وافقت هيئة الدواء المصرية، مساء أمس، على الترخيص بالاستخدام الطارئ للقاح "سينوفارم" الصيني، بحسب ما أعلنته وزيرة الصحة هالة زايد.
وأوضحت الوزيرة أنه أجريت اختبارات على أولى الشحنات الواردة من العقار الصيني من خلال 4 أنواع من التحاليل عبر هيئة الدواء، وقالت إن جميع تلك التجارب والتحاليل أثبتت سلامة تداوله. ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلان الشركة الصينية أن التجارب النهائية على اللقاح أثبتت فعاليته بنسبة 79%.
وأضافت الوزيرة، أن من المتوقع البدء في التطعيم بلقاح كورونا خلال الأسبوع الثاني أو الثالث من يناير. وكان من المقرر أن تبدأ مصر في التطعيم باللقاح قبل نهاية عام 2020، إلا أن الوزيرة أقرت بوجود تحديات أدت إلى تأخر ذلك.
في غضون ذلك، تواصل أعداد الإصابة اليومية بالفيروس ارتفاعها في مصر، إذ زادت بأكثر من الضعف على مدى الأسبوعين الماضيين، كما قفزت لأعلى مستوياتها عند 1.418 حالة أوائل العام الجديد. وأعلنت وزارة الصحة في بيان لها أمس تسجيل 1.407 إصابة و54 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات المسجلة إلى 140.878 حالة، من بينها 7.741 حالة وفاة، و113.480 حالة تعافت تمامًا، وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي.
من ناحية أخرى، تُكثف الحكومة من جهودها لتسريع عملية تأمين لقاح "سينوفارم". وشهدت وزيرة الصحة والسفير الصيني بالقاهرة الأسبوع الماضي توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة جائحة "كوفيد-19" خاصة فيما يتعلق بتوفير اللقاحات، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة.
ومن المتوقع أن تبدأ شركة أسترازينيكا في توريد لقاحاتها لمصر خلال الأسبوع الثالث أو الرابع من الشهر الجاري، وفقا لما قالته وزيرة الصحة. وكانت بريطانيا وافقت الأسبوع الماضي على البدء في استخدام لقاح أسترازينيكا والذي يجري تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد، وقالت إن الجرعات الأولى باتت متوفرة بالمستشفيات أمس، كما وافقت الهند بعد ذلك بأيام على استخدام اللقاح.
وأشارت وزيرة الصحة هالة زايد إلى أن الحكومة تعاقدت الحكومة مع عدة شركات لتأمين 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا والتي ستكون كافية لعدد 50 مليون مواطن، مضيفة أن تلك الجرعات تتضمن 40 مليون جرعة من لقاح "سينوفارم" الصيني و40 مليون جرعة من التحالف العالمي لإنتاج الأمصال واللقاحات (جافي)، و20 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا.
وأوضحت الوزيرة، أن لقاح كورونا لن يكون مجاني، وأن صندوق تحيا مصر سيتحمل التكلفة المالية للقاحات عن الأشخاص غير القادرين، كما أنها ستكون مرتبطة ببرنامج تكافل وكرامة.
وكان بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أشار إلى أنه بناء على توجيهات الرئيس السيسي، سيقوم الصندوق بدعم توفير اللقاحات للفئات المستحقة ذات الأولوية المتقدمة، خاصة من الكوادر الطبية، والحالات الحرجة والمزمنة، والحالات المصابة وكبار السن.
وأشاد الدكتور أسامة عبد الحي، أمين عام نقابة أطباء مصر، بـ"لقاح سينوفارم" المضاد لفيروس كورونا، وأنه آمن وفعال، مضيفًا أنه يميل لاستخدام اللقاح الصيني، لأنه يستخدم التكنولوجيا التقليدية المُتعارف عليها في صنع اللقاح، وهي أن يكون اللقاح عبارة عن فيروس مقتول أو فيروس مضاعف ويتم حقنه في جسم الإنسان لاستفزاز جهاز المناعة، وذلك على غرار اللقاحات المستخدمة منذ سنوات مثل لقاح الأنفلونزا ولقاح شلل الأطفال وغيره.
وقال، إن اللقاحات الأخرى التي تم تصنيعها وفقا للتكنولوجيا الحديثة من خلال العمل على الحمض النووي، هناك شكوك حول درجة أمانها على المدى البعيد، متابعًا أنه اللقاح الصيني لا توجد صعوبات لوجستية في استخدامه، وبالتالي استعماله أسهل من اللقاحات الأخرى.
وأوضح أن استخدام اللقاح الصيني لايرتبط بفترة من تاريخ تصنيعه، ولا يحتاج إلى تخزينه في 70 درجة تحت الصفر مثلا، بعكس اللقاحات المصنعة وفقا للتكنولوجيا الحديثة التي يحتاج بعضها إلى تخزينه عند 30 درجة تحت الصفر، والبعض الآخر 70 درجة تحت الصفر، وهذا أمر صعب جدا توفيره في مصر.
