الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات البوابة.. "لعنة الحذاء" قصة أسماء محمد صلاح

 أسماء محمد صلاح
أسماء محمد صلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الحديقة تحت ضوء القمر، ظهرت العرافة الطيبة، أهدتني فستانا، حذاء وتاجا مرصعا بالجواهر، بحركة من عصاها السحرية، عينت لي عربة بحصانين، شعري الحريري يسيل على كتفي كشلال مضيء، وعدت العرافة بإتمام المهمة والعودة سريعا، أكدت العرافة قبل الثانية عشرة.
تساءلت لماذا الثانية عشرة تحديدا؟
الثانية عشرة أكبر رقم في الساعة، بداية الأشياء ونهايتها، سنتحدث في الأمر لاحقا، هيا الآن حتى لا تتأخري عن الحفلة، ودعتني بابتسامة حانية.
صوت يرن في أذني: هل أنت نائمة؟ 
اوووه أود أن أصرخ ناحية الصوت الذي يخاطبني: نعم هل يبدو أني مستيقظة.
لكني أتمالك أعصابي، أبقي عيني مغلقتين، كلمة واحدة ستنتزعني من الحلم.
ثوان بسيطة سأصل للحفلة، سأرقص مع الأمير، لن أترك فردة الحذاء هذا ما يجب على تعديله، الصوت يواصل إلحاحه هل أنت نائمة؟
أصابني التوتر، أشعر أني أتأرجح ما بين الوعي واللاوعي، أجاهد لأبقى عيني مغلقتين وأذني غافلتين، الصوت يواصل إلحاحه، يزعجني هذا الصوت، لو واصل سيقذفني إلى مكان آخر، هدأ الصوت وامتد الصمت، أعود للحفلة من جديد، خطفت الأنظار، سرقت قلب الأمير، اقترب وقبل يدي، حلقت إلى أحضانه، كل التفاصيل تأسرني، كان من الصعب أن أتذكر الساعة.
أتلقى ضربة على كتفي، أسقط في الوعي، سقطة موجعة، أتى صوته غاضبا: هراء هراء الثانية عشرة ظهرا ومازلت نائمة.
- الثانية عشرة مجددا.
أغوص في الفجوة بين الواقع والخيال، تذكرت حديث العرافة، أفتح عيني باتساع، الأمير هنا، كيف استطاع الخروج من زمنه والمجيء هنا في الواقع، آه تزوجت الأمير، نظرت من النافذة للخارج، تجاهلت حديثه، ارتديت معطفي وغادرت القصر، عبرت الغابات، تنشقت عبير الأزهار، رقصت على ضوء الشمس، عزفتُ ألحان الحياة، حملني الحنين لمنزلي القديم وعرافتي الطيبة، شممت روائح الكعك الشهي،طرقت الباب تفاجئوا بحضوري، جلسنا جميعا نتناول الكعك، ونتجاذب الحديث، أخذوا يعيدون على مسامعي قصة الحب والحفل الأسطوري وزواجي من الأمير الوسيم، وعيونهم تحمل الكثير.
كم أنت محظوظة ياسندريلا!
عندها طفرت دمعة في عيني، حبستها سريعا، أردت أن أخبرهم عن القصر الموحش، الوحدة القاسية، الوجوه الباردة، انشغال الأمير، تمنيت لقصتي أن تظل جميلة للأبد فصمتُ، ظنوا أن الدمعة المحتبسة في عيوني لمعة الحب، تنهدوا في صمت، تمنوا حظ سندريلا، جلست بجوار علبة الملح في انتظار العرافة الطيبة، لو أني التزمت بوعدي لها وانتبهت للساعة، ما سقط حذائي، وما عشت الحياة الرتيبة المملة، إنها لعنة الحذاء.