الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تحتفي باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. داليا عبدالرحيم: الوثيقة رسالة للعالم بأن الإسلام والمسيحية دينا تسامح.. والأنبا باخوم: حان وقت الإصغاء لصوت السلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتفت مؤسسة «البوابة نيوز»، اليوم السبت، باليوم الأممى للأخوة الإنسانية، الذى يحتفل به سنويا في الرابع من فبراير، الذى يوافق الذكرى الثالثة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، بين فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، وحاكم أبوظبى الشيخ محمد بن راشد.

وأعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الخميس الماضي، منح جائزة زايد للأخوة 2021 مناصفة للمرة الثانية في تاريخها بين الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش، والناشطة المغربية لطيفة بن زياتن، والتى تقدر بمليون دولار أمريكي.
وخلال احتفالية «البوابة» رحبت الدكتورة داليا عبدالرحيم رئيس التحرير التنفيذي، بممثلى الأزهر الشريف الدكتور عبدالمنعم فؤاد العميد السابق لكلية العلوم الإسلامية للوافدين والمشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، ممثلًا عن الكنيسة الكاثوليكية الأنبا باخوم النائب البطريركى لشئون إيبارشية الكنيسة الكاثوليكية، والكاتب الصحفى إسلام عفيفى المشرف العام على موقع وجريدة البوابة.
وأكدت «داليا عبدالرحيم» أن وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام وقداسة البابا هى رسالة للعالم بأن الإسلام والمسيحية دينا تسامح وينبذان العنف وأن التعصب بين البشر موجود لكنه لا يمس الأديان ولا يمت إليها.
في حين أشار الكاتب الصحفى إسلام عفيفى إلى أن «البوابة نيوز» تتبنى رسالة الوسطية وتدعم حامليها، مشددًا على أننا خلقنا من أجل التعايش وإعمار الكون.
وشدد «عفيفي» على أهمية العمل بجد في تنفيذ بنود ومبادئ تلك الوثيقة وأن يتم تفعيلها من خلال الوزارات المعنية بإعداد النشء، وأن علينا أن نغرس في أبنائنا بأن الأديان الإلهية بريئة من الحركات والجماعات المسلحة التى تسمى حديثًا بالإرهاب، وأن هذا تمامًا ما تضمنته الوثيقة.

بينما قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، العميد السابق لكلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الرواق الأزهري، إن الله تعالى هدى رمزى كبيرين هما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كى يخرجا للعالم هذه الوثيقة المضيئة التى تعد وثيقة للسلام، مقدمًا الشكر لـ«البوابة» على دعوتها الكريمة، ورئيسها الدكتور عبدالرحيم على الذى له علامات وكتابات مضيئة.
ولفت «فؤاد» خلال كلمته بندوة «الأخوة الإنسانية.. بارقة أمل» التى نظمتها البوابة نيوز، إلى أن ثقافة الوحدة الوطنية ولدت في فكر الإمام الأكبر منذ سنوات طويلة لكنها ترجمت على أرض الواقع في العام ٢٠١٩، حيث شهد العالم مبادئ لو ترجمت عمليًا وتحلى بها واقتدى بها الناس لرأينا ثقافة السلام تسود، حيث إن هذه الأفكار دائمًا تدعونا إلى البناء والوحدة الوطنية داخليًا وفى العالم كله، داخليًا فقد شهدت مصر إنشاء بيت العائلة المصرية الذى أنشأ مع البابا تواضروس بابا الإسكندرية وترجم على أرض الواقع داخل المشيخة وأروقة الكنيسة تحت سماء مصر وقبة الأزهر الشريف والكنيسة.
وحول العالم أشار العميد السابق لكلية الوافدين، إلى أن الأزهر لم يتوقف عند هذا الحد فوفق الدستور والقانون هو المعنى ببيان الإسلام الصحيح وهو المتحدث الرسمى باسم الإسلام، حيث قام الإمام الأكبر وتحرك إلى أوروبا وبدأ بشرح الإسلام وترجمة الفكر المستنير من خلال هذه الوثيقة التى نحن بصدد الاحتفاء بها.

وتابع: أثبت الرجلان وهما يجلسان تحت قبة واحدة لأول مرة في دنيا الأديان باعتبارهما يعبران عن أكبر ديانتين في العالم ليقولا لا يمكن أن تكون الأديان مبررًا للعنف والقتل على الإطلاق، وأن ما يفعله بعض أتباع الأديان لا يمكن وصف الأديان به حيث «لا تزر وزارة وزر أخرى»، مستشهدًا بما ارتكبه أحد المجرمين في نيوزيلندا من قتل ٤٩ مسلمًا داخل مسجد ولم يخرج المسلمون ليقولوا إن المسيحية هى دين عنف.
وشدد «فؤاد» على أن الأديان بريئة وتحمل رساله المحبة والسلام والإخاء، وهذه الأخوة التى تحملها الوثيقة ليست بدعة مستحدثة وإنما دعت إليها الأديان حيث يقول تعالى: «يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، مبينا أن التعارف لا يكون بالقتل ولا بالإجرام بل بالسلام، كما أن الإسلام قد أقر بطعام أهل الكتاب «وطعامهم حل لكم».
وأكد على أن الأزهر والكنيسة الكاثوليكية لم يجاملا في عقيدتهما بما احتوته وثيقة الأخوة الإنسانية، لكن هناك نقاط التقاء قال عنها المولى عز وجل: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ»، موضحًا أن أول من ائتمنه الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه كان مسيحيا وصفه بأنه لم يظلم عنده أحد وهو ملك الحبشة النجاشي، كما أنه قد سجل القرآن حزن المسلمين على هزيمة الروم المسيحيين فبشرهم الله تعالى بالنصر في سورة الروم، كما أن السيدة مريم وعائلتها لها مكانة كبيرة عندنا في الإسلام فلها سورة ولعائلتها سورة تسمى آل عمران، كما أن لها شهادة الصديقة من المولى عز وجل، مشددًا على أنه إن لم يحترم المسلم «المسيح والمسيحية» فهو بعيد عن الإسلام.

