الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بعد وصوله لمرحلة البث المباشر في مسابقة أمير الشعراء.. أحمد حافظ في حواره لـ«البوابة نيوز»: الحدث محطة وتجربة مهمة في حياة كل شاعر وفرصة للتلاقي الفكري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعد مسابقة أمير الشعراء من أهم المسابقات في الوطن العربى والعالم في مجال شعر الفصحى، والتى أطلقت أول برنامج أدبى للشعر تتم إذاعته عبر القنوات الفضائية والتليفزيونية وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبى، والذى انطلق منذ 14 عامًا، وتهدف المسابقة إلى النهوض بشعر العربية الفصحى والارتقاء به وبشعرائه، والترويج له في الأوساط العربية، كما تعمل المسابقة على إحياء الدور الإيجابى للشعر العربى في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه رسالة المحبة والسلام. وقد انطلق منذ أيام الموسم التاسع من المسابقة بعد عقد عدة تصفيات اختارت الأفضل من ضمن آلاف المتقدمين، وتضم لجنة تحكيم المسابقة كل من الدكتور على بن تميم رئيس مركز أبوظبى للغة العربية، والناقد الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، والدكتور عبد الملك مرتاض رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر. وقد ضمت قائمة البث المباشر 20 متسابقًا من 15 دولة عربية وأفريقية وأجنبية، وقد وصل ثلاثة فرسان مصريين في مرحلة البث المباشر وهم الشعراء السيد خلف وأحمد حافظ والشاعر محمد عرب صالح.. «البوابة» هى أول صحيفة تقوم بإجراء حوارات معهم فور الإعلان عن فوزهم.

«سأكسرُ جرةَ الأسرارِ في قلبى، وأكتبُ بالغُبارِ على الحوائطِ: / أيها الحظُّ التعيسُ/ رميتَ بى في هذهِ الأرضِ التعسيةِ / كُلُّ شيءٍ حامضٌ فيها / أغانينا التى نحيا على إيقاعها ذبلت / وخمرتنا رفيةُ ليلنا فَسَدتْ / وصاحبةُ لنا كانت تمدُ ظلالها من لفحة الأيام»
من قصيدة «بُكائيَّةٌ»
هو شاعر وباحث في كلية الآداب بجامعة الفيوم الشاعر أحمد حافظ والحاصل على العديد من الجوائز العربية وصاحب إنتاج شعرى متميز، من مواليد 1994، وهو باحث في الأدب العربى بمرحلة الماجستير، ويعمل في مجال التحرير والتدقيق اللغوى، والإخراج الصوتى للأفلام الوثائقية والدوبلاج. صدر له ديوان «سلامًا أيها الجبل» مطبوع ضمن إصدارات سلسلة «إبداعات عربية» التابعة لحكومة الشارقة، وديوان «قلبى ثلَّاجةُ موتى» تحت الطبع.

من أين جاءت الفكرة في المشاركة بمسابقة أمير الشعراء؟
- يعتبر برنامج أمير الشعراء محطة وتجربة مهمة لا بد من المرور بها، من هنا جاءت الفكرة.
■ هل كنت تتوقع وصولك لهذه المرحلة من مسابقة أمير الشعراء؟
- في مثل هذه الفعاليات لا سبيل لتوقع أى شيء، أنا أثق بقصيدتى وكتابتى، وتأهلى لهذه المرحلة ضرب من الحظ والتوفيق. وهناك شعراء كثيرون ذوو تجربة مهمة في الشعر ولم يُوفَّقوا للتأهل، الأمر كله عائد للتوفيق والحظ.
■ كيف يتم التعاطى معكم من قبل المشاركين الآخرين؟
- أجواء المسابقة لطيفة، والجميع هنا رائع وجميل، التعارف الثقافى والتلاقى الفكرى هما جوهر هذه الفعاليات، إذ إن المسابقة تنتهى وما يبقى هم الأصدقاء.
