«نادية» بنت الإسكندرية فتاة أربعينية لم يكتب لها القدر حظا من الأبناء فصبرت ورضيت بما قسمه الله لها، لكن الجلوس بمفردها فى المنزل دون أطفال جعلها تبحث العمل لملء وقت فراغها وعدم الاستسلام للتفكير فى الأمر.
فجر كل صباح تستيقظ بنت الإسكندرية بعزيمة قوية وإرادة من حديد، وبعد تجهيز الفطار لها ولزوجها، تبدأ رحلتها لاستلام وتوصيل الطلبات للمنازل، تستقل «الأسكوتر» الخاص بها مع ارتداء خوذة تحمى رأسها من الشمس ومن الصدمات أيضا. تقول نادية عبد الصمد ٤٤ عاما حاصلة على ليسانس آداب قسم تاريخ وآثار إسلامية ومصرية: أنا متزوجة ومعنديش أولاد وده سبب بحثى عن العمل كنت محتاجة أشتغل علشان أنشغل عن التفكير فى موضوع الأولاد، كنت بشتغل فى مكتبة الإسكندرية وتركتها بعد زواجى بناء على رغبة زوجى، وتضيف لكن بعد مرور نحو ١٤ عاما من الزواج طلبت من زوجى بإلحاح شديد أن أعود للعمل مرة أخرى وبعد موافقته، كانت المعاناة فى صعوبة العودة للعمل بمكتبة الإسكندرية مرة أخرى.
وتواصل، ظللت أبحث لفترة طويلة عن وظائف إدارية أو مدرسة لكن محاولاتى كلها باءت بالفشل، وتتابع بالصدفة منذ ٥ سنوات قمت بشراء دراجة نارية «أسكوتر» لتحركاتى اليومية بدلا من المواصلات وعدم قدرتى على شراء سيارة، حينها أيضا كنت ما زلت أبحث عن العمل «كنت بسأل عن حاجة أون لاين عند صديقة عندها جروب ولقيت نفسى بعرض عليها أشتغل دليفرى معها، البنت اتبسطت جدا وشجعتنى جدا وعرضت الفكرة على زوجى الذى أبدى استغرابا من ذلك العرض لكنه لم يرفض وقالى جربى بس لو الشغل مش مناسب يبقى سيبيه، والحمد لله والشكر لله من ٤ سنين للنهاردة بحب شغلى جدا وفخورة بيه جدا وبقول ده عوض ربنا لصبرى فى الحياة «كما تروى».
وتوضح، فى البداية زوجى أبدى استغرابا بسبب طبيعة الشغل فقمت بشرح وإيضاح مهمتى له فى العمل وأن التعامل سيكون مع السيدات والبنات فقط اللائى يعرضن منتجاتهن أو يشترونها أون لاين، ثم وافق وقالى جربى ولو الشغلانة صعبة عليكى ومش هتكونى مبسوطة، يبقى جربتى ومتقوليش إنى رفضت، والحمد لله من وقتها مبسوطة بشغلى وهو مشجعنى جدا، وأحلم بأن يكون لدى شركة شحن كبيرة.
