السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ضباط على خط النار في يناير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الخامس والعشرين من يناير من كل عام، تحتفل مصر سنويا بعيد الشرطة، تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية ١٩٥٢ التى راح ضحيتها ٥٠ شهيدا ٨٠ جريحا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للمحتل.

عمليات غادرة منذ سنوات ارتكبها أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى خلال السنوات الماضية، لن ينساها المصريون، راح ضحيتها خيرة ضباط الشرطة المصرية، وبمناسبة اقتراب الذكرى الـ٦٩ لعيد الشرطة المصرية، ترصد «البوابة نيوز» عددا من هؤلاء الأبطال، الذين استشهدوا في مثل تلك الأيام من شهر يناير، ومنهم النقيب ضياء فتحى والمقدم مصطفى عبيد.

لا يستطيع أحد أن ينسى مشهد البطل الرائد ضياء فتحى، ابن محافظة الشرقية، في يوم ٦ يناير من عام ٢٠١٥، وهو يتحرك بشجاعة نحو قنبلة زرعها أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية على بعد ١٥ مترا من الباب الرئيسى لقسم شرطة الطالبية في شارع الهرم التابعة لمديرية أمن الجيزة لتفكيكها، فتنفجر به ويتطاير جسمه في الهواء في مشهد أبكى الجميع، ولا يُنسى من ذاكرة من شاهده عندما قرر الضابط أن يفدى الأبرياء فقدم روحه.

يذكر أن الشهيد ضياء فتحى من مواليد قرية التلين مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وكان متزوجا وأبا لطفلة عمرها ٤ أشهر لحظة استشهاده، وأصرت أسرة الشهيد على حضور الطفلة لحظة تشييع جثمانه في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، شارك فيها الآلاف من أبناء منيا القمح بحضور القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.

وتقديرا لشجاعته وجهوده في حماية الوطن، واستجابة لمطالب أهالى القرية الذين يعتزون بشهداء الواجب اعترافًا بجميلهم، قررت محافظة الشرقية إطلاق اسم ضابط الشرطة الشهيد ضياء فتحى عبدالجواد على مدرسة «التلين الابتدائية رقم ٤ «بقرية «التلين» مركز منيا القمح.

مصطفى عبيد.. شهيد قدّاس عيد الميلاد

بينما كانت أجراس الكنائس تدق لتعلن استعدادها لاستقبال المصلين في عيد الميلاد المجيد، كان المقدم مصطفى عبيد، الضابط بقطاع المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، داخل مقر عمله بالدفاع المدنى في انتظار تلقى أى بلاغات طارئة، وفى تمام التاسعة والنصف صباح ٦ يناير من العام الماضى، دق جرس الهاتف، ليخبره طرف المكالمة بوجود قنبلة بجوار كنيسة أبوسيفين بعزبة الهجانة في مدينة نصر، ليكون على موعد للقاء ربه بعد انفجارها أثناء تفكيكها.

توجه الشهيد مصطفى عبيد إلى مكان الحادث يناير ٢٠١٩ وارتدى بدلته الواقية وصعد أعلى سطح المنزل الذى تم زرع القنبلة فيه، وكان مواجها للكنيسة وأثناء تفكيكها انفجرت فيه لتحوّل جسده إلى أشلاء وترتفع أصوات صراخ الأهالى الذين شاهدوا جثته تتطاير في الهواء من قوة الانفجار مضحيًا بنفسه ليمر القدّاس بسلام.

ليكمل ابن جزيرة الأحرام بمركز طوخ في القليوبية مشوار زملائه بوزارة الداخلية الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ودفعوا حياتهم ثمنا لتراب هذا البلد لم يكن غريبا عليه أن يضحى بحياته هو الآخر ويواجه الموت عن قرب فمسيرة والده ومن قبله جده وضعته على طريق الشهادة كونهما أبناء المؤسسة العسكرية، ولم يبخل الشهيد مصطفى على بلده بروحه والأب الذى ترك طفلين، هما يارا ٨ سنوات، وسيف ٤ سنوات.