نجد في عيد الميلاد ثلاثيات عديدة تشير كلها إلى الإيمان بالثالوث القدوس وهي:
ثلاثة أقسام للأنساب:
عندما تطالع افتتاحية الإصحاح الأول فى الإنجيل المقدس لمعلمنا متى الرسـول تجـده يذكـر سلسلة الأنساب للرب يسوع بالجسد فى ثلاثة أقسام متتابعة.
"... جميع الأجيال من إبراهيم إلى داود عشر جيل ومن داود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلاً ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً" (مت 17:1). أي ثلاثة أقسام:
ثلاثة نساء فى الأنساب :
معروف أن النسب دائماً من ناحية الرجل ولكننا لدهستنا نجد ثلاثة أسماء لنساء عبر سلسلة الأنساب وهن :
أ - ثامار : (مت 3:1) وهو إسم عبرى معناه "نخلة" وقد صارت أما لفارص وذكرت فى نسل المسيح حسب الجسد بدون أية إشارة شائنة أنها كانت خاطئة.
ب- راحاب : (مت 5:1) وهو إسم عبرى معناه "متسع" وهى امرأة زانية من مدينة أريحا أضافت الجاسوسين اللذين أرسلهما يشوع بن نون وقد تزوجت من سلمون من سبط يهوذا فصارت ضمن سلسلة نسب الملك داود وبالتالى نسب يسوع.
ج- راعوث : (مت 5:1) وهو اسم موأبى معناه "جميلة" ولها سفر باسمها فى العهد القديم وصارت مثالاً للوفاء وقد تزوجت من بوعز وبهذا صارت ضمن سلسلة نسب داود النبى والرب يسوع.
ثلاثة مقاطع فى بشارة الملاك :
عندما استوضحت العذراء مريم من الملاك جبرائيل البشارة التى حملها إليها قائلة فكيف يكون هذا؟ وأنا لست أعرف رجىً أجابها بإجابة ثلاثية واضحة للثالوث قائلاً: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك، القدوس المولود منك يدعى إبن الله" (لو 34:1،35). أليس هذا دليلاً يوضح عمل الثالوث القدوس فى قصة الميلاد الإلهى.
ثلاثة جماعات فى حدث الميلاد:
أ- رعاة البادية والذين كانوا يحرسون حراسات الليل وقد كانوا أول من نالوا البشارة العظيمة من الملاك عندما قال لهم:
"لا تخافوا... فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب..." (لو 10:2).
ب- ملائكة السماء التى أنشدت أنشودة الميلاد الرائعة عندما ظهروا فى ليلة الميلاد وفى سكون الليل أمام الرعاة (لو 13:2).
ج- مجوس المشرق الذين أتوا من بلاد بعيدة شرقاً بعدما أرشدهم النجم السماوى العجيب نحو أورشليم ثم إلى بيت لحم (مت 11:2).
ثلاثة مقاطع فى تسبحة الملائكة :
الملائكة ظهرت وقت الميلاد فى صورة جمهور من الجند السماوى مسبحين الله تسبحة ثلاثية المقاطع قائلين:
- المجد لله فى الأعالى - وعلى الأرض السلام - وبالناس المسرة "الفرح" (لو 12:2،14).
ثلاثة شيوخ قديسون فى أحداث الميلاد :
فأولاً: نقرأ عن زكريا الكاهن البار (لو 5:1،7) وهو فى زمن الشيخوخة يتلقى بشرى بأن يكون له إبن قديس هو يوحنا المعمدان الملاك المهئ للطريق أمام المسيح. ثم نقرأ عن يوسف النجار خادم سر التجسد الإلهى، وخطيب ورفيق أمنا العذراء مريم فى كل أحداث الميلاد (مت 18:1،23). وأخيراً نقرأ عن سمعان الشيخ الذى حمل المسيح طفلاً على يديه بينما كان عمره يتجاوز ثلاثمائة سنة (لو 25:2،35).
ثلاثة قديسات فى أحداث الميلاد:
- أولاً: القديسة اليصابات زوجة زكريا الكاهن وهى تمثل المرأة فى حالة الزواج (لو 24:1).
- ثانياً: القديسة مريم العذراء والدة الإلهة وهى تمثل المرأة فى حالة البتولية (لو 27:1).
- ثالثاً: القديسة حنة النبية التى لم تفارق الهيكل منذ ترملها وهى تمثل المرأة فى حالة الترمل (لو 37:2).
ثلاثة هدايا للمسيح طفلاً :
وهى التى قدمها مجوس المشرق لوليد المذود (مت 11:2) وكانت هدايا تحمل رموز عميقة فـى معانيها.
- أولاً: الذهب رمز إلى ملكوت المسيح الملك.
- ثانياً: اللبان رمز إلى كهنوت المسيح الكاهن.
- ثالثاً: المر رمز إلى الآم المسيح المتألم "المصلوب".
ثلاثة مواضع جرت فيها أحداث الميلاد :
أ- فى بيت لحم ومعنى الإسم "بيت الخبز" وهى قرية صغيرة جنوب أورشليم بحنو ستة أميال وفيها ولد المسيح حسب النبوات (مى 2:5، مت 5:2).
ب- فى مصر حيث هربت العائلة المقدسة حسب النبوات وجالت فى مواضع عديدة منها مما جعلها أرضاً مقدسة وهى الدولة الوحيدة التى زارها السيد المسيح وعاش فيها غير مسقط رأسه فى فلسطين.
ج- فى الناصرة وهو اسم عبرى معناه "الغصن" وهى مدينة فى الجزء الشمالى لفلسطين وهى مسقط رأس يوسف النجار ومريم العذراء (لو 39:2) وفيها نشأ السيد المسيح حتى الثلاثين سنة الأولى فى حياته بالجسد (لو 23:3).
ثلاثة عجائب صاحبت الميلاد العجيب :
أ- نجم تحرك ومعروف أن الكواكب هى التى تدور حول نجمها كالأرض "كوكب" مثلاُ حول الشمس "نجم" وقد أدى هذا النجم مهمته فى قيادة المجوس من موطنهم فى بلاد الفرس إلى القدس ثم بيت لحم ويعتبر بذلك ظاهرة جارفة فوق الطبيعة المألوفة.
ب- عذراء تلد وكما يقول القديس أوغسطينوس عن المسيح أنه "ولد من الآب بدون أم، ومن أم بدون أب" ولذا سموها القديسة العذراء مريم دائمة البتولية لأنها عذراء قبل الميلاد وأثناء الميلاد وبعد الميلاد.
ج- الله يتجسد لأجلى ولأجلك يا صديقى حيث يفتقد الله الإنسان وعن القصد من وراء هذا التجسد أن نعلم أننا محبوبون جداً لدى الله.
