الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد هنيدي.. قائد الجيل

محمد هنيدي
محمد هنيدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي كانت السينما تواجه شبح الانهيار، حيث عانت في فترة التسعينات من القرن الماضي من الكساد وعزوف الجمهور على شباك التذاكر، ظهر هذا الكوميديان الموهوب، النجم محمد هنيدي، ليقود كتيبة إنقاذ هذه الصناعة العملاقة، وتحديداً عام 1997، حينما شارك في فيلم "إسماعيلية رايح جاي" مع محمد فؤاد وخالد النبوي، ليحقق هذا العمل إيرادات بلغت حوالي 15 مليون جنيه، وهو رقم كان في تلك الفترة فلكيًا، وذلك بالقياس بعدد دور العرض وسعر التذكرة.
قاد "هنيدي"، جيلاً بأكمله نحو عالم رحب من النجاح والشهرة، ففي العام التالي ، وبعد نجاح "اسماعيلية رايح جاي" ، واصل هنيدي إيراداته الفلكية من خلال فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي حقق 27 مليون جنيه، هذا الرقم وإن تم تحطيمه عدة مرات عن طريق نجوم اخرين في السنوات الأخيرة ، إلا أنه يبقى الأعلى في تاريخ السينما ، وخاصة بعد أن وصل سعر التذكرة في الوقت الحالي إلي أكثر من أضعاف ما كان عليه أيام عرض فيلم هنيدي ، بالإضافة إلى أن عدد النسخ التي تعرض حالياً تعد ضعف عدد النسخ التي كانت تعرض في نهاية التسعينيات من القرن الماضي .
يعد "هنيدي" بحق هو نجم جيله الذي ضم كتيبة كبيرة من النجوم، وجد فيهم صناع السينما في هذه الفترة ضالتهم، ليخرجوا من حالة الكساد الشديد التي كانت تعاني منها السينما الي ايرادات خيالية ، أدت الي مزيد من الانتاج السينمائي، حيث بدأ كل المشاركين مع هنيدي في فيلم مثل "صعيدي في الجامعة الامريكية" يحصلون علي البطولة المطلقة في أعمال اخرى، فقدم أحمد السقا مجموعة كبيرة من الاعمال بعد ان تخصص وبرع في أفلام "الأكشن" ، وقدم هاني رمزي مجموعة أخرى من الاعمال الكوميدية، وأيضاً نفس الحال مع كل من شارك في هذه الفترة، على سبيل المثال الفنان أحمد عيد الذي شارك مع هنيدي في فيلم "همام في امستردام" بدور صغير قدم بعدها العديد من أدوار البطولة في اعمال سينمائية تحمل اسمه ، وهكذا الحال بالنسبة لعدد كبير من النجوم.
ظل "هنيدي" لفترة لا بأس بها متربعاً علي شباك الإيرادات، ومازال يعد واحداً من النجوم الذين يضعهم صناع السينما في مصر والعالم العربي على قائمة أولوياتهم ، وذلك بفضل الحضور الطاغي الذي يتميز به هنيدي لدى جمهور عريض في مصر والعالم العربي.
يعد هنيدي أيضاً من أبرز نجوم جيله الذين انخرطوا في الاهتمام بالسوشيال ميديا ، واصبحت صفحته بمرو الوقت متنفساً كوميدياً لكل متابعيه ، فهو نشيط للغاية في هذه المسألة، وهذا يعد ذكاء كبير منه، بسبب التأثير الكبير الذي أحدثته السوشيال ميديا بين فئة الشباب، فحافظ هنيدي على تواجده الدائم في أذهان جمهوره ، حتى لو كانت أعماله اقل حظاً من ذي قبل.
يحقتل "هنيدي"، اليوم بعيد ميلاده الـ 56، حيث ولد يوم 1 فبراير عام 1965، ويحتفل معه باقي زملاء وأصدقاء المشوار، وبالرغم من أنه دخل في فترة الخمسينات التي قد تجبر المنتجين والمخرجين على وضع هنيدي في منطقة اخرى من الادوار ، الا ان الله منحه الوجه الطفولي الذي يجعل الجمهور وايضأ صناع الاعمال الفنية على ثقة تامة بأنه من المنطقي جداً أن يظل هنيدي يجيد تجسيد الادوار التي كان من الممكن أن يجسدها في فترة عمرية سابقة ، وهذه ميزة قل ان تجدها في العددي من الممثلين.
ظل هنيدي حارساً أميناً لمنطقة الكوميديا ويراهن على تلك المنطقة، حتى وإن أصابتها "لعنة" الإيرادات بعض الشيء ، فهو يرفض الابتعاد عنها مهما حدث، لإيمانه بأن المصريين في حاجة دائمة للضحكة والابتسامة ، ومازال يجوب في دروب الكوميديا يبحث عن الفكرة الجديدة ليقدمها سواء في السينما أو على خشبة المسرح.