في سياق متصل، أكد الأنبا باخوم النائب البطريركى لشئون إيبارشية الأقباط الكاثوليك ومسئول اللجنة الأسقفية للإعلام، على أهمية الوثيقة وما تضمنته من مبادئ تدعو الجميع لإعلاء روح الأخوة والإنسانية فوق أى اختلاف عقائدى أو لون أو جنس.
وقال: «جميعنا إخوة» هذا التعبير الذى أخذه قداسة البابا فرنسيس من القديس فرنسيس الاسيزي، ما هو إلا ملخص لفكره ولمبادئه حول الأخوة الإنسانية، في الرابع من فبراير الجارى شارك قداسة البابا فرنسيس في أول احتفال باليوم العالمى للأخوة الإنسانية في اجتماع عبر وسائل التواصل، وهو التاريخ الذى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذه المناسبة السنوية الجديدة، بمشاركة فضيلة الإمام الشيخ أحمد الطيب، وفى كلمته وجه لفضيلة الإمام الأكبر هذه الكلمات: إخوة وأخوات: وبطريقة خاصة لكم يا أخى وصديقى ورفيقى في التحديات والمخاطر في النضال من أجل الأخوة، شيخ الأزهرِ فضيلة الإمام الأكبر أحْمَدْ الطيِّب، الذى أشكره على رفقته في المسيرة في التفكير وصياغة الوثيقة التى تم تقديمها منذ عامين. إنَّ شهادتكم قد ساعدتنى كثيرًا لأنها كانت شهادة شجاعة. أعلم أنها لم تكن مُهمَّة سهلة. لكننا تمكنّا من القيام بذلك معًا ومن مساعدة بعضنا البعض. وأجمل شيء في ذلك أنَّ تلك الرغبة الأولى في الأخوة قد توطدت لتصبح أخوة حقيقية. شكرًا لك يا أخي، شكرًا لك!
وأكد الأنبا باخوم، في احتفالية «البوابة» باليوم العالمى للأخوة الإنسانية، بأنه ليس لدينا اليوم وقت للامبالاة، لا يمكننا أن نغسل أيدينا، بالمسافة، وعدم الاكتراث، وعدم الاهتمام، فإما نكون إخوة أو ينهار كل شيء، موضحًا أن الحدود التى يجب أن نبنى عليها؛ إنها تحدى عصرنا.
وتابع: إنَّ الأخوة تعنى يدًا ممدودة؛ تعنى الاحترام، تعنى الإصغاء بقلب منفتح، تعنى الحزم في قناعاتنا، مؤكدًا لا وجود لأخوَّة حقيقية إذا ساومنا على قناعاتنا، فنحن إخوة ولدنا من الأب عينه، بثقافات وتقاليد مختلفة ولكننا جميعنا إخوة. وفى الاحترام لثقافاتنا وتقاليدنا المختلفة، وجنسياتنا المختلفة، يجب أن نبنى هذه الأخوَّة، لا أن نساوم عليها.
وشدد على أنه قد حان وقت الإصغاء، ووقت القبول الصادق، وأننا بدون إخوة هو عالم من الأعداء، وأرغب في أن أؤكد على ذلك، قائلًا: إما إخوة وإما لا إخوة.. إما إخوة وإما أعداء، لأن عدم الاكتراث هو شكل خفى من العداء، فلسنا بحاجة للحرب لكى نصنع لنا أعداء، ويكفى عدم الاكتراث، وعدم الاهتمام بالآخر، وكأنه غير موجود.
ووجه الشكر في كلمته لشيخ الأزهر قائلًا: «أيها الأخ العزيز فضيلة الإمامِ الأكبرِ، أشكركم على مساعدتكم، أشكركم على شهادتكم، أشكركم على هذه المسيرة التى قمنا بها معًا».
ولفت إلى بعض المبادئ الأساسية لفكر البابا تجاه الأخوة الإنسانية، وهى أننا كبشر جميعنا إخوة وأخوات، وهذه ليست فكرة مجردة فقط بل تتجسد وتصبح ملموسة، وأنه بدون الانفتاح على أب الجميع، الله تعالى، لا يمكن أن يكون هناك أهداف ثابتة وقوية لدعوة الأخوة، وأن مشروع الأخوة محفور في قلب الأسرة البشرية.
كما شدد على أن هذه المبادئ تجاه الأخوة الإنسانية، هى عمل ومشروع جماعي، بيد كل البشرية ولنا أجمعين.