مقابر عوارة.. هنا بشوات طنطا واثرياء الدلتا وعظماء الغربية.. هنا يرقد المنشاوى باشا أثرى أثرياء مصر ويجاوره معجزة الأدب العربى مصطفى صادق الرافعى.. هنا التاريخ والعائلات والأصول..ولهذه المقابر مكانتها وهيبتها حيث أنشئت بشكل معمارى نادر ليحتفظ بتاريخ مصرى ويحافظ على تراث دولة ولم يبخل احد على مقبرته.
لكن تعرضت هذه المقابر لتشوهات حيث الزحف العمرانى بل والقاء القمامة والنفايات التى تراكمت على مداخل ومخارج مقابر عوارة لتنتهك هيبتها وتدمر وقارها وتتحول الشوارع لكتل من القمامة وأعمال الهدم والتشوين للعمارات المزالة، وتغلق الشوارع تماما في وجوه الوافدين رغم ان هذه البقعة الطاهرة تشهد يوميا عشرات الجنازات حيث إنها أكبر مقابر في مدينة طنطا.
كاميرا «البوابة نيوز» رصدت مئات الاطنان من القمامة والنفايات وعوادم العقارات المزالة من الحجارة والاتربة ملقاة بشكل عشوائى في المدخل الرئيسى بمقابر عوارة دون أن يهتم أحد.
ويعاني أهالى مدينة طنطا "، من انتشار هذه الظاهرة حول المقابر، الأمر الذى آثار غضب الأهالى، فلم تعد مشكلة تراكم القمامة تؤرق الأحياء وحدها بل امتدت لتحاصر الموتى بالمقابر، فهل ضاقت طنطا على أهلها الذين لم يجدوا مكانًا لإلقاء القمامة والتخلص منها إلا في مقابر المدينة، في مشهد يتحسر كل من يشاهده.
وعبر اهالي المدينة عن استيائهم الشديد من عدم احترام القبور، مشيرين إلى أنه لا يصح وضع القمامة بمداخلها وإعاقة الطريق المؤدى لها ومن الواجب منع من يقومون بوضع القمامة بالمقابر، وعلى المسئولين أن يتابعوا الموقف، وأن يمنعوا الناس من الاستهانة بالموتى وانتهاك حرمة المقابر.
وأضاف احد الأهالى انه تم تحويل محيط المقابر لمقلب قمامة وارتفع أمتارا تحت أعين المسئولين ولم يتحرك أحد لرفع هذه المخلفات وتحرير محاضر وغرامات للمخالفين حفاظا على حرمة المقابر.
وأضاف ان تلال القمامة المتراكمة تتسبب في انتشار الأمراض والأوبئه، كما انها تعمل على زيادة أعداد الكلاب الضالة والحشرات والروائح الكريهة.
وطالب الأهالى بتدخل الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية بإصدار تعليماته للمسئولين برفع تلال القمامة من طريق المقابر وعدم السماح بوضعها مرة أخرى.
