الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى ميلادها.. أسرار في حياة معبودة الجماهير: فكرة الاعتزال راودتها دائمًا.. ولم تذهب لتسلم جائزة سعد الدين وهبة بسبب "الشعراوي".. و"فيلم العقل في إجازة" بداية اكتشاف موهبتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرة هي التفاصيل في حياة الفنانة العظيمة شادية التي حلت ذكرى ميلادها علينا اليوم ٨ فبراير مليئة بحب الجماهير الذي ظلت حاضرة في قلوبه حتى بعد اعتزالها وغيابها، فالجمهور أحب فنها وأحبها إنسانيا وتأثر بتجربتها الحياتية إلى حد تتبع أخبارها حتى بعدما فرضت سياج العزلة على نفسها وقررت الاعتزال وحجبت نفسها عن الناس ودخلت خلوتها لمدة ٣٦ عاما.. «البوابة نيوز» ترصد مواقف في حياة شادية احتفاء بذكرى ميلادها.


-حيلة حلمي رفلة لتمثل معه
كانت في الثالثة عشرة من عمرها حينما خطت أولى خطواتها نحو الفن حينما شاهدها المخرج حلمي رفلة وأعجب بها وعرض على والدها أن تعمل معه في "فيلم العقل في إجازة" واختاروا لها اسم شادية، وقيل إن الفنان يوسف وهبي هو من اختار لها الاسم، كما قيل أن الفنان عبد الوارث عسر هو من أطلق عليها شادية الكلمات، وكان محمد عبدالجواد قد دعاها للعمل معه غير أن حلمي رفلة لجأ لحيلة إقناعه ليصرف نظره عنها ويفوز هو بمشاركتها حيث أخبره أن أهلها لو شاهدوها تمثل لقتلوها، وبالفعل ابتعد عنها عبدالجواد ليقدمها رفلة للفن مع الفنان محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"، ونجحت التجربة التي قال عنها رفلة: "إذا كانت لي أخطاء كثيرة في السينما فيشفع لي أنني قدمت شادية".

-رد الجميل لحلمي رفلة
مواقفها الإنسانية كانت بارزة طيلة مشوارها الفني حتى وهي صغيرة تخطو خطواتها الأولى كان قلبها عامرا بالحب، فيذكر أن حلمي رفلة تعرض لخسارة كبيرة بعد إيقاف أحد أفلامه وانقطع عنه كل الناس إلا أن شادية ظلت تبحث عنه في كل مكان حتى وجدته وقالت له: إنت عارف إني بخبي فلوسي للزمن.. لكن أنا تحت أمرك ووقعت له شيكا على بياض، ليخرج من أزمته".
-قصة حبيبها الأسمراني
ربما صادفت شادية الحب مرة رغم كل الأبطال الذين مروا في حياتها، كان ذلك كما يقولون براءة الأولويات ووجه العسل حينما شاهدت ضابط الجيش الأسمراني في زفاف إحدى صديقاتها في شبرا وخطف قلبها، صعيدي أسمراني حالم خطف قلبها وأرسل لها العديد من الخطابات قبل أن يتقدم لخطبتها ليتم الأمر ويطير قلبها فرحا بحبيها، لكن شادية كانت على موعد مع الحزن الذي كان لأول مرة يظهر في حياتها ففجعها باستشهاد حبيبها في حرب ٤٨، ولم يبق منه سوى خطاب وتسجيل صوتي ظلت محتفظة بهما طيلة حياتها، ولعل الزمن أراد أن يهديها عنه سلوان فشاءت الأقدار أن تغني له بعد سنوات من فقدانه "آه يا أسمراني اللون".
-شادية ومصطفى أمين
كان المحرك الأساسي لشادية هو قلبها ذلك الذي دفعها من حب لحب ومن زيجة لأخرى وطغى عليها فقيل عنها الدلوعة، وأراد القدر أن يعيد صياغة شادية ويعطيها ألقا جديدا فوضع في طريقها الكاتب الصحفي مصطفى أمين الذي قالت عنه: إن الكاتب الكبير علمني أن أفكر بعقلي قبل قلبي، وكان يعطيني الحنان بلا حساب، ويدفعني للبحث عن الأدوار الجيدة، ويبعدني عن الأدوار التافهة، وهو الذي أعادني للغناء".
من خلال مصطفى أمين دخلت شادية المحافل الثقافية، وبدأت في القراءة وصقلت شخصيتها وبدأت ملامح النضج تظهر عليها في أعمالها الفنية وقدمت في هذه المرحلة ٢١ فيلما حتى أهداها مصطفى أمين فيلم" معبودة الجماهير" وقد كان كتبه خصيصا لها".


