الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فهمي الخولي.. الوزير العاشق

المخرج المسرحي فهمي
المخرج المسرحي فهمي الخولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحل المخرج المسرحي فهمي الخولى، عن عالمنا مساء أمس الجمعة، عن عمر ناهز ٨٠ عاما بعد صراع مع المرض.
وتعد "الوزير العاشق" من أبرز أعمال المخرج فهمي الخولي المسرحية، التي قدمت على خشبة مسرح السلام في 1984، من تأليف الشاعر فاروق جويدة، وشارك في بطولة هذا العمل سميحة أيوب، عبدالله غيث، حسين الشربيني، بمشاركة المطربة عزة بلبع، وكان الهدف منها نقد الماضي والحاضر معا، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا، فقد مثلت هذه المسرحية مصر في خمسة مهرجانات عربية قرطاج بتونس، ومهرجان دمشق، والجزائر، وجرش بالأردن، ربيع المسرح بالمغرب، وحصلت هذه المسرحية على المركز الأول في هذه المهرجانات الخمسة.
كان "الخولي" ينظر للمسرح على أنه نابع من الواقع وما يهم الناس، وأن من مهام رجل المسرح لا يقدم سوى ما هو ممتع ومتمرد ومُغير للإنسان، فالمشاهد غير واعٍ لأشياء كثيرة في واقعه، لذا فأنت تقوم بتوعيته وتقدم له نفسه وأحلامه وحلول لحلم يعشيه لهذا الواقع وهو يحاول أن يفكر أو يساهم في التغيير، فكل عروضه سياسية مرتبطة بقضايا الإنسان.
ويقول عنه الكاتب محمد سلماوي، إن المخرج فهمي الخولي، اختار منهجا لا يقل متعه عن المنهج العالمي في الإخراج، فقد اختار شهادته الشخصية وعلاقته بالشخصيات، حيث قدم رؤية نقدية متكاملة وعميقة للمسرح الذي ساههم في صناعته، لأنه ليس مخرجا ومترجم يوزع للنص على الممثلين فقط، بل يضع رؤيته المركزية المحكمه للنص ويبدع به إخراجيا، بالإضافة إلى تعديلاته في النص كما يراها مهمة ونابعة من رؤية حكيمه لهذا النص، وهي رؤية المؤلف الذي يصعب عليه الاعتراض على ما يراه المخرج صالحا للعمل.
اكتشف "الخولي" مجموعة كبيرة من الفنانين وقدمهم للوسط الفني من بينهم: "أحمد زكي، شهيرة، ناصر عبدالمنعم، ياسر على ماهر، عبلة كامل، أحمد كمال"، وكما قدم أيضا محمود حميدة وهو طالب بتجارة عين شمس، فاروق الفيشاوي بآداب عين شمس، محسن حلمي بحقوق عين شمس، عصام السيد بكلية التربية، وعدد كبير من نجوم مصر كانوا معه بمسرحية "باب الفتوح" عندما أخرجها لجامعة عين شمس، إلى جانب عدد كبير من النجوم العرب من بينهم "رغدة" التي قدمها لأول مرة على المسرح في عرض "الرهائن" بمسرح السلام في 1982، وكانت تفتخر بأنها تلميذة في مدرسة فهمي الخولي، وبعدها خطفها منتجو السينما.
خاطب "الخولي" شباب المخرجين الاهتمام بحسن اختيار النص والتوقيت المناسب للجمهور، أي يقدم ما يهم الناس ويساهم في التغيير والتمرد، لأن المُتفرج يستنير ويزداد بكم كبير من المعرفة والثقافة والوعي المجتمعي، وأن يؤمن بأن المسرح قضية من الناس إلى الناس.