السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

هل ينجح أوستين في معركة "الاستثناء الصعب" صوب البنتاجون؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية منصبا مدنيا ذو طابع سياسي، وبرغم أن التاريخ الأمريكي أثبت أنهم الأقدر من غيرهم لشغل هذا المنصب، لا يشترط وفق الدستور الأمريكي أن يكون وزير الدفاع من العسكريين، وفى حالة ترشح عسكريين متقاعدين لهذا المنصب، فإنه يتعين وفقا لقانون الخدمة المسلحة الأمريكي انقضاء سبعة أعوام على تقاعدهم قبل تعيينهم في هذا المنصب وإلا بات الأمر يحتاج على موافقة خاصة من الكونجرس الأمريكي على الاستثناء من هذا الشرط. 
وفي حالة لويد أوستين – وهو جنرال متقاعد في العام 2016 - رشحه بايدن لمنصب وزير الدفاع، سيحتاج الأمر إلى موافقة خاصة من الكونجرس الأمريكي على إسناد هذا المنصب إليه، إذ لم يمض أوستين فترة الفاصل الزمني المطلوبة المشار إليها على تقاعده من العمل العسكري. 
فعلى امتداد تاريخ الولايات المتحدة، لم يتم استثناء أي من وزراء الدفاع الأمريكيين السابقين من هذا الشرط سوى في العام 1950، عندما تولى الجنرال جورج مارشال منصب وزير الدفاع الأمريكي وهو عسكري سابق، بينما التزمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بهذا الشرط في ترشيحاتها لوزراء الدفاع من العسكريين السابقين، ووافق الكونجرس الأمريكي في العام 1950 على ذلك "استثناء" يقول عنه الخبراء اليوم "أنه استثناء يؤكد القاعدة ولا ينفيها". وكانت الولايات المتحدة خارجة لتوها من الحرب العالمية الثانية ،وقد وجدت أمامها مجالا جديدا للتمدد خارج أراضيها عسكريا وسياسيا بعد أن أنهكت الحرب القوى الأوروبية التقليدية، وفى مقدمتها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهوما تطلب في حينه أن يكون سيد البنتاجون من الجنرالات حديثي التقاعد. 
ويتساءل المراقبون هل سيكون مرشح بايدن لمنصب وزير الدفاع لويد اوستن هو الرجل الثاني، الذي سينكسر أمامه هذا الشرط في تاريخ الولايات المتحدة إذا وافق الكونجرس على ذلك وهو الرجل الذي لم تمضى على تقاعده سبع سنين، وهل ستقنع القيادة الديمقراطية الجديدة للولايات المتحدة أعضاء الكونجرس، على تجاوز هذا الشرط الذي يراه خبراء السياسة والاستراتيجية الأمريكيين ضمانه مهمة للإبقاء على علاقات صحية بين المؤسستين المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة. 
وكان مقررا أن تنعقد اليوم جلسة في الكونجرس لمناقشة هذا الأمر، وهى الجلسة التي تم إلغاؤها – دونما توضيح لأسباب الإلغاء – مما أثار تساؤلات حول مصير المرشح القادم لمنصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة. 
وقالت تقارير إخباريه أمريكية أن لويد اوستين أراد طمأنة أعضاء الكونجرس، على مدنية القيادة العسكرية للبنتاجون ونفى الشكوك التي تتردد حول هذا الأمر، ففي إفادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأول، قال الجنرال المتقاعد لويد اوستن المرشح لتولى حقيبة الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ،أنه سيعمل على حماية القيادة المدنية للبنتاجون، وقال إنه سيكون ملتزم بذلك النهج إذا وافق الكونجرس على ترشيح بايدن بإسناد منصب وزير الدفاع له، مؤكدا حرص الرئيس الأمريكي الجديد على سلامة العلاقات المدنية العسكرية في البلاد. 
وذكرت تقارير الصحافة الأمريكية الصادرة اليوم ،فقد حاولت تأكيدات اوستين خلال لقائه مع أعضاء لجنة الخدمات المسلحة والدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي، إرسال رسالة طمأنه سعى من خلالها إلى تبديد قلق النواب وإراحة أولئك الرافضين لترشحه وغالبيتهم من الجمهوريين ، بينما قال نواب ديمقراطيون أن الجنرال المتقاعد اوستين قد انتصر في هذا اللقاء لمبدأ "مدنية القيادة"، في البنتاجون وسيجتاز تلك العقبة ليكون وزير الدفاع القادم للولايات المتحدة وأول وزير دفاع ذو بشره سمراء في التاريخ الأمريكي. 
وبحسب خبراء أمريكيين، فقد كان هذا "الشرط الزمني" أحد منغصات ترشح لويد اوستين لتولى قيادة البنتاجون، عندما رشحه بايدن أواخر العام الماضي لهذا المنصب، فقد انبرت تشاك كورى مسئوله مجلس الأمن القومى السابق، في إدارة جورج بوش والخبيرة الاستراتيجية حاليا في مؤسسة أميركان انتربرايس الأمريكية للأبحاث إن تولى اوستين منصب وزير الدفاع متجاوزا لشرط الفاصل الزمني، سيهدد الطابع المدني لمنصب وزير الدفاع الأمريكي. 
وبينما يتحضر أعضاء الكونجرس للبت في ترشيحات الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لطاقم إدارته ومن بينهم وزير دفاعه القادم، ظهرت للسيدة كورى كتابات عديدة ومقالات حفلت بها صحف أمريكية ومواقع وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية، تحذر من الإقدام على تعيين أوستين وزيرا للدفاع، كما يؤيد وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس وجهة النظر تلك، وهو الرجل الذي سبق له أن شارك الخبيرة شاك كورى في العام 2016 تأليف كتاب حول العلاقات المدنية العسكرية في الولايات المتحدة ،وهو الكتاب الذي تنبأ جيمس ماتيس فيه مبكرا بخطورة الأفكار الجانحة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على استقرار الداخل الأمريكي. 
أما وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا فقد أكد على أهمية ترسيخ مدنية القيادة في البنتاجون واصفا أكثر العسكريين الأمريكيين حكمه هم "الأحرص على الحفاظ على مدنية البنتاجون"، مؤكدا ثقته في التزام لويد اوستين بهذا النهج.