-تنوع أدوار شادية
كل الألوان أدتها بسلاسة وانتقلت بين صنوف الفن وهي تخطف القلوب واعتلت قمة الكوميديا في" مراتي مدير عام" و" الزوجة ١٣" كما اعتلتها في التراجيديا في" لا تسألني من أنا"، لم يستطع نجم ولا بطل أن يسرق الكاميرا منها بل كانت تقاسمه الكادر إن لم تتفوق عليه، شادية التي لم يهتز لها جفن وهي تؤدي أمام فطاحل السينما محمد فوزي، صلاح ذوالفقار، عماد حمدي، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، كمال الشناوي، محمود مرسي، رشدي أباظة وغيرهم كانت النجمة التي تتهاوى القلوب في عشقها وتصغي الأذان لسماعها حبيبة المصريين ومعبودتهم الأولى.
-صوت مصر
لقب جديد أضيف إلى ألقابها حينما شرعت في أداء الأغاني الوطنية بدءا من أغنية: "يا بنت بلدي زعيمنا قال" ثم يا مسافر بورسعيد حتى خلدت صوتها برائعتها: يا حبيبتي يا مصر" ولا ينسى الجمهور أبدا مرثيتها:" لموا الكراريس" حينما ضرب العدوان الإسرائيلي مدرسة بحر البقر.
-فكرة الاعتزال
كانت الفكرة تراودها من الحين للآخر حتى أنها صرحت بها ذات مرة للكاتبة سكينة فؤاد وقالت في حوار لها: لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنوا بين صورة الشابة الجميلة التي أحبوها وبين صورتي وأنا عجوز، كانت شادية تعرضت لمحن شديدة في حياتها أبرزها حرمانها من الأمومة، وهي صاحبة المشاعر الفياضة التي غنت أروع أغاني للأبناء"سيد الحبايب يا ضنايا إنت" وغيرها، ولعل طاقة الحب الهائلة في قلب شادية كان لا بد أن تجد ينبوعا تنهمر فيه بعد تجارب الحب والزيجات التي لم تدوم والأمومة التي لم تنالها فكانت تلك المحن هي تمحيص وتأهيل لمعبودة الجماهير أن تتوجه بوجدانها وتطلب العون من خالقها وتشدو بذلك في رائعتها" خد بإيدي" ليفتح الله لها باب تهرول إليه وتدخل خلوتها في أوج قمتها وتحقق نبوءتها بالاعتزال ليظل الجمهور محتفظا بصورة الفنانة الجميلة الدلوعة التي أحبها لخفة ظلها وجمال روحها.
-ريا وسكينة والشيخ الشعراوي
أثناء عرض ريا وسكينة تعرضت شادية لوعكة صحية أجرت بسببها عدة عمليات جراحية، ظلت في إحداها ٩ ساعات فترسخت فكرة الاعتزال في قلبها، وبدأت بالاتصال بالشيخ محمد متولي الشعراوي الذي قال عن ذلك حينما سأل في أحد الحوارات الصحفية: " هي من أطربت الناس.. استعدت لتطرب هي طربا آخر.. فقد وجدت ارتقاء أسمى مما كانت فيه.. ونشوة أفضل من النشوة التي كانت تعيش فيها.. هي مختارة بعدما عرفت شيئا لم تكن تعرفه. وكانت شادية حينذاك على موعد مع تسلم جائزة السينما من سعد الدين وهبة لكنها لم تذهب ولم تظهر بعدها للجمهور.. لكنها ظلت حاضرة في قلوبهم وفي أذهانهم.
فكرة الاعتزال كانت تراودها دائما
-شادية ونجيب محفوظ
كان حكم صاحب نوبل على شادية في البداية أنها صاحبة موهبة، لكنها لا تصلح لأداء أدواره، فهي كما أطلق عليها الدلوعة وأدوار محفوظ معقدة تحتاج لموهبة متفردة غير أن شادية دون أن تحاجيه أثبتت أنها موهبة متفردة تستطيع أن تؤدي كل الأدوار، واقتحمت شادية عالم نجيب محفوظ بحميدة في "زقاق المدق" وتوالت الأعمال وأجادت وأبدعت حتى عاد صاحب نوبل فيما قال وقال مقولته الشهيرة عن أداء شادية في فيلمها الأسطوري "شيء من الخوف": أداء شادية خارج كل تعليق".