الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

غادة شلبي نائب وزير السياحة: الحركة ستعود أفضل مما كانت في 2022 .. جاري وضع اللمسات النهائية لاشتراطات الحملة الترويجية الدولية.. مصر تصدرت المقاصد العالمية في عام الجائحة وتلقينا إشادات دولية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط مستقبل قريب ضبابي، وجائحة عالمية تاريخية حبس العالم أنفاسه بسببها لنحو عام ولا يزال، كان لدى وزارة السياحة والآثار مهمة شاقة، وغير مسبوقة، تتمثل في الحفاظ على نحو 4 ملايين مصري يعملون بالقطاع السياحي الذي أصيب بحالة من الشلل، علاوة على استمرار وجود مصر على خريطة المقاصد السياحية العالمية، وكذا جلب حركة سياحية داخلية أو وافدة تضمن للفنادق والشركات الاستمرار في العمل ودعم العاملين فيها.


وكشفت غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، في حوار لـ"البوابة نيوز"، عن خطوات الوزارة للتعامل مع الأزمة التاريخية العالمية، وجهودها لدعم ومساندة العاملين، وتوقعات عودة الحركة، وخطط صناعة السياحة المستقبلية، فإلى نص الحوار..
بداية.. صِفِي لنا الوضع السياحي في مصر الآن؟
مصر بما لها من مقومات سياحية وأثرية وثقافية وتاريخية، تستحق أن توضع في مكانة مختلفة عما هو الوضع حتى في فترات الرواج السياحي، ونظرا للجهود التي بذلت في العام الماضي، فقد استقبلنا عام ٢٠٢٠ بطفرة كبيرة في الأعداد الوافدة بلغت نسبتها نحو ٩٪؜ زيادة عن نفس الفترة -يناير وفبراير- من العام ٢٠١٩، كما ارتفعت عدد الليالي السياحية بنسبة ٢٧%، ما يعني أن عام ٢٠٢٠ كان سيشهد عودة قوية للحركة السياحية لمصر لولا ظهور جائحة الفيروس التاجي وسجلت مصر بنهاية العام نحو 3.6 مليون سائح، بمتوسط إيرادات 4 مليارات دولار.
وكيف تعاملتم مع الأزمة منذ ظهورها؟
الدولة ووزارة السياحة سارعت بتنفيذ الإجراءات المناسبة في توقيتها، آخذة في اعتبارها مصلحة العامل والسائح، وسمعة مصر في المقام الأول، لذا فلم نغلق الطيران الجوي مثل باقي الدول، ولكن سمحنا بتسيير الطيران بإجراءات صحية صارمة تمنع تفشي الفيروس، وتم ذلك بالتزامن مع سرعة دعم ومساندة العالقين المصريين بالخارج، وتوفير أماكن عزل فندقية لهم، وداخليا كانت من الأولويات هي حصول السائح على فترة استجمام واستمتاع خلال تواجده بمصر حتى وإن وضع ذلك أعباء إضافية علينا في توفير البيئة الصحية المناسبة له لقضاء إجازته، حيث قررت الوزارة منح الحرية للسائحين المتواجدين بمصر لاستكمال إجازتهم والسفر برحلات طارئة بعد انتهاءها، وبذلك جنبنا رد ثمن الرحلة لكافة السائحين، كما زاد من ثقتهم في قدرة مصر.

وهل جرى ذلك بالتنسيق مع المنظمات الدولية؟
منذ بداية الأزمة كنا على تواصل مستمر مع كافة الجهات المختصة، ومنها وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة السياحة العالمية، والمجلس الدولي للسياحة والسفر، وتم تطبيق كافة التوصيات المتفق عليها، علاوة على إشادة الجميع بالخطة المصرية لإدارة الأزمة، وشملت تطبيق إجراءات للحظر والتدريب والتطهير والحفاظ على العمالة بمبادرات حكومية شاملة استفاد منها العامل والمستثمر، وللعلم فإننا نعيش أسوأ أزمة سياحية على الإطلاق، فالأزمات السابقة كانت توقف نمط السياحة الشاطئية بينما الدينية تعمل، والعكس، ولكن أزمة كورونا أوقفت القطاع بالكامل عن العمل.
وصلنا إلى مطلع يونيو ودبت الحياة في الشارع.. ماذا كان نصيب السياحة؟
في هذه الفترة كنا الأوفر حظا، مقارنة بما نراه على الساحة في الدول الأخرى، فقد شددنا الإجراءات الاحترازية وأعلنا الطوارئ في الفنادق والمنشآت والمطارات، وكانت التوقعات العالمية تقول إن الحركة ستقل بنسبة ٩٠٪؜، ولكن المفاجأة كانت أن مصر حققت فائضا في الحركة العام الحالي بنسبة ٢٤٪؜ بفعل الإقبال في بداية العام، ثم استقبال رحلات سياحية بداية من يونيو الماضي في وقت أغلقت فيه الدول أبوابها، كما كانت الزيادة في الحركة الأجنبية وليست المحلية، وهي المهمة الأصعب، وبالأرقام فقد استقبلت مصر نحو ٣ ملايين و٥٠٠ ألف سائح العام الجاري، بمتوسط إنفاق ٩٥ دولارا في الليلة للسائح الواحد.
وبعد مرور العام الأسوأ.. ماذا أعددتم للعام الجديد؟
أرقام السياحة وفقا للخبراء والمنظمات الدولية، لن تعود في العام المقبل لما كان في ٢٠١٩، وإن كنا نتوقع أن توافر اللقاحات وسرعة وصولها لأكبر عدد ممكن من سكان العالم سوف يزيد الثقة في السفر مرة أخرى، ولكن وبناءا على رؤيتنا الشخصية فإن الحركة السياحية ستعود لما كان قبل كورونا بحلول عام ٢٠٢٢، وربما تحقق مصر وقتها طفرة غير مسبوقة في الأعداد، أما العام الجديد ٢٠٢١ فسوف يختار السائح الدولة القريبة منه والأكثر أمنا وقدرة على التعامل مع الفيروس، ومن جانب وزارة السياحة والآثار، فنحن نستهدف جذب شرائح وجنسيات مختلفة وجديدة بجانب الأسواق الرئيسية، معتمدين على الكيف وليس الكم، ما يعني تحقيق أكبر ربح ممكن.

