رغم أهمية دور العرض السينمائية باعتبارها جزء هام من مكونات قواتنا الناعمة فى نشر الثقافة والفنون وللاسف فإن دور العرض السنمائية فى المحافظات مغلقة ضبة ومفتاح وانخفض عددها من 425 دار عرض إلى 69 سينما فى القاهرة وحدها 29 دار عرض بنسبة 42 % و31 دار فى 7 محافظات فقط " إسكندرية – الجيزة – دمياط – الغربية – بورسعيد – كفر الشيخ – الاسماعيلية " بينما توجد 11 محافظة لا توجد فيها دور عرض بنسبة تقترب 38 % من عدد المحافظات .
وقد خسرت السويس وأبنائها المحبين للثقافة والفنون اخر دور عرض سينمائية كانت مفتوحة منذ أيام وجاء قرار الغلق للسينما بسبب انتهاء التعاقد بين المحافظة وشركة رينيسانس والذي تم من 20 عاماً بنظام BOT حيث استمرت السينما بقاعاتها الاربعة " 3 شتوي – 1 صيفي " وعاد الحزن لأبناء السويس .
وأتذكر كم كانت فرحة السوايسة بافتتاح السينما فى مارس 2000 حيث شاهد حفل الافتتاح حشد من ابناء السويس بحضور الفنانة إسعاد يونس بصفتها المسئولة عن رينيسانس وكان لي شرف استقبالها بحضور وفد من الفنانيين وقيادات المحافظة وحشد من أبناء السويس المثقفين .
وكانت الفرحة لأبناء السويس كبيرة بعد أن خسرت السويس التى كان بها 14 دار عرض سينمائية كانت تملاء الحياة الثقافية وتقدم الخدمات للمواطنين ومن أشهر تلك السينمات والتى كانت تحمل أسماء اجنبية ومصرية " اوبليسك – شنتكلير – الشتوي وحديقتها الصيفية – مصر – وسينما نون التى كان لها سقف متحرك يفتح صيفا ويغلق شتاءاً " بالاضافة الى سينمات " الحرية – بورتوفيق – حنفي – اوبرا حنفي – رجب الشتوي والصيفي – رويال – وسينما المعمل " السويس تصنيع البترول " التى لم يتم تشغيلها".
وقد تم تدمير وإصابة الكثير من دور العرض اثناء حروب 1967 وحروب الاستنزاف بفعل الصواريخ والطائرات الاسرائيلية وأصيب البعض الآخر بالاهمال وتحويلها الى أبراج سكنية او جراجات للاسف الشديد وبالالتفاف على القانون الذي كان يمنع هدم السينمات وضرورة البناء بديل لها.
ويضاف إلى حب السوايسة للسينما إقامة "سينما الخندق " الذي اقامه الشباب بالمحافظة أثناء حرب الاستنزاف وذلك للترفيه عن المواطنين من أبطال المقاومة الشعبية وأفراد أبطال الجيش الثالث الميداني .
وشهدت السويس ايضاً بعد نصر اكتوبر سينما بلو بيتش التى بناها وافتتحها المحاسب علاء حنفي ابن الحج حنفي محمود الذي انشأ عدد من دور العرض فى السويس كانت تحمل اسمه وساهم فى تأسيس شركة بهنا فيلم الذي انتجت فيلم غزل البنات.
كما كان هناك أدوار لأبناء السويس فى إنشاء دور العرض منهم الحاج بلال ابراهيم ورجب ونون كما شهدت السويس سينماتين للقوات المسلحة بطريق العوايد والأخرى بنادي التجديف ببورتوفيق.
ولعل الاحتفاء بسينما رينيسانس قد شجع محافظ السويس الأسبق سيف جلال أن يوافق على المطالب الشعبية بإقامة مهرجان السويس السينمائي والذي تحمس له الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن والصحفي ابن السويس محمد بغدادي وعبد الواحد العشري وكاتب السطور الذي أقام أول مهرجان سينمائي للأفلام الوثائقية والقصيرة بحضور المخرج خالد الحجر ابن السويس والمخرج خالد يوسف والفنانين سيد رجب وكمال احمد " مهرجان سواسية السينمائي " الذي شارك فيه 17 شاب بأفلام تسجيلية ووثائقية.
وقد كانت إيرادات سينما رينيسانس بالسويس من أعلى الإيرادات بين مجموعة السينمات الاخري بالمحافظات وذلك باعتراف مدير السينما عبد الحليم السيد ابن السويس فى تلك الفترة .
والأن يحق لنا أن نطالب بالآتي :
• نطالب الحكومة ووزارة الثقافة بالاهتمام بإنشاء دور العرض بالمحافظات علي أن يساهم فيها رجال الاعمال والمهتمين بصناعة السينما.
• نطالب محافظ السويس اللواء عبد المجيد صقر بسرعة اعادة طرح تأجير السينمات الى شركة رينيسانس أو غيرها دون المبالغة فى الايجار والاسعار لاهمية السينما فى السويس باعتبارها الدفاع الأول ضد الإرهاب والتطرف والتى يطلق عليها اسم الفنان اسماعيل ياسين .
وغني عن البيان الإشارة الى الدستور المادة 48 التى تنص على " الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وباتاحة المواد الثقافية بجميع انواعها لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية او الموقع الجغرافي أو غير ذلك .. وتولي اهتماماً خاصة بالمناطق النائية والفئات الاكثر احتياجاً وتشجع الدولة حركة الترجمة من العربية واليها ".
واخيراً ما أحوجنا الى الاهتمام بالثقافة والفنون والسينما من أجل حياة افضل ومقاومة الإرهاب والفساد ومن أجل حياة كريمة للمواطنين فى كل محافظات مصر.