"لدينا رؤية للثلاثة سنوات المقبلة نستهدف فيها تحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع والعودة لنسبة نمو 6 % التي تحققت قبل جائحة كورونا وتحسين كل مؤشرات التنمية الاجتماعية " كان هذا من أبرز ما جاء في خطاب دكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أمام البرلمان اليوم.
وتابع مدبولي ان التحدي الحقيقي مع النمو السكاني هو تحقيق مستويات نمو مرتفعة وخفض البطالة والفقر، مضيفا «ما تحقق خطوة من ألف خطوة ما زلنا نخطوها».
وعلق خبراء الاقتصاد موضحين أن مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية جيدة في ظل جائحة كورونا وما سببته من تأثير اقتصادي، ولكن ما زال هناك عدد من التحديات أمام حكومة مدبولي لرفع معدل التنمية.
معدل نمو إيجابي بنسبة 3.6% رغم كورونا
في تصريحات لها مطلع عام 2021 أعلنت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادي أن معدلات النمو المتوقعة خلال العام المالي الجاري 2020 /2021، تتراوح بين 3 و3.5%، مشيرة إلى أن النصف الثاني من العام المالي الجاري سيحقق معدل نمو أعلى من النصف الأول.
وأضافت السعيد، أن مصر حققت معدل نمو العام المالي الماضي بنسبة 3.6%، رغم أزمة كورونا، مقابل 5.8% كان مستهدفا تحقيقها قبل الأزمة، وبذلك تكون من ضمن الدول القليلة التي حققت معدل نمو إيجابي خلال العام المالي الماضي.
فخري الفقي: أداء الحكومة جيد ونجحت في مرحلة الإصلاح الاقتصادي
ومن ناحيته أكد فخري الفقي، الخبير الاقتصادي ومستشار صندوق النقد الدولي الأسبق، أن أداء الحكومة جيد ونجحت في مرحلة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع المؤسسات النقدية وخاصة صندوق النقد الدولي.
وتابع "الفقي" أن مصر بسياساتها المالية وبالتعاون مع البنك المركزي بسياساته النقدية وأيضا القيادة السياسية بما تتبعه من نهج الإصلاح الحقيقي وليس مجرد مسكنات، أصبح الطريق الصعب يؤتي ثماره على المدى المتوسط والبعيد.
وتابع أن معدلات البطالة والتضخم وعجز الموازنة وسعر الصرف والدين العام والاحتياطي تحسنوا على الرغم ان حصيلة النقد الأجنبي من السياحة والتحويلات وقناة السويس والاستثمار الاجنبي تأثروا بجائحة كورونا الا ان مصر استطاعت تحصيل معدل نمو 3.6.
أولويات التنمية
وعلق دكتور يسري طاحون، أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، على خطاب رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي خاصة فيما يتعلق بجانب التنمية، موضحا أنه يجب أن تكون للتنمية أولويات وذات بعدين "طويل وقصير الأجل.
وتابع "طاحون" فيما يخص البعد طويل الأجل فسيكون للأجيال القادمة لمدة 30 سنة ويجب أن يعتمد على مشروعات كبرى ومنشآت وكهرباء وتطوير البنية التحتية، متابعا أما عن الرؤية قصيرة الأمد فيجب أن تعتمد على المشروعات الإنتاجية والتي تساهم في توفير فرص عمل وزيادة الإنتاج وضمان اجتماعي.
إدارة الأزمات والمسار غير التقليدي
وأكد أستاذ الاقتصاد، أنه يجب أن تكون رؤية التنمية تراعي أيضا إدارة الأزمات، مشيرا إلى أن أزمة كورونا كانت كاشفة للفرق بين تعامل الدول المتقدمة والنامية للأزمة، قائلا " على الحكومة أن تحرك قطار التنمية بمسار مختلف وليس تقليدي".
القرى المصرية وعودتها للإنتاج
في خطابه أيضا ذكر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن خطة التنمية تستهدف تطوير كافة القرى المصرية خلال 3 سنوات بتكلفة 500 مليار جنيه والانتهاء خلالها من كل أعمال تطوير الريف المصري من طرق وصرف صحى.
وتابع مدبولي أنه بالتوازي معه سيتم تطوير كل الترع القائمة واستهداف 320 ألف كيلو ترع يتم تبطينها وادخال الري الحديث لـ 4 مليون فدان أراضي زراعية وتطوير المدن القائمة على غرار مشروع الأسمرات لتغيير وجه المدن القديمة.
من ناحيته أوضح طاحون أن القرى المصرية باتت أكثر تخلفا، قائلا أنها قديما كانت مكتفية انتاجيا من خلال الزراعات وتقاليد البيت الريفي الذي كان ينتج رغيفه بيده ولم يكن هناك طاحونة للخبز في أي قرية، مطالبا بعودة القرى لما كانت عليه قديما.
ماذا ينقص حكومة مدبولي؟
أوضح طاحون أن حكومة مدبولي ينقصها رجل اقتصاد حقيقي يقودها على الرغم من مجهود "مدبولي" مع هذا الكم من التحديات التي واجهها، قائلا " لا نريد حلول مؤقتة، يجب أن تمتلك الحكومة رؤية واضحة وتستعين بأساتذة اقتصاد حقيقيين".
