الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من المحيط إلى الخليج.. قلوب العرب معلقة بـ«الأمل» الإماراتي.. المسبار يخوض رحلة جديدة محفوفة بالتحديات إلى المريخ.. 9 دول تتنافس على المهمة الصعبة.. وأبناء زايد قادرون على الانتصار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يترقب العالم العربي من المحيط إلى الخليج، غدًا الموافق 9 فبراير، في تمام الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات، تدشين أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة الإمارات، وهو وصول "مسبار الأمل"، الذى سينطلق صوب مدار كوكب المريخ؛ وبذلك تكون الإمارات من أول الدول العربية التي تطمح لاستكشاف المريخ وواحدة من 9 دول فقط حول العالم تسعى لذلك.
وأيضا سيكون "مسبار الأمل"، تأكيدا على أن الإمارات تسعى إلي استكمال ما تؤمن به دوما من نمو المعرفة للإنسانية، واستكشاف أشياء قد تسهم في إحداث تطور عن ماذا يدور في المريخ؛ وتستعرض "البوابة نيوز" في هذا التقرير بعض الحقائق عن مسبار الأمل:

كان الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية الشقيقة -رحمه الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مهتمًا بمجال الفضاء بشكل كبير، حيث نستحضر كلماته أثناء اجتماعه مع مسؤولي رحلة أبولو من وكالة ناسا، في عام 1974، قائلًا "إن رحلات الفضاء يفخر بها كل إنسان على وجه الأرض، لأنها تجسد الإيمان بالله وقدرته، ونحن نشعر كوننا عرباً بأن لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع وفي هذه الأبحاث، وفخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء، بفضل القواعد التي أرساها العلماء العرب منذ مئات السنين، ونأمل أن يعم السلام ويدرك البشر الأخطار، التي تهددهم بسبب التأخر".
واستمر الوالد المؤسس في استكمال حلمه ففي عام 1997 قام بتأسيس "الثريا للاتصالات"، لتتوالى بعدها الأبحاث والمراكز في هذا المجال ويصل في عام 2009 القمر الصناعي الإماراتي "دبي سات 1"؛ وفي 25 سبتمبر 2019 وصل أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري إلى الفضاء.

المسبار من فكرة لحلم
كان المسبار مجرد فكرة وحلم أيضا طُرحت في الخلوة الحكومية التي عقدتها حكومة دولة الإمارات نهاية عام 2013 في جزيرة صير بني ياس، ضمن أفكار أخرى للاحتفال بطريقة مميزة باليوم الوطني الخمسين في 2021.
ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بدراسة الفكرة، وتحولت إلى خطة استراتيجية تم فيها التخطيط للمشروع من كافة جوانبه لتصميم وتصنيع المسبار وإطلاقه بحيث يتزامن وصوله إلى الكوكب الأحمر مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات.
رسالة أمل
وفي 16 يوليو 2014، تحولت فكرة إرسال مسبار لاستكشاف المريخ من فكرة إلى مبادرة وطنية استراتيجية أعلنها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تحت اسم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وقد اختار له الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اسم "مسبار الأمل" ليكون رسالة أمل من دولة الإمارات إلى شباب وشعوب المنطقة.
تصنيع المسبار
بالطبع أخذت الإمارات أمر المسبار كتحدي كبير، بدءا من رفضها تصنيعه بالخارج، وتصنيع كل قطعة به من الألف إلى الياء من خلال فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء.
وكان الأمر فرصة عظيمة لشباب العلماء في الإستفادة من خطوات تصنيع المسبار واثقال خبراتهم من خلال تطويره مع شركاء نقل المعرفة في جامعة كولورادو في بولدر وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي.
وكان هذا يعد التعاون الأول لشركاء المعرفة مع دولة الإمارات في تطوير مسبار كامل إلى الفضاء.
"قوة الأمل
وبدأ بناء المسبار داخل مركز محمد بن راشد للفضاء ليتم إنجازه في فبراير 2020، وتزامن ذلك مع قيام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور عملية تركيب القطعة الأخيرة من المسبار، والتي تشكل الجزء الخارجي الأخير منه وتحمل أسماء أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، وتواقيعهم، وتواقيع أولياء العهود، كما تحمل عبارة "قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء"، بالإضافة إلى علم دولة الإمارات وشعارها "لا شيء مستحيل".

الانطلاق
وانطلقت رحلة مسبار الأمل الفضائية في 20 يوليو 2020، قاطعاً حوالي 493 مليون كليومتر، من الوصول إلى محطته النهائية حول مدار المريخ، إلا ان الرحلة المريخية ذات المهمة العلمية غير المسبوقة عالمياً ستواجه غدا الثلاثاء أصعب مراحلها وأكثرها دقة وتعقيداً، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ.
بيانات مجانا للمجتمع العلمي
وتستمر مهمة المسبار طوال سنة مريخية كاملة تبلغ بحسابات الأرض 687 يوماً، يجمع فيها أكثر من 1000 جيجابيت من البيانات التي سيتم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.
تحدي الـ 27 دقيقة عمياء
سيواجه المسبار التحدي الأصعب له وهو عملية إبطاء سرعته بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري مباشر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، تمهيداً لدخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ، قبل انتقاله لاحقاً - في حال نجاح هذه العملية - إلى المدار العلمي ومن ثم بدء مهمته العلمية في جمع البيانات والمعلومات التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول الكوكب الأحمر الأكثر شبهاً بكوكب الأرض في المجموعة الشمسية.
والتحدي الأكبر في هذه الدقائق هو تأخر اتصال المسبار مع المحطة الأرضية في الخوانيج في دبي بالمسبار خلال هذه الفترة الحرجة والتي تسمى "الـ27 دقيقة العمياء"، حيث أن المسبار يعالج كافة تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية "دلتا في" التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يضيع المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.
لذا فآمال الجميع معلقة على الغد، وسيتابع الجميع بشغف رحلة المسبار للمريخ، والتي سيتم بثها مباشرة على الشاشات، ويذكرنا هذا بالشغف الذي كان يملأ العرب عام 1985، بإطلاق القمر الصناعي عرب سات.
وقد أشرف أول رائد فضاء عربي الأمير سلطان بن سلمان على إطلاق القمر الصناعي العربي من خلال رحلته على المكوك الفضائي ديسكفري.