الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

في ذكرى مولده الـ75|«الإمام الطيب».. رمز فخر لمصر والمسلمين

الإمام الأكبر د.
الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عام جديد، أدعو الله أن يقر أعين الجميع فيه بما يسعدهم، وأن يكشف البلاء والوباء، وأن يرزق الجميع فيه الصحة والبركة والعافية والطمأنينة، وأن يجنب عالمنا الحروب والصراعات، وينشر الحب والود والسلام والاستقرار".. كلمات استقبل بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عام 2021، وهو العام الذي يوافق مولده الـ 75، سطر خلالها خارطة جديدة للسلام والأخوة والقيم الدينية والإنسانية بمفهوم ينطلق من صميم الرسالات السماوية التي بعث الله لأجلها الأنبياء والمرسلين فكان له أن تكلل جهوده بـ"يوم أممي للأخوة الإنسانية" يحتفي به العالم بعد أقل من شهر على ذكرى ميلاده. 
ولد أحمد محمد أحمد الطيب، يوم السادس من يناير لعام 1946م، بالقرنة محافظة الأقصر في صعيد مصر، لعائلة صوفية تنتمي للطريقة الخلوتية الذي يترأسها حاليًا أخيه محمد الطيب، وله من الأبناء محمود وزينب، عرف والده بأنه من أهل العلم والصلاح، فكان له دور في أن ينشأ على حب العلم فتعلم في الأزهر الشريف، وحفظ القرآنَ وقرأ المتون العلميَّةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحَقَ بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، حتى تخرَّج فيها عام 1969م، ثم نال الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراة عام 1977 من جامعة الأزهر.
هو الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الـ48 منذ 19 مارس 2010. والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، ومفتي الديار المصرية قبلها، ويشغل حاليًا إلى جانب شياخته الأزهر رئاسة مجلس حكماء المسلمين.
عُرف الإمام بأنه شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعدِّدة، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني.
وقد تجلَّت أبعاد شخصيته من خلال مواقفه التي برزت أثناء مشيخته للأزهر، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه، فـ"الطيب" إمام يجمع بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلًا عن العربية.
مسيرته العلمية والمهنية.
عُيِّن الإمام الأكبر معيدًا بكلية أصول الدين، عام 1969، ثم أستاذًا بالكلية في عام1988، وانتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، عام 1990، فعميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، عام 1995.
عُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م. ثم مفتيًا للديار المصرية في الفترة من 10 مارس 2002م وحتى 27 سبتمبر 2003م، كما شغل منصب رئيس جامعة الأزهر، منذ 28 من سبتمبر 2003م، وحتى تعيينه شيخًا للأزهر الشريف في 19 من مارس سنة 2010م.
عمل الإمام الأكبر بعدد من الجامعات خارج الأزهر، منها:" جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، جامعة قطــر، جامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية، بباكستـان".
العضويات. 
نال عضوية العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية من بينها:"الجمعية الفلسفية المصرية، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مجمع البحوث الإسلامية، مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، مقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم، وعضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
الأوسمة والتكريم:
منح الإمام الأكبر من قبل الملك الأردني عبد الله الثاني وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وكذلك شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي؛ وذلك تقديرًا لما قام به فضيلتُه في شرح جوانب الدين الإسلامي الحنيف بوسطيَّته واعتداله، أثناءَ مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عُقِد بالأردن في يوليو 2005م.
كما تسلَّم جائزة الشخصية الإسلامية، التي حصلت عليها جامعة الأزهر، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عام 2003م.، وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام الإسلامية» عام 2013م.
اختير شخصية العام من دولة الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2015، كما نال الدكتوراة الفخرية من جامعة «مولانا مالك إبراهيم» الإسلامية بإندونيسيا فبراير 2016.
المؤلفات العلمية:
للشيخ رصيد هائل من المؤلفات أبرزها:"الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي، مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب «المواقف»- عرض ودراسة، مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية (بحث)، مدخل لدراسة المنطق القديم، مباحث العلة والمعلول من كتاب «المواقف» - عرض ودراسة، بحوث في الفلسفة الإسلامية، بالاشتراك مع آخَرين، جامعة قطر، وتعليق على قسم الإلهيات من كتاب «تهذيب الكلام» للتفتازاني.
الإمام الـ48 للأزهر
أصدر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك قرارًا في 10 من مارس 2002، بتعيين الدكتور أحمد الطيب مفتيًا للديار المصرية، وظل في منصبه حتى 27 من سبتمبر 2003، أصدر خلالها ما يقرب من (2835) فتوى مسجَّلة بسجلات دار الإفتاء، قبل أن يُصدر قرارٌ بتعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر، وفي 19 مارس سنة 2010م صدر القرار الجمهوري رقم 62 لعام 2010م بتعيين فضيلته شيخًا للأزهر الشريف، خلَفًا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.
وثيقة للأخوة ويوم أممي
في مطلع عام 2019 كان لعودة العلاقات بين الأزهر الشريف والفاتيكان بعد غياب ست سنوات، تاريخًا جديدًا من خلال توقيع الإمام الأكبر والبابا فرنسيس الثاني وثيقة الأخوة الإنسانية بأبو ظبي، والتي توجت بعد عامين من تدشينها بقرار أممي نهاية العام الماضي باعتبار 4 فبراير ذكرى توقيعها كـ"يوم دولي للأخوة".
قدسية الرسالات
دون الإمام الأكبر اسمه بأحرف من نور حينما عارض وبشدة مسألة الإساءة للنبي الخاتم ورسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم بزعم حرية الرأي والتعبير، مؤكدًا مع ذكرى مولد سيد البشر بنهاية العام الماضي أن لولاه ولولا ما أرسل به من عند الله لبقيت الإنسانية في ظلام وضلال إلى يوم القيامة، رافضا أن تكون رموز الدين الإسلامي ومقدساته "ضحية مضاربة رخيصة"، داعيا في الوقت نفسه دول العالم لمراجعة قوانينها الخاصة بهذا الأمر.
وقال أيضًا إن "الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسيتابع الأزهر من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط".
قيل عن الإمام الأكبر
في الخامس من ديسمبر 2019، أشاد أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بالإمام الأكبر، واصفا إياه بـ"الرمز الذي يجب أن يفخر به المصريون والمسلمون".
وقال جوتيروس: "فخور أيضًا بدعمه للكنيسة القبطية المصرية، إنه حقًا رجل عظيم، وأنا تأثرت كثيرًا حينما قابلته في الأزهر".