الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

150 عامًا على المسرح المصري.. ايزيس وازوريس والأراجوز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناقش المهرجان القومي للمسرح في دورته الثالثة عشر التي تقام خلال الفترة من 20 ديسمبر 2020 وحتى 4 يناير 2021 برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، خلال المحور الفكري الذي حمل عنوان "150 سنة على المسرح المصري" العديد من الإشكايات التي تواجهه المسرح المصري من خلال فكرة العودة للجذور والاشكال المسرحية التي سبقت ظهور المسرح المصري في شكله المعاصر. 
حيث تحدث العديد من النقاد والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن المسرحي، بدءً من العصور المصرية القديمة وحتى فترات ما قبل عام 1870، وشملت الأبحاث العلمية العديد من الموضوعات ومنها 150 سنة مسرح حيث تحدث الكاتب الكبير ابوالعلا السلاموني حول الظواهر والأشكال المسرحية التي مهدت طريق الآباء، والناقد عبدالغني داود حول الأساطير المؤسسة للحضارة الفرعونية والمسرح الطقوسي الفرعوني إيزيس وإزوريس نموذجا، والدكتور نبيل بهجت حول الأراجوز وخيال الظل..مسرح ما قبل المسرح. 
أما محور "الخصوصية المصرية لأشكال المسرح الشعبي" فتحدث الناقد والكاتب أحمد عبدالرازق أبو العلا حول الإرهاصات الأولي للمسرح الشعبي" والدكتور أسامة أبوطالب حول الظواهر شبه المسرحية، والدكتور نجوى عنوس حول "نحو تاريخ جديد للمسرح المصري الشعبي، وتحت عنوان "من الأغنية إلى المسرح الغنائي " تحدث الدكتور.حسام عطا "المسرحية العربية الحديثة"..البدايات الغنائية والجذور التراثية، والمخرج الموسيقى وليد الشهاوي "التحديات المعاصرة للمسرح الغنائي في مصر" "الإبداع،الإنتاج، الأداء "
وتحت عنوان من التمصير إلى الكوميديا تحدثت الدكتورة يمان عز الدين حول الكوميديا المصرية من التمصير إلى العبور الثقافي، والدكتورة نبيلة حسن تحدثت حول "آليات الكوميديا عند الممثل المصري "، وتحت عنوان "150 سنة ميلودراما" تحدث الدكتورة أسماء بسام حول "الميلودراما ما بين التأسيس والريادة وتجلياتها في الأداء الجسدي"، والدكتور سيد الإمام حول "الميلودراما وتطور البرجوازية المصرية"
وتحدث الناقد الكبير أحمد عبد الرازق ابو العلا عن الارهاصات الأولى عن المسرح الشعبي في مصر، اذ قال:" أن البحث مكون من خمسة أجزاء وأن الجزء الأول منه بدء من حيث يجب أن أنتهى، وانني تعتمد تلك المسألة وذلك من أجل أن أوضح على أن لدينا مسرحا شعبيا بالفعل، له خصائصه وسمات تميزه عن غيره من أنواع المسرح المتعارف عليها والتي نجدها في أعمال توفيق الحكيم ويسري الجندي ورأفت الدوسري ومحمد أبو العلا السلاموني ونجيب سرور وعبد الغني داود وسمير عبد الباقي وشوقي خميس وغيرهم وعدد قليل من الذين جاءوا بعد ذلك. 
مستكملا:" فاذا تتبعنا مفهوم المسرح الشعبي من خلال بعض الكتابات النقدية مثل ما اثاره الدكتور عز الدين اسماعيل عن المسرح الشعبي والذي وضح بعض الاسس والسمات التي يجب ان تتوافق في المسرح الشعبي حيث قال:" إن السمات والخصائص الفنية التي تميز إبداعه، تتشكل تبعا لوعيه وثقافته، ورؤيته التي تحدد الطريقة التي يُعالج بها موضوع مسرحيته الشعبية، فهذا النوع من الكتابة، ليس سهلا بالمرة، ويتطلب أولا وعيا بالمفهوم، الذي ظل لسنوات - وربما حتى اليوم - غير محدد بشكل قاطع، ويتطلب ثانيا: أن يكون الكاتب عالما بالضرورة التي تجعله يذهب إلى عناصر الشعبية، ليجعلها قالبا لمسرحيته، بلا ادعاء، وبشكل لا نستطيع معه أن نتهمه بأنه يقدم عملا لا يضيف إلى المفهوم شيئا جديدا. 
ومن جانبها قدمت الدكتورة نجوى عنوس بانوراما للعروض المسرحية الخاصة ليعقوب صنوع شارحه لبعض اللعبات التياتريه وحوارياته، وكيف كان يعقوب صنوع "أبو نضارة" يستلهم من التراث والف ليلة ويقوم بعمل اسقاط على الواقع السياسي المصري وذلك من خلال مجموعة من الرسومات الخاصة بالعروض المسرحية زمانها استخدامه لطقس الزار وهي لوحة تجسد فيها "الخديوي" وهو يقوم بعمل طقس الزار ومشهد خروج الجن من جسدة، وغيرها من بعض المشاهد التي تؤكد على استلهامه من التراث ومنها استلهمامه ايضا من الحضارة المصرية القديمة مثل مشهد البقرة الموجودة في معبد حنطور، كما اسلتهم صنوع من المسرح الشعبي وشخصياته مثل شخصية الاراجوز. 
