الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مي منسي" ترصد مجازر لبنان في "انتعل الغبار وأمشي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم الثلاثاء، بذكرى وفاة الكاتبة والناقدة المسرحية اللبنانية مي منسي، أحد أبرز نقاد الأدب الفرنسي والمسرح والموسيقى، والتي تعد رمزا للكلمة والشعر والأدب والإعلام الرصين، حيث أتقنت اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وأثرت المكتبة العربية من خلالها بالعديد من المترجمات والمؤلفات. س
كانت روايتها الخامسة "أنتعل الغبار وأمشي"، الصادرة عن دار رياض الريس للنشر والتوزيع، في 2006، من أشهر أعمالها الروائية التي ترجمت فصولها إلى اللغة الإنجليزية، ووصلت إلى القائمة القصيرة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية والمعروفة بجائزة "البوكر" لعام 2008.
ترصد "منسي" خلال فصول روايتها "أنتعل الغبار وأمشي" مروية بلسان بطلتها، الطفولة البائسة من حيث الفقر والنزوح والإعاقة الجسدية، والتي تقابلها العصامية المبكرة وحب المعرفة وعناد المقاومة، والبوح الجرئ للبطلة بعاطفة والنزعة الإنسانية الجميلة واللغة الشفافة.
توضح "منسي" أن هذه الرواية أشبه بالسيرة الذاتية، وتصف من خلالها المجزرة التي حدثت في إحدى قرى لبنان، حيث ذهب فيها الرجال والنساء والأطفال، وأخد الصديق الكاهن يلملم الأطفال المشردين بفعلها إلى فرنسا بغرض التعليم، وتستمد الرواية من قصة الصبي الذي تعرفت عليه عند الكاهن ووجدت وجهه المشظي فسألته لماذا وجهك كذلك يا "إيلي"؟، فأجابها قائلا: "إنه عندما تسلق الإرهابيون ليقتلولننا، جلست أمي فوقنا ثم ماتت وبقيت وحدي فتلقيت كل الشظايا"؛ أما شقيقته "ماريا نور" التي أختبأت خلف الستار خوفا من هؤلاء الإرهابيون فقد فقدت النطق حينها من شدة الخوف والزعر؛ حتى وجد "إيلي" طريقه إلى لبنان ليدخل في صراع المقاومة، وتعلمت شقيقته الصحافة والكتابة وأحبت العمل في البلدان الساخنة، وكانت الجريدة التي تعمل بها يدفعونها إلى هذه البلدان الساخنة نظرا ليتمها ووحدتها، فقالت حينها: "إنهم يريدوني في مثل هذه البلدان حتى لا انفع شيئا وأنا يتيمه.. خرجت من مجزرة بلدى وأنا معاقة فإذا مُت من سيبكيني"؛ فعندما ذهبت إلى العراق كان الضرب والقصف يحاصر تلك البلدة، ثم هربت من الناس الفارين من هذا القصف حتى فقدت حذائها وهي تركض بين مجاري ومصارف المياه، ولم تستدر لتأخذ حذائها فقالت "ماريا نور": "سأنتعل الغبار وأمشي"، ومن هنا أخذت المؤلفة هذه الكلمة عنوانا لهذه الرواية.
تؤكد المؤلفة أنها على اقتناع بأن الوقوع في الحب ينبغي أن يكون على مثال الحكايات لا تحيا فيه المرأة العاشقة إلا إذا ذاقت عذاب الجحيم واحترقت في نعمة اللذة حتى الهلاك، وترجمت هذه الرواية إلى اللغة الإنجليزية في 2008، ونشرت في مجلة "بانيبال" اللندنية المختصة بالأدب العربي الحديث، وترجمتها الأمريكية "باولا حيدر".