قال الأنبا توما حبيب مطران سوهاج للكاثوليك في رساله رعوية أصدرها الان عبر صفحه المطرانية الرسمي الأخوة القمامصة والكهنة والرهبان والأخوات الراهبات وأعضاء الحياة المكرسة
وأضاف حبيب أهنئكم بعيد الحياة المكرسة فأنتم "رجاء للعالم"، "خميرة المسيح في البشرية"، أشكركم من أعماق قلبي على كد ما تقدّمونه من خدمات وتضحيات في سبيل الرسالة.
وتابع حبيب : فأنتم شعلة الرجاء وشمعة الأمل في عالم جريح مليء بالبؤس والشقاء بسبب الوباء الذي اجتاح العالم فيروس كورونا.
فقدنا كثيرون من أحبائنا وأصدقائنا. وكذلك الحروب وعدم احترام أدمية الإنسان، وكل أنواع العنف ...، اليوم العالمي للحياة المكرّسة فرصة مواتية لتجديد وإحياء مشاعر التفاني للرب لكل شخص مكرس. أدعوكم إلى التطلع إلى المستقبل برجاء، مدركين أمانة الله وقوة نعمته القادرة على خلق عظائم جديدة على الدوام.
فالأشخاص المكرسين في الكنيسة وفي المجتمع، علامة مرئية على الحقيقة المطلقة للإنجيل
ففي هذه "الوجوه المهمّشة" والإنسانية المتهاوية يجد المكرّسون انعكاسهم لأنهم يرون فيها "المسيح العطشان، الذي يتعرّض لسوء المعاملة، والغريب والمسجون؛ في هاوية البشريّة هذه، يقترب المكرسون من الجميع بدون استثناء، وفي قلوبهم الرحيمة والمرسلة يحملون الأخوّة البشرية. أقوياء بواقع أن "جروح العالم ليست نهائية ولن تكون أبدية"، فنحن مدعون جميعاً لكي نحمل المسيح إلى العالم، ونولدّ الصبر والمغفرة حيث يزرع الآخرون الغضب والحقد؛ ونُطلق مشاريع مشتركة ومثمرة حيث يرسم الآخرون الحدود ويحفرون الخنادق ويقيمون الجدران؛ ونطيع الرب بحرية حيث يمارس الآخرون الفردية العمياء، ونختار بفرح فقر المسيح حيث يركب الآخرون الجشع؛ ونحلم بمعانقة محبة الله التي توسع الحياة، حيث ينجذب الآخرون إلى الكبرياء.
أخوتي وأخواتي بمناسبة اليوم العالمي للحياة المكرّسة أقول لكم إنَّ الأخوة الإلهية هي بشرية والأخوّة البشريّة هي إلهية. هذا هو نموذج المكرسين والمكرّسات الذين يتحولون، وسط العديد من التحديات، في أكثر بقاع العالم قسوة أو في أي دير، إلى مرهم لجروح العالم. فيهم ومعهم نصغي إلى صوت يسوع المسيح الذي يقول لنا: "إذهب أنتَ أيضاً واعمل هكذا".
