السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيمون دي بوفوار.. فيلسوفة نسوية

سيمون دي بوفوار
سيمون دي بوفوار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نسبت الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار المقولات المميزة للثقافة الذكورية إلى مصادرها الصحيحة حينما قالت: "إن هيمنة الرجال قائمة على أفكار وضعها الرجل، ونسب بعضها إلى الطبيعة والعلم والدين وإلى مؤسسات، إنما هي كلها من صياغة الرجل". فقد نُسِبتْ تلك المقولات للطبيعة والعلم والدين بالخطأ، كي تكتسب شرعية خاصة تساعد في كبت وإذلال المرأة.
"دي بوفوار"، التي تحل ذكرى ميلادها في التاسع من يناير للعام 1908، تُعد علامة بارزة في طريق الحركة النسوية التحررية، حيث ألهمت الناشطات النسويات في كلّ أنحاء العالم، من خلال كتبها ومؤلفاتها التي تتميز بالنجاح والرواج، مع طرح أفكار جديدة وتأسيس نظري لحقوق المرأة على مستوى العالم.
أسهمت كتابات "بوفوار" في تشكيل وعي الناشطات العربيات الحقوقيات، حيث تمثل عقدة السيطرة الذكورية على تفكيرهن، وتحاول الكتابات الحقوقية الوصول لحل مشكلة وضع المرأة في الكثير من دول العالم، ويعتبر كتابها "الجنس الآخر" الذي نشر سنة 1949 الأشهر في مسيرتها، والعمل الرئيسي للفلسفة النسوية، ونقطة انطلاق لموجة ثانية من النسوية.
كتبت "الجنس الآخر" في نحو 14 شهرا عندما كان عمرها 38 سنة، ونشرته في مجلدين وظهرت بعض الفصول الأولى في صحيفة لي تون موديرن، وقد وضع هذا الكتاب مسبقًا في الفاتيكان على قائمة الكتب المحرّمة، حيث ألغيت هذه القائمة عام 1966.
وتحاول المؤلفة الوصول لإجابات منطقية ومحددة تستطيع من خلالها تشخيص حالة المرأة في العالم، فهي تتساءل: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ما هو عليه اليوم؟ وما هي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ومواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن؟.
ودار الكتاب في محورين مهمين، الأول: وضعية المرأة اليوم من خلال أربع أجزاء، مصير المرأة، مراحل تكوين المرأة، أوضاع المرأة، والفصل الرابع بعنوان تبريرات. وقد استنتجت الكاتبة من خلال هذه الفصول أنّ صورة المرأة في تلك الفترة هي نتاج للثقافة الذكورية التي تحكمت لقرون طويلة في مفاصل التاريخ، أما: الثاني من الكتاب، فقد دافعت فيه عن ضرورة مواجهة المرأة لواقعها والانطلاق نحو التحرر.
وتميزت مسيرة "بوفوار" بالكتابة الجريئة والجديدة التي تناقش حقوق المرأة، والانشغال بالقضايا الوجودية الكبرى مع رفيقها الفيلسوف جون بول سارتر.