ولكن العديد من شركات الطيران الشارتر أعلنت إفلاسها؟
أنا ممثلة في مجلس إدارة الشركة القابضة للطيران، وللحق فإن نعيش عصر تكامل تام وغير مسبوق بين وزارتي السياحة والطيران، ولا تتأخر الشركة الوطنية عن توفير الدعم المطلوب من السياحة في أي نقطة يمكن أن تجلب حركة، لذا فلسنا قلقين من تعثر بعض الشركات العالمية فيما يخص نقل السائحين لمصر، كما أن مصر للطيران لديها مرونة كبيرة في التعامل مع الملف السياحي، فمثلا كان لدينا اتفاق على تسيير رحلة من جاتويك لشرم الشيخ في فبراير الماضي، ولكن ازمة كورونا عطلت الامر، ثم تمت إعادة دراسته والاتفاق على تسيير رحلتين أسبوعيا، علاوة على رحلة هيثرو التي سيتم استئنافها فور فتح المجال الجوي البريطاني أمام السائحين.
هل سيتم إطلاق حملة ترويجية لمصر قريبا؟
كان من غير الممكن الحديث عن حملة ترويجية موسعة بملايين الدولارات في هذا الوقت العصيب في حين جميع الدول أغلقت مجالاتها الجويه ووضعت اشتراطات صارمه تمنع سفر مواطنيها فضلا عن إجراءات العزل حين عودتهم الي بلادهم، حاليا تقوم لجان الترويج التي شكلها الوزير ممثله من أعضاء من هيئه التنشيط وخبراء من القطاع الخاص واكاديميين وخبراء تسويق بدراسة الاشتراطات اللازمة لاختيار شركة دولية ذات سمعة كبيرة وخبرة في الأسواق المختلفة لتنفيذ حملات ترويجيه موسعة تستهدف عدد من الأسواق المصدره للسياحة لطرحها ، ثم بعدها سيتم عقد اجتماعات مع الشركة لاختيار الرسالة الخاصة بكل سوق، وشكل الحملة فنيا، وتوقيت طرحها .
هل ترين أن هيئة تنشيط السياحة تفتقد لوجود مكتب إعلامي قوي لها؟
أيضا الشركة الدولية التي سيتم التعاقد معها ستكون مسئولة عن التسويق والترويج، وستقوم الهيئة بمتابعة عملها وترويجها بالأضافة إلى دورها الأساسى في تنظيم المعارض الداخلية والخارجية وتقديم الدعم الفني، وتوجيه الشركة الدولية وفقا لاحتياجات السوق المصري.
كيف يرى العالم التجربة المصرية في التعامل مع أزمة كورونا سياحيا؟ 
تلقينا إشادة بالغة من زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية خلال زيارته لمصر، وكذا من السفراء والكتاب الأجانب الذين تم اصطحابهم في جولات واكتشافات أثرية، حيث أطلع الجميع على الإجراءات الصحية المتبعة بالفنادق والمنشآت السياحية.

