الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المستشفيات الإنجيلية.. مستوصف أسيوط يخدم 150 ألفا 80% منهم مسلمون

العلاج للجميع..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الكنيسة الإنجيلية العديد من الخدمات الاجتماعية والإنسانية في مصر على مر تاريخها، حيث جاء المرسلون إلى مصر عام 1854، وبعد عامين بدأت الخدمة الطبية في أسيوط عام 1886 بفتح عيادة صغيرة في المدينة أدارها الدكتور" جوهانزتون" وتحرك منها إلى القري المحيطة بأسيوط لزيارة المرضي في منازلهم، وفي نفس التوقيت أيضا بدأ الدكتور" لانسنج" خدمته في نفس الموقع لمدة أربع سنوات، وفي عام 1891 جاء الدكتور "ل.هنري" مع أسرته وبدأ الخدمة من منزله أيضا إلى جانب العيادة الصغيرة وكان يقدم من أمواله الخاصة فصار نموذجا لأغنياء أسيوط ليدفعوا ثمن الدواء للفقراء. 
وكما يذكر القس أميل زكي فإن مذكرات الدكتور هنري تشير إلى أن أحد المتبرعين قدم مائة جنيه مصري وكانت تساوي 500 دولار في ذلك الوقت، لأنه رزق بولد على يد الدكتور هنري بعد ولادة ثلاث بنات، واتسع العمل واستأجر عيادة من ست غرف لكي تكون نواة لقسم داخلي.
وفعلًا جاءت لمساعدته ممرضة من فيلادلفيا سنة 1896، وكبر المستشفي لتكون سعته 40 سريرا واضطر إلى شراء قطعة أرض أوسع، بني عليها المستشفي الأمريكي بأسيوط عرفت في ذلك الوقت باسم "اسبتاليا الدكتور هنري" وافتتاحها في 14 أكتوبر 1901.
ثم جاء إلى أسيوط أيضًا الدكتور بولك والدكتورة فينللي اللذان استمرا في الخدمة مع أطباء مصريين حتى سنة 1943، وبعدها زاد عدد الأطباء من المصريين، وأيضًا زاد عدد الممرضات، فقد تم فتح مدرسة للتمريض التي أعدت مع شقيقتها مدرسة لتمريض بمستشفي الأمريكان بطنطا أفضل عينة مدربة علميًا وعمليًا من الممرضات قبل أن تنتبه الجامعات المصرية لإنشاء كليات التمريض.
واستمر المستشفي يخدم أسيوط وما حولها وتخرج ممرضات حتى عام 1967 حين استلمت الحكومة المصرية إدارة المستشفي، إلا أن الكنيسة الإنجيلية الأولي بأسيوط قررت أن تواصل رسالة الخدمة الطبية برعاية الراحل القس باقي صدقة، وعاونه الشيخ الدكتور شادي جورج، فبدأ مستوصفًا بالكنيسة يخدم المجتمع كله عام 1983 مكون من غرفتين إحداهما للكشف الطبي والأخري لتغيير الجروح والعمليات الصغيرة، وامتد العمل بكل التخصصات والأشعة وأشعة الأسنان ومعمل تحاليل على أحدث تقنية بإشراف طبي متميز، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمة في مستوصف أسيوط في العام الماضي فقط أكثر من 150 ألف فرد، منهم نحو 80 % مسلمون. 

وكشف القس أميل زكي، عن أن الكنيسة الإنجيلية المشيخية في طنطا بدأت الخدمة الطبية في عام 1869 عندما وصلت الطبيبتان الأمريكيتان أنا واطسن وكارولين لورنس مرسلتين عن الكنيسة المشيخية المتحدة بأمريكا، وبدأتا الخدمة الطبية في طنطا وبنها ثم تم شراء الأرض الحالية في طنطا عام 1901 وبدأ العمل بها في نفس العام ومن المصريين الذين تولوا المسئولية في مستشفى طنطا الدكتور زكي سلامة جنبا إلى جنب مع الدكتور بول جوناثان الذي انضم إلى المستشفي سنة 1947، وبدأت مدرسة للتمريض رسميا سنة 1994، وتولي الدكتور إسكندر خليل إدارة المستشفي سنة 1971، وحاليا يتولي سنودس النيل الإنجيلي – المجمع الأعلي للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الإشراف الكامل على المستشفي بسعة 120 سريرًا. 

خدمة مصرية
وتابع" زكي" أن قادة الكنيسة الإنجيلية اهتموا بتقديم خدمة طبية بأموال مصرية بإدارة مصرية إلى جانب اشتراكهم بالخدمة بالإدارة في المستشفيات التي تمثلها الارسالية، وقد أنشئت لهذا الغرض الجمعية الخيرية الإنجيلية العامة 1946، وافتتحت عيادة بالفجالة 1950، وفي عام 1951 اشترت ارضا بشبرا تم افتتاحة باسم المستشفي الإنجيلي يوم 1 يوليو 1973.
وبعد تأميم المستشفي الإنجيلي في شبرا، بدأ التفكير في إنشاء مركز طبي إنجيلي بالقاهرة ليصبح ضمن المباني التي تم وضع حجر الأساس لها في الأزبكية سنة 1971، وقد قام بالمسئولية في بدء واستكمال وترخيص المركز الطبي الإنجيلي اثنان من أبناء الكنيسة الإنجيلية، وهما الدكتور فؤاد بخيت، والدكتور فؤاد بولس مرقص، وقد تم افتتاح المركز في مارس 1977 على مساحة 750 مترًا مربعًا وارتفاع عشرة أدوار، وبه مختلف أساليب الخدمات والرعاية الطبية. 

المستوصفات
ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد المستوصفات المحلية، ولكن أهمها مستوصف أسيوط الأولي، مستوصف كنيسة الفجالة بالعباسية، مستوصف كنيسة السراي بالإسكندرية، ومستوصف كنيسة بورسعيد، ومستوصف المنيا وغيرها الكثير. 
كما أن العديد من الأطباء أبناء الكنيسة كانوا وما زالوا يقبلون حالات للعلاج مجانًا بتوصيات من الكنائس المحلية والرعاة، وكانت كل هذه امتدادًا للخدمة الطبية التي بدأتها الإرسالية في أسيوط وطنطا 
ويؤكد القس أميل زكي، أن خدمة الكنيسة الاجتماعية لا بد أن تسير مع خدمتها الروحية لأنها في تأثيرها الاجتماعي تسعي لكي تزرع في الإنسان روح المحبة العملية والتعاون انطلاقًا من لاهوت الشركة، فالكنيسة هي جماعة الله التي خرجت من العالم لا لتستريح على جبل الشركة، بل لتنزل إلى الأرض مؤيدة بقوة الروح القدس لخدمة العالم المحتاج، وعلي قدر تحررها من العالم على قدر ما تكون خدمتها قوية ومؤثرة في العالم.