الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لماذا عمد السيد المسيح بالأردن؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
معمودية السيد المسيح هي حادثة ذكرت في الإنجيل عندما قام يوحنا المعمدان بتعميد يسوع في نهر الأردن، وتروي الأناجيل أن الروح القدس ظهر من السماء على هيئة حمامة وانبعث صوت من السماء قائلا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
وفقًا لتقليد العهد الرسولي، يوحنا عمد يسوع في الأردن في وادي الخرار في قرية بيت عنيا شرقي نهر الأردن (المغطس) عند المكان الذي فيه يلتقي الطريق الروماني المنحدر من أورشليم بالنهر، ويصل إلى مدن شرقي النهر أي إلى ليفياس، وحسبان ومادبا وربة عمون، والقرى المجاورة.
ففي هذا المكان كان يوحنا يعمد. ومن هذا المكان اجتاز العبرانيون النهر إلى أريحا، بقيادة يشوع بن نون. إن الآثار المكتشفة في هذه الأماكن، تثبت أن المسحيين بعد حقبة الاضطهادات، شيدوا كنائس وأديرة على الضفة الشرقية للنهر، قُرب المخاضة حيث اعتمد يسوع. وفي الوقت الحاضر يمكن رؤية آثار ثلاث كنائس على بُعد مائة متر من النهر، وعلى مسافة كيلومتر من تل النبي إيليا.
لماذا اعتمد في نهر الأردن؟ 
هناك في ( يش 20: 7 – 17 ) قصة العبور لأرض الموعد في عبور بنى إسرائيل بقيادة يشوع في نهر الأردن لما وضعوا تابوت العهد في الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط إسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن.
قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الله المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية حسب التقليد المسيحي لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب في الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه ويشوع كان رمزًا ليسوع والمعنى المباشر لكلا الاثنين هو مخلص، يشوع يعنى مخلص ويسوع يعنى مخلص. من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى أرض الموعد.
ظهور الروح القدس بشكل حمامة؟ 
الحمامة حيوان أليفٌ طاهر، وبما أن الروح القدس هو روح وداعةٍ، لذلك تراءى بشكل حمامة. ومن ناحية أخرى، هذا يذكرنا بقصةٍ تاريخيةً قديمة، عندما غمر الطوفان كل المسكونة، وكاد الجنس البشري أن يفنى، كانت الحمامة الطائر الذي بيَّن بوضوح نهاية الغضب الإلهي، حاملة في منقارها غصن زيتون، كخبرٍ مفرح يعلن السلام العام.
الجدير بالذكر أن هذا الموقع الأثري( المغطس)، الذي يقع على بُعد تسعة كيلو مترات شمال البحر الميت، يضم منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا"، ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن.
ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلًا عن البرك المائية المخصصة للتعميد، مما يدل على القيمة الدينية لهذا المكان.
كما هذا الموقع يمثل مقصدًا للحجاج المسيحيين وعليه فقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعد ظهر الثالث من (يوليو) 2015 على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى "موقع المعمودية "بيت عنيا عبر الأردن" (المغطس).