ما بين مؤيد ومعارض لفكرة أن فيروس كوفيد ١٩ هو بداية لمجموعة من الفيروسات المُخلقة في المعمل أم أنه مجرد فيروس مثله مثل أي وباء يصيب الارض إلا أن التقنيات الحديثة المتمثلة في مراكز تحليل البيانات الضخمة جعلت كوكب الارض أكثر استعدادا وجهازية لأي نوع من تلك الفيروسات.
ويظهر جليا أحد الفروق الجوهرية بين الوباء الذي هاجم العالم قبل مائة عام وسمي بـ"الإنفلونزا الإسبانية"، وما يواجهه العالم منذ بداية العام 2020 مع فيروس كورونا المستجد، هو كم البيانات الضخمة التي تندفع من التقارير الرسمية، والدراسات العلمية المرتبطة بعلوم الفيروسات والأوبئة بشكل عام، فكان لها أكبر الاثر في مواجهة الفيروس وكذلك استطاعت التكنولوجيا ان توفر خدمات التسوق الإلكتروني فكانت بمثابة طوق النجاه للحفاظ على عملية الإنتاج والتصنيع والبيع والشراء.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في نشر وسائل التوعية ضد الفيروس ، بل نستطيع أن نجزم بأنها كانت أسرع وسيلة لنقل البيانات والمعلومات والأماكن الشاغرة في المستشفيات وأماكن توافر الدواء وغيرها من طرق الإغاثة والاستغاثة.
وفي أعقاب فرض القيود الاجتماعية الموضوعة للمساعدة في إدارة تهديد COVID-19 ، أصبح النطاق العريض للأجهزة المحمولة والاتصالات اللاسلكية الثابتة وتطبيقات الأجهزة المحمولة هي الأدوات الرئيسية للمليارات من البشر.
فقد عمل مشغلو الهاتف المحمول عن كثب مع الحكومات لدعم إدارة الأزمة من خلال توفير خدمات الهاتف للجمهور بشكل أكثر سلاسة وتفعيل واتاحة المزيد من الخدمات الحكومية من خلال الهاتف .
وتقوم الحكومات بتوفير موارد الطيف ، أو الترددات ، في أوقات الأزمات لتمكن الشركات الموفرة للخدمات المحمول من تقديم خدمات بمستوى أكثر احترافية وتساعد هذه الموارد في تحسين البنية التحتية لشبكة الهاتف المعلوماتية.
وأخيراً بدا واضحا أن التكنولوجيا أصبحت هي حائط السد الأول الذي تعتمد عليه الدول لمواجهة الفيروسات والأوبئة وأصبح الاستثمار في مجالات تكنولوجيا المعلومات ليس فقط من أجل توطين التكنولوجيا أو توفير الخدمات المعلوماتية المتنقلة او اكتشاف اختراعات حديثة ولكن أصبحت ضرورة لبقاء الانسان وتوفير احتياجاته وحمايته والحفاظ على الصحة.
** دكتور تكنولوجي.. اصطلاح جديد ننفرد به ونعلن عنه ونطالب بشدة بتطبيقه فالمستقبل يشير إلى أهمية الإعتماد على التكنولوجيا سواء في الوقاية أو تحليل البيانات ومعرفة البؤر المصابة أو في الكشف والتشخيص ، فنحن نعيش في عصر انتشار الأوبئة ولابد من ان يتم التوسع في تقنيات الكشف على المرضى عن بعد ، لمنع التكدس في المستشفيات ولزيادة معدلات الوقاية والأمان للأطباء وكذلك تقليل فرص انتقال الفيروس.