واكدت "عنوس' على أن يعقوب صنوع كان مصريا بامتياز ومعتزا بمصريته بل كان يحمل هموم مصر والتى جسدها في أعماله المسرحية بل وهب قلمه للدفاع عن القضية المصرية ضد السيطرة العثمانية والاحتلال الإنجليزي، وهو الذي يتضح من خلال أعماله المسرحية، من خلال اسلهماته من التراث مثل الف ليلة وليلة وطقوس الزار وعروض الأراحوز والقرداتي والحكواتى وعرافة الودع وغيرها، واختتمت عنوس كلمتها بالتأكد على ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري مشيرا إلى أن هناك العديد من الرواد إبراهيم رمزي والذي قدم لنا الترجمات المسرحية ليسجل ريادة جديدة في هذا المجال وقدم ما يسمي بالترجمة الدرامية. مناشدة بضرورة إعادة قراءة أعماله ودراستها 
فيما تسائل المخرج الموسيقى وليد الشهاوى هل المسرح الغنائى الحديث مصرى أم مقتبس؟ وأجاب: في الحقيقة هو مسرح مقتبس من القوالب الأوروبية، فقد أنشأت الأوبرا منذ عام 1600 وظلت تقدم أشكال مختلفة إلى أن وصلت للأوبرا المعاصرة، ولكن الأعمال الغنائية المصرية لا بد أن يقوم بتلحينها فنان مصرى، ولكننا إلى الأن لدينا خلط شديد في معنى الأوبريت والسبب في ذلك هو الإعلام، فإذا عرفنا معنى الأوبريت سنجد أنه عمل موسيقى يتخلله مقاطع درامية ودائما ينسب العمل إلى المؤلف الموسيقى وليس أى شخص أخر فإذا عدنا لأشهر الأوبريتات سنجدها تعرف بإسم مؤلفها الموسيقى. 
وأضاف الشهاوى: هناك العديد من التحديات التى تقف عائقا أمام المسرح الغنائى المصرى تبدأ تلك التحديات بالمادة ففى النصف الأول من القرن الـ20 كان هناك نهضة كبيرة في المسرح الغنائى المصرى ولكن تلك النهضة كانت على أكتاف الفرق الخاصة مثل فرقة منيرة المهدية وسلامة حجازى وسيد درويش وعلى الكسار ونجيب الريحانى ولكن فرقتى نجيب الريحانى هم من حملوا على أكتافهم الأوبريت المصرى، كما كان هناك صناعة خلقت صنعة وخلقت رواج اقتصادى. 
فيما قدم الدكتور أسامة أبو طالب بانوراما عن تاريخ نشأة المسرح الشعبي في مصر حيث قال:" أنا لا أسمى كل ما حدث في المسرح المصري أو ما يطلق عليه المسرح الشعبي، فأنا أطلق عليه "ظواهر شبه مسرحية" "سمى تياتريكاك " وذلك بعيدًا عن المنادين بالقومية، وهذه المداخلة ليس لعامة المثقفين وإنما للمثقفين الذين سيملئون هذا افراغ والإجابة على تلك التساؤلات". 
كما تعرض أبو طالب لبعض التجارب الأولى في نشأة المسرح الروماني، والذي نشأ من خلال الطقوس الدينية، وأنواع المسرح في تلك الفترة، والمسرح المصري القديم "أو ما يطلق عليه المسرح الفرعوني حيث أشار إلى أن إطلاق كلمة فرعوني على المسرح المصري القديم هي كلمة خاطئة إذا أن كلمة "فرعون" كما انزلت في بعض الكتب السماوية" هي تدل على شخص واحد "وهو احد الحكام. 
موضحًا أن المسرح الروماني قد تطور تطورًا عضويًا، دون دخول أي عناصر خارجية، حيث تحول من مجرد أغنية يقوم بأدائها شخص واحد، حتى انضم بعض المؤديين، وتصبح فرقة بعد ذلك، ووصولًا إلى فرقة "سيسينج" والتي قدمت أعمالها فيما بعد في عربة، وهي النموذج الأول لأول ديكور مسرحي، وبدء هذا الشكل في النمو والتطور حتى وصل إلى مرحلة النضوج العقلي والفلسفي. 
كما تحدث أبو طالب حول "ظهور مسرح التعازي" والذي واكب الاحتفال بالحسين والذي بدأ أيضًا من شاعر يقوم بإلقاء الأشعار حول قبر الحسين ليظهر بعد ذلك العديد من الأشعار ويخرج هذا المسرح فيما بعد إلى الشوارع وتطور نفسها بابتكار شخصيات ومنها الكوميدية، إذا وصلت أعداد المسرحيات التي كتبت في التعازي والتشابيه إلى أكثر من 50 عمل مسرحي.