الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وطنية الكنيسة جزء من المكون العقائدي في الصلوات.. 6 ثورات ولا زال حلم مجد الوطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من المعروف أن الكنائس المصرية الثلاثة تسمى أولا منسوبة إلى الوطن "القبطية" ثم إلى العقيدة (الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية ) أى أن لاهوت الوطن توأم ملتصق بلاهوت العقيدة بل ويسبقه، ومن ثم صلاة القداس تحمل بين طياتها الصلاة للوطن والشعب والقيادة. 
لم تكن ثورة 30 يونيو هى الثورة الأولى التى شارك فيها المواطنون المصريون الأقباط، بل كانت الثورة السادسة، الأولى كانت 1804 حينما وقف البابا مرقص الثامن، والمعلم إبراهيم الجوهرى مع عمر مكرم وشيخ الأزهر الشيخ الشرقاوى في الثورة لخلع الوالى العثمانى خورشيد باشا، وتنصيب محمد على باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وكذلك 1882 وقف البابا كيرلس الخامس بجوار أحمد عرابى وشيخ الأزهر محمد المهدى العباسى في وجه الخديوى توفيق، وأيد البابا عرابى طوال الثورة العرابية، وبعد الاحتلال البريطانى حدث العقاب الجماعى للأقباط بالإسكندرية (فيما سمى مذبحة الإسكندرية) على غرار ما حدث بعد 30 يونيو (14 /18 أغسطس 2013) وكذلك نفى البابا إلى دير البراموس 1890 من الإنجليز لمواقفه الوطنية، نفس البابا وقف بجوار الوفد وسعد زغلول في ثورة 1919، جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي، وهكذا وقف كيرلس السادس مع ثورة يوليو، والحق المصرى والعربى في استعادة الأراضى المحتلة بعد 1967، وصولا إلى موقف البابا تواضروس الثانى من 30 يونيو، مرورا بموقف البابا شنودة من عروبة القدس والتطبيع مما تسبب في احتجازه في دير الأنبا بيشوي، ست ثورات وستة دساتير (1882، 1923، 1958، 1971، 2012، 2014) شارك فيهم الأقباط بالدم، وطوال كل تلك التضحيات لم يحصل الأقباط الا على جزء من المواطنة، أما عن علاقة الإخوان بالأقباط، تجلت عام 1971 وهو تاريخ المصالحة بين نظام السادات والإخوان، كما يجب دراسة الأحكام الفقهية التى يعتمدها فقهاء جماعة الإخوان ونظرتهم الشرعية للأقباط (والنظر إليهم كأهل ذمة وليس كمواطنين)، كما لا يمكن إغفال العلاقة الفكرية بين جماعة الإخوان المسلمين كرحم لجميع الجماعات الإسلامية والتكفيرية، ودور الفقه الإخوانى القطبى (نسبة إلى سيد قطب) في تغذية تيارات الإسلام السياسي في نظرتهم للأقباط.
ثورة 25 يناير وخروج الأقباط بالكنيسة للوطن
من الملاحظ أن ثورتي 1919، 2011 استبقتهما تحركات قبطية احتجاجًا على تمييز دينى وقع عليهما، في مطلع القرن العشرين وبعد وفاة مصطفى كامل، وهجرة محمد فريد، تبوأ عبد العزيز جاويش رئاسة الحزب الوطني القديم، وساد تيار يدعو للخلافة الإسلامية، وتعددت مظاهر التعصب ضد الأقباط مما دعاهم إلى عقد المؤتمر القبطى 1910 وتلاها المؤتمر الإسلامى 1911، والغريب أن قادة المؤتمرين صارا فيما بعد قادة ثورة 1919 وكانت أول مظاهرة احتجاجية اندلعت بعدها الثورة خرجت من البطرخانة الأرثوذكسية القديمة بالدرب الواسع بقيادة الأب الثورى سرجيوس، ما أشبه الليلة بالبارحة، بعد تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، شهدت شوارع سيدى بشر، وشبرا مظاهرات أقباط ومسلمين، هتفت بإسقاط حبيب العادلى (3، 4 يناير 2011، قبض على 11 منهم 8 من المسلمين و3 مسيحيين بتهمة الدعوة لإسقاط نظام الحكم)
لكن الشباب القبطى اتجه إلى قلب ميادين مصر سعيًا للثورة، ومن يراجع أسماء الشهداء والجرحى، (من 25 يناير حتى 28 يناير) سيجد أن 80% من الضحايا المسيحيين استشهدوا أو جرحوا في مطلع الثورة، كذلك من يراجع الائتلافات سيجد أن نسبة تواجد الأقباط الأرثوذكس في التحضير لثورة 25 يناير تفوق نسبتهم في التحضير لثورة 1919، بل لو رصدنا الدور الثوري للشباب الكاثوليكي على وجه الخصوص سنجد موقفا مشهودا لشباب العدالة والسلام ومستشاريها في المشاركة في التحضير للثورة أو الإعلان عن الصلاة بالميادين حينذاك، وسيذكر التاريخ أن أول بيان مؤيد للثورة يصدر من جهة دينية كان من لجنة العدالة والسلام، كما أن أول بيان مدني مؤيد للثورة 29 يناير 2011 وقع عليه كاهنان كاثوليكيان هما الأب وليم سيدهم والأب هنرى بولاد اليسوعيان، وأول رئاسة دينية تنشر مقالًا مؤيدا للثورة كان الأنبا موسى أسقف الشباب ( جريدة الأهرام 1 فبراير 2011).
الأقباط وثورة 30 يونيو
كان الأقباط أول من انسحبوا من الجمعية التأسيسية لدستور 2012، وكان لهم حضور مؤثر في الاحتشاد أمام الاتحادية، ومنذ نوفمبر 2012 وحتى 30 يونيو 2013 ساهم المواطنون المصريون الأقباط بشكل طليعي ومباشر في التصدي للحكم الإخواني، وكان البابا تواضروس الثانى بجوار شيخ الأزهر في طليعة مكونات حلف 30 يونيو، وبالطبع لا ننسى كيف عاقب الإخوان الأقباط قبل الثورة بالاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (مايو 2013) للمرة الأولى منذ تأسيس مصر الحديثة، ثم العقاب الثانى الجماعى (أغسطس2013). 
بلغ عدد الخسائر بممتلكات الأقباط الخاصة (421)، كما جرح وأصيب وقتل العشرات، لكن البابا تواضروس الثانى قال مقولته الشهيرة:"وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".
حرصت على تقديم الصورة الكلية لدور الأقباط (نخب مدنية، إكليروس، شعب) عبر جدل من تفاعلاتهم ما بين المواطنين المصريين الأقباط والوطن والثورة والكنيسة، وذلك لأن المجتمع القبطى ليس كتلة واحدة متجانسة من جهة، كما أنهم ليسوا أقلية مضطهدة مستسلمة لمضطهديها من جهة أخرى.