في كثير من الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، هذا ما حدث مع "محمد عباس"، مع خفير خصوصي، كل ذنبه أنه تدخل للدفاع عن صاحب كشك إثر قيام مسجل خطر بفرض إتاوة عليه، فانتقل إلى دار الحق، بعد ما تلقى عيارا ناريا أودت بحياته في الحال في مشهد مأساوي أضحي حديث الأهالي بمنطقة قليوب، حزنًا على فقدان الضحية.
كواليس الواقعة كما سردها "محمود عباس"، شقيق المجني عليه، لـ"البوابة نيوز" راح ضحيتها شاب حاول عمل الخير ومساعدة مظلوم فحصد الشر، مشير إلى أن القاتل شقيق زوجة (الضحية) ويدعي "سيد.م.م"، "لكنه شخص بتاع مشكلات ومسجل خطر، وشقيقي كان رجل في حاله وملوش خلافات مع حد في المنطقة ولا خارجها والجميع يشهد له بمواقفه البطولية مع جيرانه".
وتابع: "أخويا كان أب لثلاثة أطفال أكبرهم بالصف الثالث الإعدادي، وزوجته كفيفة منذ 10 سنوات، وكان يخرج للعمل من أجل توفير متطلباتهم وعلاج والدتي العجوز".
وأضاف:" خلال الفترة الأخيرة تدهورت الأحوال المادية مع شقيقي، وظل يبحث عن عمل مناسب يوفر الأموال الكافية التي تكفي متطلبات أسرته، إلا أنه لم يوفق في ذلك، وفي سبيل ذلك قبل العمل مع شقيق زوجته " المتهم" خفير خصوصي على قطعة ارض يمتلكها الجاني، وجرت الأمور طبيعة، فكان كل ما يشغل باله العيش في استقرار وتوفير حياة كريمة لأبنائه ورعاية زوجتة التي لم يتخل عنها وتمسك بها طوال 10 سنوات فكان يقوم بدور الأب والأم، متابعا:" شقيقي دفع ثمن شهامته بالقتل وتشريد أولاده الصغار".
وأوضح شقيق الضحية:" يوم الواقعة حضر المتهم نحو قطعة الأرض والتي على أولها كشك، وعند وصوله قام بتهديد صاحب الكشك لفرض إتاوة عليه، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض من قبل شقيقي " الضحية"، فراح يتحدث مع الجاني وطالبه بالرجوع عما يقدم عليه، محدثا آياه:" حرام عليك ده رجل غلبان بيجري على عياله بلاش ظلم وافتري على خلق الله يا سيد"، تلك الكلمات التي نطق بها اخي، قوبلت بالعنف الفوري من القاتل، وهدده بالقتل وقام إطلاق النار عليه من سلاح ناري، ليسقط على الأرض غارقا في دمائه ويلقي مصرعه في الحال، مضيفا:" نتعرض لتهديدات من أسرة المتهم، ووالده يهددنا من أجل التصالح وعرض علينا مبلغا ماليا 200 ألف جنيه، مطالبًا جميع المسئولين بالوقوف بجوارهم والقصاص من المتهم".
وناشد شقيق الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جواره، حتى يسترد حق أخيه، الذي قُتَل غدرًا، مختتما بقوله: "لن يريح قلوبنا سوى إعدام القاتل".