■ كيف نمت تجربتك الشعرية.. وأى الشعراء تعتبره مثلك الأعلى؟
- التجارب الشعرية تنمو بالقراءة والاطلاع والتلاقح المعرفى، والتجريب الحقيقى خارج الأنساق المحددة سلفًا، بوعى جديد ومغاير، وكل فن هو ابن الاجتهاد والعمل الدءوب، ولا سبيل لصقل تجربة إلا بالعمل الجاد والذكاء الفنى في كيفية تطويرها.
السؤال عن مثلى الأعلى من الشعراء يصعب تحديد إجابته واختصارها، لكن لى شعراء مفضلين من العرب والغرب، أذكر على سبيل المثال نزار قبانى وأمل دنقل ومحمد الماغوط، ومن شعراء الغرب الأمريكى والت ويتمان والغواتيمالى أمبرتو أكابال والبولندية فيسوافا شيمبورسكا.
■ تُعد من أصغر الشعراء المشاركين في المسابقة كيف ترى ذلك ؟
- العمر لا علاقة له بأى شيء، فقط الموهبة والعمل. ولى أسوة حسنة بكثير من الشعراء الصغار سنًَّا، الكبار تجربة وإبداعًا، منهم الشاعر العربى طرفة بن العبد، والفرنسى آرثر رامبو، كلاهما توقف عن الكتابة وهو دون الثلاثين، وتركا إرثًا شعريًّا كبيرًا ومُهمًَّا.
■ حدثنا عن أهم الإشكاليات التى تقابل الشعر والشعراء وهل صحيح مقولة إن زمن الشعر قد ذهب.. والرواية أصبحت الأكثر رواجًا؟ أم ترى أن مكانة الشعر والشعراء ما زالت مستمرة حتى الآن؟
- أهم الإشكاليات التى تقابل الشعر والشعراء هى ابتعادهم عن الشعر، بمفهومه الحقيقى وشكله الجوهرى، الباحث عن كل جديد، المفتش عن الروح الجمالية للأشياء، المحرض على الخروج من كل إطار ونسق. نحن الآن في ورطة حقيقية، هى ورطة القوالب الجاهزة، والقناعات المُعلَّبة. فكيف نرجو فنًَّا حقيقيًّا ممن يسير معصوب القلب والعينين؟!
القول إن زمن الشعر قد ولى قول خاطئ من أساسه، الشعر فن كل عصر، ولا يمكن الاستغناء عنه ولا استبداله بفن آخر، طبيعى أن تتبدل الصدارة مع فنون أخرى، مثل السينما والرواية وغيرهما، فهذه متغيرات العصر، لكن الشعر هو مُخيّلة العالم، ولا سبيل لخلاص العالم وهو بلا مُخيّلة.
■ هل هناك أى دعم من قبل الدولة المصرية لك؟
- حتى الآن لا دعم، لكن نرجو من الجهات الثقافية أن توجه اهتمامها لمن يمثلها في المحافل الدولية بالدعم والمؤازرة اللازمة.
■ كيف ترى ظاهرة «الفانز» وهو ما نراه كثيرًا في الآونة الأخيرة في أن يقوم أحد مشاهير فيس بوك أو التيك توك بعمل كتاب ليستغل المتابعين له؟
- هذا يحدث نتيجة استقطاب ذوى الوعى الضحل من الشباب والمراهقين الذين لا يكون لديهم قاعدة من الوعى راسخة تستطيعون من خلالها التفريق بين الجيد والرديء، وهناك عدة أسباب تؤدى إلى حدوث ذلك، فكلها تصب في جانب التعليم الرديء والثقافة الضحلة والإعلام غير الجيد، وأن تلك الظاهرة تحتاج إلى كثير من التحليل والكثير من المفكرين ليتحدثوا في ذلك الأمر، ويجب العمل على أكثر من جانب لمواجهة هذه الظاهرة، فليس فقط الأدباء من يواجهون هذا الأمر، وإنما أيضًا المسئولية تقع على عدة جهات ومنها التعليم والثقافة والإعلام، وكل ما هو مكون للشخصية العربية.