السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبد الحميد جودة السحار.. رائد القصص الدينية

عبد الحميد جودة السحار
عبد الحميد جودة السحار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى الـ 47 على رحيل الأديب عبد الحميد جودة السحار، والذي رحل عن عالمنا في الـ 22 من يناير عام 1974. فهو أديب وروائي وكاتب قصة وسيناريست مصري من مواليد القاهرة في 25 أبريل. 
لم يكن عبد الحميد جودة السحار مجرد كاتب عادي بل أخذ على عاتقه رسالة أخرى بجانب دوره الأدبي وهي القصص الخاص بالطفل، ونشأته، فهو صاحب القصص الديني الموجه للطفل، فعمل على إصدار سلسلة القصص الديني والذي تناول خلالها سيرة الصحابة والسيرة النبوية وقصص الأنبياء. 
ويقول السحار في مقدمته قصص الأنبياء الموجه للطفل:"أخذت مكتبة الطفل في السنوات الأخيرة تنمو وتتسع، وكان اعتمادها في جملته على القصص، وكان جل هذا القصص مترجمًا أو معربًا، وفي القرآن الكريم قصص رائع جميل، فلم لا يأخذ مكانه في مكتبة الطفل؟ ولم تنتفع هذه المكتبة بذلك التراث الجميل؟ " 
ويتابع السحار:"فكرنا في هذا، فاخرجنا هذه السلسلة، ولقد راعينا فيها اعتبارين الأول أن تكون النصوص القرآنية هي المصدر الأول لما نكتب، إذ كنا نعتقد أن للقرآن في هذه الناحية فكرة تهذيبية معينة. والثاني أن نحقق السرد الفني للقصص بما يربي في الطفل الشعور الديني ويقوي الحاسة الفنية وينمي الذوق الأدبي، وهذه السلسلة باجزائها الثمانية عشرة، هي الحلقة الأولى وهناك حلقة ثانية وحلقة ثالثة وحلقة رابعة، وأما الحلقة الثانية فهي خاصة بقصص السيرة- سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم، وظهرت في أربعة وعشرين جزءًا، وأما الحلقة الثالثة فهي خاصة بالخلفاء الراشدين وظهرت في عشرين جزءًاـ وأما الحلقة الرابعة فستعرض صورة البطولات الإسلامية في جميع العصور". 
أبدع السحار من خلال تلك السلسلة التي سردت سيرة الأنبياء والمرسلين والصحابة في تقديم تلك الحكايات بأسلوب سلسل وشيق ومبسط في الوقت ذاته فنرى في بداية قصته قابيل وهابيل يقول:"كان آم وحواء يعيشان في الجنة سعيدين، لا يعرفان التعب أو الخوف، ولكن لما لم يسمعا أمر الله، أنزلهما إلى الأرض، فوجدا الأرض مغطاة بالأشجار العالية والأعشاب، ووجدا السباع والنمور والفيلة والضبع وجميع الوحوش تعيش في الأرض، فخافا أن تأكلهما هذه الوحوش، فسكنا في كهف عال، ولما جاعاا لم يجدا طعامهما قريبا سهلا كما كانا يجدانه في الجنة، بل كان على آدم أن يبحث عن الطعام في وسط الغابات والأشجار". 
ليجمع السحار بين الأسلوب السلس والمبسط والشيق أيضًا متعة القراءة والتشويق التي تجعل الطفل متلهفًا لاستكمال القصص بمنتهي الإعجاب والنهم لمعرفة القصة وتتبع مسارها في الأحداث. 
لم تقف تجربة السحار عند القصص القرآني فقط وإنما خاض في العديد من الكتابات المتنوعة، إذ بدأ حياته الأدبية مثل غالبية أبناء جيله بكتابة القصة القصيرة من خلال مجلتين بارزتين هما مجلة "الرسالة" التي كان يصدرها المفكر أحمد حسن الزيات، ومجلة "الثقافة " التي كان يصدرها الأستاذ أحمد أمين، ثم اتجه بعد ذلك إلى كتابة القصص التاريخية فكتب قصته الأولي "أحمس بطل الاستقلال عام 1943 وهو في سن الحادي والثلاثون من عمره "، ثم كتب روايته التاريخية الثانية "أميرة قرطبة ".
كما اتجه إلى كتابة الإسلاميات فكتب أبو ذر الغفاري، بلال مؤذن الرسول، سعد بن أبي وقاص، أبناء أبو بكر، محمد رسول الله والذين معه الذي صدر في 20 جزءا، ولم يقف عند القصص الإسلامي وإنما أيضًا قام بكتابة قصة المسيح عيسى بن مريم والذي عرض فيها من خلال قلمه السينمائي الحي وبتعبيرات فوتغرافية رائعة عصر المسيح روح الله وكلمته كما وكأننا نعيش مع سطور هذه القصة العظيمة التي نتعلم منها العبر والعظة من أجل حياة سمحة ونقية لا يشوبها أى شيء عصيب وبالتالي فنحن أمام صرح روحاني يقوم بتنقية أنفسنا من الضغائن والشوائب الحياتية التي نراها أبد الدهر في ظل وجودنا على مسرح الحياة.، كما كتب أيضًا "قصص من الكتب المقدسة" والذي شخص الشخصية اليهودية منذ بدء الخليقة حتى فترة معينة من فترات التاريخ القديم مع عرضه قصصا قرآنية عظيمة مؤكدًا مدى موسوعيته في كافة الكتب السماوية.
وخاصة للسحار العديد من الصراعات الفكرية حينما نتطرق إلى صراعه مع الشيوعيين نجد أنه حذر الجميع من وقوع نكسة عام 1967 في كتابه الرائع والناقوس لإخطار المستفبل "وعد الله إسرائيل" حيث حذر الجميع من خلال آى الذكر الحكيم بأن الحذر من اليهود وأعوانهم لا بد من الأخذ به في الاعتبار حتى لا نقع في ظلمات نحن في غنى عنها ولكن قوبل تحذير هذا من خلال كتابه بالسخرية وأنه رجعى ينظر للخلف.
وقدم السحار العديد من المساعدات لثورة يوليو عام 1952 إذا كان له إسهامات فنية عظيمة لخدمة الثورة فهو من ضمن الذين ساهموا في عمل نشيد "القوات الجوية" ونشيد "القوات البحرية" مع عمل فيلمين سينمائيين هما شياطين الجو وعمالقة البحار.
أما في المجال السينمائي فقد ظهر السحار بصفته منتجا ومؤلفا وكاتبًا للسيناريو، وكان أول فيلم يكتبه وينتجه للسينما هو فيلم "درب المهابيل"، ثم كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما منها "شياطين الجو، والنصف الآخر، وألمظ وعبده الحامولي، ومراتي مدير عام، وأم العروسة، والحفيد، كما قدم أيضا روايات إسلامية للسينما منها " نور الإسلام" الذي كتب له السيناريو والحوار بالاشتراك مع صلاح أبو سيف مخرج الفيلم. كما شارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وكان أيضا من الأعضاء الذين ساهموا في إنشاء "لجنة النشر للجامعيين" التي يرجع إليها الفضل في نشر بواكير أعمال الأديب نجيب محفوظ.