الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "وتوصيني على نفسي" للشاعر عبدالعزيز جويدة.
وتُوصِيني على نَفْسي
إذا ما الدهرُ فرَّقَنا إلى الأبدِ
فيا وَيْلاهُ مِن قَتلِي على عَمدِ
بسهمٍ طاشَ مِن رُمحٍ
وشقَّ بقسوةٍ كَبِدي
يَمينُ اللهِ قلبُكِ كلُّ أحبابي
وما لي في الهوى غيرُكْ
وما لي مُنيتي بعدَكْ
بهذا الكونِ مِن أحدِ
معاذَ اللهِ مِن واشٍ
يُفرِّقُنا
ومهما في الهوى قالوا
أنا لَهُمُ
معي في العشقِ مُستنَدي
فمن في الأرضِ يَهواكِ
كما أهوى؟
يَمينُ اللهِ في حُبِّكْ
أنا مثلي بكلِّ الأرضِ لن تَجِدي
فما نَفسي وما مالي وما جاهي وسُلطاني
سوى حُبِّكْ
أيا تاجًا على راسي
مِن الميلادِ
حتى يَنتهي جسدي
وأروعُ بُقعةٍ في الأرضِ قاطبةً
بقلبِكِ أنتِ مولاتي
مُكافأَةً من اللهِ
بأن خلاَّكِ في أرضِ الهوى بَلدي
سيبقَى حُبُّنا فينا إلى الموتِ
وإن مِتنا
سيقهرُ حُبُّنا الموتَ
بأمرِ الواحدِ الأحدِ
رُفاتُ العشقِ مِن طِيبٍ ومِن نُورٍ
فلا تَفنَى ولا تَبلَى
غدًا واللهِ يا عُمري
معي في القبرِ تَتَّحِدي
فحُبُّكِ في الهوى زادي
ودِيني في الهوى دِينُكْ
ومُعتقدي
وما قَولي سِوى قولِ الذينَ بِحُبِّهِمْ ماتوا
هنا كمدًا على كَمَدِ
لقد قالوا
لِتُفرغْ ربَّنا صبرًا
حرامٌ يا فواجعَنا
بقلبِ العاشقِ الولهانِ
أن تَلدي.
