السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حسن البارودي.. الموهبة المتدفقة

حسن البارودي
حسن البارودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى مشوار أي فنان مع التمثيل، دائمًا تظل هناك علامات فارقة في حياته، ولكن مع الفنان القدير حسن البارودي يقف المشاهد أمام معظم أدواره ليمنحه جائزة الإتقان والتميز، فهو كالفخاري الذي يصنع من التراب والطين تحفًا نادرة، وينسج من الأدوار الصغيرة خيوطًا متشابكة لتخرج رداءًا مليئًا بالزخارف المدهشة. 
في "الزوجة الثانية" هو الشيخ الذي يدلس لولي الأمر لإجازة رغباته الخاصة، ويحاول بكل الطرق الملتوية استغلال الدين لخدمة العمدة، وفي "باب الحديد" هو ذلك البائع العجوز الذى يقنع بائع الصحف المخبول قناوي بالاستسلام لرجال مستشفى المجانين، وفي كل أعماله هو صاحب الصوت الرخيم الدافئ الذي يبهر القلوب قبل الآذان، وهو أيضًا صاحب الموهبة المتدفقة المشعة دائمًا، والتي ترفض أبدًا أن تنطفئ مهما كان حجم الدور الذي يجسده. 
ولد الفنان حسن البارودي في القاهرة عام 1890، وقد تفتحت مواهبه التمثيلية في فرق المسرح المدرسي في فترة ما قبل ثورة 1919، وفي عام 1923 ألتحق بفرقة حافظ نجيب ثم فرقة رمسيس ثم فرقة فاطمة رشدي وظل يتنقل من فرقة إلى أخرى حتى شكل فرقة مسرحية مع الفنانة نجمة إبراهيم جال بها المحافظات ووصل حتى السودان واستقر بها لسنوات قبل أن يعود لمصر ليواصل مشواره الفني.
قدم الفنان حسن البارودي العديد من المسرحيات يذكر منها الجمهور تلك التي عرضت على شاشات التلفزيون مثل "سكة السلامة والسبنسة"، أما مشواره السينمائي فقد بدأه في عام 1934 بدوره في فيلم "ابن الشعب"، ثم في عام 1941 قدم "عاصفة على الريف"، وبعدها توالت أدواره، حيث قدم في الاربعينات العديد من الافلام منها " على بابا والأربعين حرامي وبنت ذوات وأولاد الفقراء والعامل وكرسي الاعتراف".
كما قدم حسن البارودي في الخمسينات العديد من الأعمال منها، "بلال مؤذن الرسول وحلاق بغداد ودرب المهابيل ولحن الوفاء وإسماعيل ياسين في البوليس والفتوه وباب الحديد"، واستمر عطاء حسن البارودي في الستينيات ليقدم "زقاق المدق وأمير الدهاء والطريق"، إلى أن قدم في عام 1973 آخر أدواره في فيلم "العصفور" قبل أن توافيه المنية في عام 1974.