإعمار ودعم قرية العضايمة وتوابعها باحتياجات أعاد الروح والحياة للقرى المحرومة، وأعطتها قبلة الحياة، مشيرا إلى أن حياة كريمة برنامج يلبى احتياجات المواطنين والقرى المحرومة، مطالبا بإحلال وتجديد شبكة مياه الشرب المتهالكة بقرية العضايمة والسريب والدقيرة ورصف الطرق الداخلية بالقرية وإعمار القرى بإيجاد فرص عمل للشباب.
فيما قدم الشيخ عبدالفتاح بسطاوى واعظ القرية، الشكر للرئيس السيسي والقيادة السياسية على الهدية العظيمة وهي إعمار القرى الأكثر احتياجًا وتوصيل المرافق والخدمات، مشيرا إلى أن أولويات احتياجات القرية وتوابعها هو الصرف الصحي ودعم الوحدة الصحية وإحلال وتجديد شبكة مياه الشرب وتنمية القرية، لافتا إلى أن لجنة المعاينة المُشكلة من الوحدة المحلية لمركز إسنا وهيئة مياه الشرب والصرف الصحي ومجلس كومير، قامت بمعاينة الأرض المخصصة كمحطة صرف صحي لإدخال عملية الصرف الصحي للمنازل والصرف الصحي المغطى للقرية وتوابعها وإحلال وتجديد شبكة مياه الشرب بالقرية.
كما تم اختيار قرية توماس 3 بمركز إسنا، التي وُلد بها البطل أحمد إدريس، صاحب شفرة حرب أكتوبر، لتكون ضمن القرى التي سيجرى تطويرها ضمن مبادرة «حياة كريمة»، بعدما عانت قرية البطل المصري، الذي كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالات أكتوبر عام ٢٠١٧، على مدى سنوات طويلة من الإهمال ونقص الخدمات.
وقال اللواء عماد أبوالعزايم، السكرتير المساعد لمحافظة الأقصر، إن الاختيار وقع على قرية توماس التي يسكنها 6974 نسمة وتضم 1395 أسرة، لتوافر كل المعايير التي وضعتها وزارة التنمية المحلية والمحافظة في اختيار القرى التي سيجرى تطويرها ضمن المبادرة الرئاسية، مشيرا إلى أن القرية كانت على موعد مع التطوير لدخولها ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل الجديد، لذا شهدت تطوير ورفع كفاءة الوحدة الصحية بها، في إطار تطوير عدد من الوحدات الصحية بمركز إسنا.

* أهالي أرمنت: المبادرة أعادت لقرانا الحياة من جديد

كما قدم أهالي مركز أرمنت رسائل شكر للرئيس السيسي، حيث أكدوا أنه دائمًا يوعد ويوفى، بعدما وعد بإعادة مصر على الطريق الصحيح، والآن يسعى إلى إنهاء معاناة أهالي المركز بعد استمرارها سنوات كثيرة من التهميش وضعف الخدمات المقدمة، وعلى رأسها خدمات الصرف الصحي، وانهيار البنية التحتية، وضعف مستوى المعيشة، حتى جاءت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي أطلقها رئيس الجمهورية، لتصبح طوق النجاة لأهالي المركز.
واستقبل أهالي أرمنت، خبر التطوير لقراهم لتحقيق تنمية مستدامة، بالفرحة العارمة والتي وصفوها بالخطوة التي تأخرت كثيرا بسبب انهيار الخدمات وضعف الإمكانيات، واصفين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمنقذ فهو لم يتوان لحظة واحدة في التفكير للارتقاء بمستوى المعيشة للمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم، مثمنين الخطوات التي يقوم بها للنهوض بالدولة المصرية لتصبح مصر ضمن أقوى الدول تحقيقا لخطة التنمية المستدامة التي أطلقها منذ بداية توليه المسئولية.
وقال محمد أبو المجد، أحد أهالي أرمنت، أن المبادرة هي خطوة جديدة جدا ستؤدى للنهوض بمستوى المعيشة للمواطنين، ناهيك عن القضاء على الأزمات التي عانوا منها على مدى سنوات، وأهمها القضاء على تجمعات القمامة المنتشرة بجميع أنحاء القرية، وتطوير الطرق ورصفها، وصيانة وتجديد شبكات الكهرباء، مشيدا بالدور يقوم به أعضاء المبادرة الرئاسية من فتح حوار مجتمعي بجميع القرى المدرجة ضمن برنامج التطوير، للتعرف عن قرب على احتياجات المواطنين ومشاركتهم في عمليات التطوير والوصول للهدف المنوط به.
وأضاف أبو المجد، أن معظم قرى أرمنت معدومة المرافق ولا يوجد بها صرف صحي والمنشآت الخدمية بها قديمة جدا ولم يتم تطويرها منذ سنوات كثيرة، فالحياة بها معدومة، مشيرا إلى أن المبادرة الرئاسية أعادت الحياة للأهالي من جديد، حيث سيتم الانتهاء من مشاريع الصرف الصحي وتحسين شبكة المياه وتمهيد الطرق وإنشاء مباني خدمية من وحدة إطفاء وإعادة تأهيل وحدات اجتماعية وسجل مدني، وبذلك تتساوى الحياة بالقرية مع المدينة، مطالبا بسرعة تذليل أي عقبات للبدء في تلك المشروعات حتى يدخل النور والحياة للقرى المدرجة ضمن المبادرة.