الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المسرح المترجم قطعة ثلج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن مشروع وزارة الثقافة من إقامة مسرح متجول لعمل رائع وعظيم متمثل في هيئة قصور الثقافة، ويعالج القضايا الملحة، ولكن هناك بعض المسارح تصر على عرض المسرحيات المترجمة بشكل متلاحق، وقد يذهب المشاهد أو الجمهور أو بما يسمي الحائط الرابع للمسرح إليها، سعيا لمشاهدة نجم معين، فلا يخرج بحكاية تماثل مجتمعنا غير بعض الإفيهات المصطنعة.
إن تراثنا العربي زخم بالحكايات، كما كان واقعنا المعاصر مليئ بالحكايات التي بدورها تضيئ للشباب طريقا، أو تغرس قيما قد غابت عن واقعنا، فهذا أولى من المسرح المترجم الذي لا يعبرعن قضايانا فقد ظهرت في الآونة الأخيرة المسرحيات المترجمة، تبعا لجهازيتها وعدم استئذان مؤلفها، فعدت جاهزة التناول في بعض المسارح، وقد يضفي عليها المخرج بعض النكهات المصرية، لتكون سائغة الشراب لدي الجمهور، ولكن هيهات هيهات أن يستمر نجاحها، فقد يذهب الجمهور إلىها نظرا لوجود ممثل يسيطر بحبه على فئة معينة، فتحث مفارقة بين من ما هو متوقع ومأمول، فيتقبله على كما هو، ولم يخرج من الحكاية إلى ببعض الإفيهات فقط، فقد تمثل الحكاية في المسرح المترجم كقطعة ثلج باهته اللون، ذلك لأنها لا تمثل واقعنا.
بيد أن تراثنا المصري والعربي زخم بالأعمال المسرحية، والحكايات التي يستقي منها مادة لمسرح ناهيك عن بعض الأعمال القيمة لكاتنبا وأدبائنا الذي أثروا المسرح العربي ولم يلق الضوء عليها امثال أعمال الكاتب الكبير توفيق الحكيم مثل مسرحيات (المرأة الحديدية) و(أمام شباك التذاكر) و(الخروج من الجنة) و(سر المنتحرة)، وهناك العديد من المسرحيات التي لم يسلط الضوء عليها،أو يعض أعمال الكتاب المعاصرين من الشباب وغيرهم، الذي نقبوا عن التراث، أو عالجوا القضايا الملحة مثل قضايا الإرهارب، خاصة وأن الجماعات الإرهاربية تغير من جلدها لتنفذ برامجها إلى الشباب، ومن ثم أن المسرحيات المترجمة، لا هي بلغتنا ولا هي بتقاليدنا فلم تتعرف على قضايانا وهي لا بلساننا.
لاشك أننا نملك مبدعين من المخرجن والمؤلفين المصرين قد أناروا العالم كله بإبداعهم، وتميزهم، وهدفهم تأكيد الهوية المصرية والقيم لدي الشباب والأطفال ومختلف الأعمار، ومن ثم كان المسرح هو أبو الفنون، بما يضم كل من النص، والموسيقي، والإداء والحركة، غيرها تقدم كل فنون الحياة الحياتية،ويعالج كل القضايا، فيخرج المشاهد وقد ارتوى وتشبع بمادة عظيمة، يسعى دائما إليها، لذا فإن الشعوب تحن دائما إلى فنونها وتراثها.