الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير القديس أنطونيوس في مصر .. تاريخ عريق في قلب الجبل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد دير الأنبا أو القديس أنطونيوس والذي وينسب إسمه إلى القديس أنطونيوس الكبير (أبو الرهبان)، هو دير للأقباط الأرثوذكس ويقع على سفح جبل الجلالة القبلي بصحراء العرب بمصر، ويمكن الوصول إليه عن طريق السويس ومنها إلى رأس غارب ثم غربًا في الصحراء عند العين السخنة أو من بنى سويف شرقًا الطريق الصحراوى (غير معبد) أو يمكن الوصول اليه من القاهرة عن طريق حلوان إلى الكريمات ثم الزعفرانة ويقع الدير قبل الزعفرانة بنحو 48 كم ومدق الدير(طريق الدير)نحو 17 كم.
وجرى بناء الدير خلال عهد الإمبراطور الروماني جوليان بين عامي 361 و363. وبعد وفاة القديس أنطونيوس، استقر أتباعه في المكان الذي عاش فيه والدهم الروحي ومات.
مميزاته
الدير محفور في الصخر، بارزة في قلب الجبل، وفي داخله كنيسة وهى إحدى الكنائس المبنية حديثًا في الدير، على باب الكنيسة ترى أيقونة القديس أنطونيوس منحوتة وكتب عليها "إن أردت أن تكون كاملًا فاتبعنى"، ليؤسس بمقولته حركة الرهبنة بعد أن تبعه آلاف الرهبان الشباب، واقتدوا بسيرته، فصاروا رهبانًا يعتزلون الناس ويعمرون في الصحراء، وفى المدخل ترى عبارة الإنجيل الشهيرة "المسيح قام بالحقيقة قام"، لتتناسب مع اسم الكنيسة التى اختارت صليب المسيح وقيامته من موته اسمًا لها.

وفى داخل الكنيسة، ترى أيقونات المسيح والقديسين متجاورة، على يمينك المرأة ساكبة العطر ترش قدم المسيح بالطيب فيفرح بها وفقًا للقصة الشهيرة بالإنجيل، ولتؤسس بعد ذلك لتقليد مسيحى هو سكب العطر على قبور القديسين المعروف باسم طقس الحنوط، وعند خروجك ترى أيقونة صلب المسيح وتحته ثلاثة من النساء مريم العذراء ومريم المجدلية ومريم أخت اليعاذر، يجلسن تحت قدميه يخففن عن آلامه ويتبركن بتضحيته، وأمام مذبح الكنيسة أيقونة للملكة هيلانة التى أسست كنيسة القيامة في القدس، ودير القديسة دميانة بالبرارى، وقدمت الكثير للمسيحية واحتفظت بجزء من خشبة صلب المسيح.

قبر القديس أنطونيوس
في الكنيسة جسد القديس أنطونيوس، أسفل الجهة القبلية مثلما طلب أن يدفن تحت الأرض ولا تخرج رفاته إلى الخارج، وإلى جوار هذه الكنيسة، كنيسة أخرى تسمى كنيسة الرسل، وتضم رفات بعض القديسين من بينهم القديس يوساب الأبح، الذى بح صوته في الصلاة والتسابيح فلقب بالأبح، وأمام جسده عدسة وصندوق خشبى ترى من خلالهم جزء من خشبة الصليب وأربعة رموز للأناجيل الأربعة، وجسده ما زال لم يتحلل حتى اليوم. 

الجدير بالذكر أنه إلى جوار الدير، عين ماء تنطلق منها المياه في وسط الصحراء يعود تاريخها إلى 1700 سنة فتبلل جبالها الصخرية، وتروى أراضى الدير، يغلق على البئر بسياج خشبى كأنه مزار سياحى، فترى منه مسارات الماء تفيض ولا تتوقف منذ آلاف السنين وحتى اليوم، ويؤكد القس ارشيليدس أن الماء ينساب منذ عصر القديس أنطونيوس بنفس منسوبه ومعدلاته حتى اليوم، ويرتفع عن البحر 450 مترا، مشيرا إلى أنه تسبب في الكثير من معجزات الشفاء لمن يطلبون بركته.