الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تيجراي واللجوء للسودان والخوف من تحول المنطقة إلى نقطة للارهابيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نوفمبر2020 وحتي أوائل عام 2021 استطاع آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي والحائز على نوبل للسلام أن يرتكب جرائم حرب وضد الإنسانية ويتحمل مسئولية قتل الآلاف من شعبه وتهجير أكثر من خمسة وأربعين ألفًا للسودان بلامأوي ولا رحمة. 
هناك في شرق السودان تقتلع جرافات أشجار السنط أو "الأكاسيا"، لبناء عدد أكبر من الأكواخ وتوفير الحطب من أجل الوقود في مخيم أم راكوبة للاجئي إقليم تيجراي الإثيوبيين الذين فرّوا من النزاع في بلادهم، واحتاجت إدارة المخيم إلى ساعة واحدة لتسوية مساحة خمسين مترًا من الأشجار، مستخدمة اثنتين من آلات التقطيع، ليقوم اللاجئون بالتقاطها على الفور ليبنوا الأكواخ. 
واستمرت مطاردة آبي أحمد لما أسماهم الفارين من تلجراي إلى السودان، ووفق ما أكد المتحدث الرسمي للجيش السوداني عامر الحسن: قامت الميليشيات الإثيوبية بإسناد من الجيش الإثيوبي درجت على تكرار الاعتداء على الأراضي والموارد السودانية"، مؤكدًا أن الخرطوم "تمد حبال الصبر في إكمال العملية التفاوضية الرامية إلى وضع حد لهذه الأعمال العدائية والإجرامية".
كانت المنطقة الحدودية السودانية- الإثيوبية قد شهدت فصلًا جديدا من التوترات إثر هجوم من قوات وميليشيات إثيوبيا على قوات الجيش السوداني في منطقة جبل أبوطيور السودانية، وتزامن الهجوم مع اشتباكات في إقليم تيجراي الإثيوبي بين القوات الحكومة الفيدرالية والقوات الإقليمية، والتي تهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية.
أعلن الجيش السوداني في بيان يوم في أوائل ديسمبر أن قوات وميليشيات سودانية نصبت كمينا لجنود سودانيين كانوا عائدين من تمشيط المنطقة المسلحة حول جبل أبوطيور داخل الحدود السودانية، ما أدى لوقوع خسائر في الأرواح والمعدات.
لم يحدد الجيش السوداني في بيانه عدد القتلى والإصابات في صفوف قواته، بيد أن وسائل إعلام سودانية أفادت بمقتل أربعة جنود وإصابة 12 آخرين.
الهجوم دفع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، إلى الذهاب إلى المنطقة الحدودية، في إشارة إلى تصاعد التوترات وخطورة الوضع وهشاشته.
ونتاج لتلك المعارك والمؤشرات التي تنبأ بالخطر جرى أوائل نوفمبر الماضي لقاءات مصرية لبحث مخاطر الموقف على الأرض، في حالة من التوافق حول ضرورة الإسراع بتطوير مجالات التعاون بما يعزز قدرات الجانبين على مواجهة التحديات لأمنهما القومي ومصالحهما المشتركة.
يعزز هذا التصعيد خارج تيجراي مخاوف من تحول الحرب إلى نزاع لا يمكن السيطرة عليه في إثيوبيا ويزعزع استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها. 
وقالت سانيا سوري، الخبيرة في شئون شرق أفريقيا في وحدة المعلومات الاقتصادية، إنه علاوة على الخسائر "الكبيرة" في الأرواح، فإن هذا النزاع "سيؤدي إلى موجة من الهجرة والنزوح الداخلي قد تشكل خطرًا على استقرار المنطقة"، ولفتت المفوضية السامية لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة إلى أنها تتوقع فرار عدد كبير من اللاجئين إلى السودان المجاور.
وفي المقابل يخشي مراقبون وخبراء من استثمار بعض القوى الخارجية للأزمة الإثيوبية والعمل على تكريسها، وإشاعة المزيد من الفوضى في المنطقة، والتي أدت في الصومال إلى دخول متغيرات أثرت على التوازنات التقليدية، ووجدت بعض القوى فرصة في تعميم الانفلات لخدمة مصالحها".
وأشاروا إلى أن مصر تخوض حربا ضارية ضد الإرهاب في الداخل، وترى أن نكبتها في روافده الخارجية، من ليبيا إلى السودان، ومصر غير مستعدة لأن يتحول نفوذ هؤلاء إلى إثيوبيا، مع استمرار تفكك الصومال.