وماذا عن العمرة؟
ننتظر إعلان المملكة العربية السعودية عن ضوابط الموسم الجديد، وعلى أساسها ستعلن مصر ضوابطها، ولكن المعلن حتى الآن أن الضوابط سوف تتضمن شروطا صارمة منها تحديد الفئة العمرية للمسافرين بين ٢٠ وحتى ٥٠ عاما، وبالتالي سوف يؤدي ذلك لتقليل الأعداد المقبلة على العمرة في السوق المصري، بالإضافة لاستئناف رحلات الطيران، وهو القرار المتوقع أن يصدر نهاية يناير المقبل لنلحق بشهري شعبان ورمضان، ومن جانبنا فقد استعدت مصر ببوابة العمرة التي تضمن حقوق الدولة والشركة والمواطن معا، كما سيتم توقيع جزاءات لأي شركة تنظيم عمرة خارج ابوابة.
هل يتم ضم الحج لبوابة العمرة؟
العمرة تختص بها شركات السياحة، ولكن الحج بطبيعة الحال تنظمه السياحة والتضامن والداخلية والأوقاف، لذا فسوف يتم عمل منظومة إلكترونية جديدة مماثلة للحج تكون تحت رئاسة مجلس الوزراء، ويتم بحث الأمر حاليا بوزارة العدل.
الحكومة أعلنت عن إجراءات جديدة لدعم السائحين كيف ترينها؟
وافقت الدولة على منح حاملي جوازات الشنجن الأوروبية والتأشيرة الأمريكية على التأشيرة المصرية عند الوصول للمنافذ، كما ألغت رسوم التاشيرة للمدن السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان.
وماذا عن أزمة نقابة المرشدين السياحيين؟
هناك سلسلة من الاجتماعات الأسبوعية التي أعقدها مع الزملاء بلجنة تسيير أعمال النقابة، وانتهينا من جزء كبير من مهمة تنقية الجداول التي كشفت فارقا بين ماهو مسجل بالوزارة وماهو مسجل بالنقابة، حيث لا يمكن بالطبع عقد انتخابات للمجلس الجديد دون تنقية الجداول وبيان المستحقين للتصويت، وكذا تم تحديد الفئات المستحقة للدعم أوالمعاش 
أو أي اجراء يتطلب قاعدة بيانات محددة وواضحة لأعضاء النقابة.
حدِّثينا عن ملف الرقمنة في الوزارة طبقا لتوجيهات رئاسة الجمهورية؟
وقعنا بروتوكول تعاون مؤخرا مع وزارة الاتصالات لتنفيذ المقترحات التي قدمتها وزارة السياحة، حيث تمتلك الأخيرة الفكرة ولكنها لا تستطيع تنفيذها، لذا تم الاستعانة بالمتخصصين عن طريق وزارة الاتصالات، وسوف يتم عمل موقع إلكتروني خدمي للوزارة يتضمن الهيكلة والقوانين والقرارات الإدارية ويصدر تراخيص ويجددها، كما تم ارشفة ٧٠٪؜ من أوراق الوزارة التي تتخطى ٤٠ مليون مستند، لذا فإن غرفة العمليات المشكلة من الوزارة تسهر حتى أوقات متاخرة للغاية لإنجاز مهمتها في اسرع تمهيدا للانتقال للعاصمة الإدارية وفقا للمخطط المعلن عنه في ٣٠ يونيو المقبل، ويبدأ تنفيذه من أبريل المقبل، كما يتم عمل قاعدة بيانات كاملة للعاملين يسجل عليها العامل بالقطاع كافة بياناته وخبراته، كما تسجل المنشآة أسماء وبيانات العاملين لذيها، وسوف يساعدنا ذلك على تحديد المستهدفين من الدعم وقت لأزمات، كما يمكن تسجيل العمالة الموسمية وتوفير فرص عمل لمن يترك عمله.
هل ترين أن هيئة تنشيط السياحة تفتقد لوجود مكتب إعلامي قوي لها؟
الشركة الدولية المسئولة عن الحملة الترويجية ستكون مسئولة عن ذلك، وستكون المتحدث باسم الهيئة أمام مصر والعالم، كما أن الهيئة ستقوم بدورها في تنظيم المعارض الداخلية والخارجية وتقديم الدعم الفني، وتوجيه الشركة الدولية وفقا لاحتياجات السوق المصري، وفيما يخص الوضع داخل الهيئة فهو ليس بجديد، ولكن كان يصعب تغييره في ظل الأزمة، لذا فمن المتوقع بدء تنفيذ خطة إعادة الهيكلة العام المقبل، ولابد أن نؤكد على أن الترويج السياحي ليس مسئولية هيئة التنشيط وحدها، بل هو مسئولية الدولة بالكامل والوزارات والمستثمرين.

اختياكم ضمن أكثر ٥٠ سيدة مؤثر يجعلنا نسأل عن دور المرأة في القطاع السياحي؟ 
الوزارة تستهدف رفع الوعي لدى المجتمعات المحلية تجاه عمل المرأة بالقطاع السياحي، ما يعد عنصر جذب لمصر بالخارج خاصة في مدن الصعيد التي تتسم بنسيج وطابع خاص لأهلها يلفت أنظار العالم، ويساهم في تغيير الصورة الذهنية عن دورة المرأة في مصر وترسيخ مفهوم مشاركتها في المجتمع، كما نسعى لتفعيل البروتوكول الموقع العام الماضي مع المجلس القومي للمرأة لدعم مشاركة النساء في القطاع، وأنا اشعر بالفخر عند مشاهدة امرأة تعمل وتنجح في أي مجال.