الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

واشنطن وطهران.. لا سلم ولا حرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأمريكي لـ«البوابة نيوز»: ترامب لا ينوي الدخول في حرب مع إيران لأنه قلق بشأن مصيره

محمد خيري

ازدادت في الآونة الأخيرة حدة التصريحات بين كلًا من واشنطن وطهران على خلفية الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بالإضافة إلى العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، علاوة على تقليص طهران من التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، والتي كان أخرها إعلان وكالة الطاقة الذرية الإيرانية الوصول بنسب تخصيب اليورانيوم إلى نسبة الـ 20% بالمخالفة لنصوص خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة إعلاميًا بـ«الاتفاق النووي».

وعلى إثر ذلك تزداد التكهنات حول إمكانية توجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية إلى مناطق استراتيجية في طهران، كنوع من التصدي لأنشطة النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن لجأت طهران للتصعيد ضد واشنطن وكذلك دول أوروبا، وانتهاء باحتجاز ناقلة نفط تابعة لكوريا الجنوبية، تحت ادعاء أن تلك الناقلة تسببت في تلوث في مياة الخليج العربي، ما استدعى حكومة سيول أن تطالب طهران بالإفراج عن ناقلة النفط التابعة لها، والكف عن الادعاءات الزائفة بحسب مسؤول في حكومة كوريا الجنوبية.

كذلك رفعت إيران من مستوى التجهيز العسكري في منطقة الخليج العربي وأعلنت عن مناورات غدًا الثلاثاء، بالطائرات المسيرة محلية الصنع في منطقة الخليج العربي، كذلك دعت ميليشياتها في المنطقة للاستنفار العسكري وإعلان حالة التعبئة القصوى، فضلًا عن مطالبات إيرانية لقادة ميليشيات عراقية تأتمر من طهران بمغادرة العراق واللجوء إلى إيران، خوفًا من اغتيالات أمريكية كتلك التي طالت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية في بدايات شهر يناير من العام المنصرم.

كل تلك التفاصيل جعلت البعض يرى في الأفق أن ثمة مواجهة عسكرية قد تنشب في منطقة الخليج العربي بين كلًا من واشنطن وطهران بالتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني، في ظل تهديدات تنطلق من أبواق إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني أبرزهم قائد فيلق القدس الحالي إسماعيل قآني الذي أكد على أن الانتقام لمقتل قاسم سليماني سيكون من داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ومن البيت الداخلي.

كذلك تأتي تلك التهديدات مع تهديدات مماثلة انطلقت من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي أكد أن إيران سوف تنتقم لمقتل أحد أبرز جنرالاتها المميزين، وهو قاسم سليماني، والذي كان شغله الشاغل تمويل وتدريب الميليشيات المسلحة والأذرع التابعة لإيران في منطقة الشرق الأوسط وهي الحشد الشعبي في العراق، وميليشيا الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحركة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة الفلسطيني، علاوة على عدد كبير من الميليشيات في سوريا، وهو ما استدعى النظام الإيراني في لحظات معينة أن يعلن أن إيران باتت تسيطر على خمسة عواصم عربية في المنطقة، بالإضافة إلى الاستهداف الدائم للأراضي السعودية من خلال الصواريخ الباليستية التي تطلقها تجاه المملكة عن طريق الأراضي اليمنية.

لكن محللون ومقربون من البيت الأبيض أكدوا أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لا يرغب نهائيًا في خوض معركة عسكرية ضد إيران في الوقت الحالي على الرغم من كثرة الحديث حول احتمالية مواجهة عسكرية بين الطرفين.

من جانبه أكد ديفيد روش، مدير شؤون الخليج والجزيرة العربية السابق لدى وزارة الدفاع الأمريكية، تعليقًا على آراء محللين حول توجيه ضربة عسكرية لطهران قائلًا « العالم مليء بالحمقى، ولا أستطيع التحدث نيابة عنهم، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا ينوي الدخول في حرب ضد إيران لأن ترامب قلق بشأن مصيره الشخصي، معبرًا «ترامب قلق بشأن ترامب».

وأضاف روش، في تصريح خاص لـ«البوابة» أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يريد البقاء رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وأن حرب أخرى في الشرق الأوسط قد تضر بقضيته التي يناضل من أجلها ويحاول باستماتة أن يعرقل إعلان فوز بايدن من مجلس الشيوخ.

وتابع قائلًا: «ترامب يعمل على جمع الأموال كي يضمن أغلبية في الانتخابات المقبلة للكونجرس في عام 2022 وكذلك يحاول ضمان وجوده في سدة الرئاسة في انتخابات عام 2024.»، مقتبسًا مقولة شكسبير الشهيرة «هذا صوت مليء بالغضب لا يشير إلى شيء».