الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس «مار جرجس اليوناني» لـ«البوابة نيوز»: الدير مثال مشرف للعيش المشترك.. مصر تتميز بحرية العبادة للمسيحيين.. وقنوات إعلامية تحاول نقل صورة «غير حقيقية» عن أم الدنيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ذمسكينوس الأزرعي»: نتمنى إدخال مزار بئر العذراء بالدير في مسار العائلة المقدسة
- «كورونا» أثرت على نسب الإقبال والزيارات للدير
- مارجرجس اليونانى من أقدم الأديرة الرومية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط
يعد «دير مارجرجس اليوناني» واحدا من أقدم وأعرق الأديرة الرومية الأرثوذكسية في مصر والشرق الأوسط.. مثال مشرف للعيش المشترك، قنوات إعلامية بين الحين والآخر تحاول نقل صورة «غير واقعية» عن واقع العيش المشترك في هذه البلاد المباركة من أجل إشعال الفتن وإثارة الذعر.. لدينا رجاء وأمنية إدخال مزار بئر السيدة العذراء الكائن في الدير في مسار العائلة المقدسة.. ميلاد السيد المسيح فترة مهمة لدعم الفقراء والمرضى والصلاة من أجل السلام كل العالم.

هكذ جاءت أبرز تصريحات قدس الأرشمندريت الدكتور ذمسكينوس الأزرعي، رئيس دير مارجرجس اليونانى البطريركى للروم الأرثوذكس بمنطقة مصر القديمة، في حواره لـ «البوابة نيوز» بشأن أوضاع الدير والكنيسة في الفترة الحالية، وإليكم نص الحوار..
أكد «الأب ذمسكينوس»، أن الدير يقع في منطقة «بابليون مصر»، وكان موقع «مارجرجس اليوناني» يعد مركزا هاما في العصرين الرومانى والبيزنطي، وله قيمة روحية بسبب مرور وإقامة «العائلة المقدسة» في هذا المكان بعد قدومها إلى مصر وهروبها من فلسطين، موضحًا أن أى مكان يمر به السيد المسيح يعتبر موقع مُقدس، لذلك تعد مصر بالنسبة لمسيحيى العالم بـ«الأرض المقدسة».
وأضاف رئيس الدير، أن هناك أكثر من 25 محطة في مصر لمسار العائلة المقدسة، ووفق التاريخ والتقليد المسيحي، فالعائلة المقدسة عاشت وأكلت وشربت وساعدت البشر وتركت أثر مبارك في «بابليون»، متابعًا أن الملك قسطنيطين الكبير أعلن مرسوم ميلانو والذى أقر فيه حرية الأديان بعد عام 313 ميلادي، وهذا المرسوم يعد نقلة نوعية ومهمة للمسيحية في العالم؛ لأنه أنهى عصر الاضطهاد للمسيحيين في العالم من عبدة الأوثان، ثم بدأت الأديرة تزدهر بعد تأسيس الرهبنة من خلال القديس أنطونيوس وباخوميوس الكبير، وبعدها في حدود القرن الخامس بدأت شعاع الرهبنة في دير مار جرجس اليونانى في مصر القديمة.
وأشار «الأرشمندريت» إلى أن منطقة «بابليون» تحولت من حصن ومقر لإستقبال وإقامة الضباط الرومان ومركز إدارى إلى دير رومى أرثوذكسى بسبب مرور العائلة المقدسة، موضحًا أن الدير يعمل منذ أكثر من 15 قرنا بشكل متواصل، ولم تنقطع الحياة الرهبانية داخله، وكان يقدم خدمات إنسانية واجتماعية وتعليمية أخرى بجانب الخدمة الروحية، لافتًا إلى أنه كان لفترة مدرسة ومقر لليتامى والفقراء ومستشفى لمساعدة المرضى، وذلك وفق تاريخ دير «مارجرجس».
وتابع: أن الدير اليوم يقدم دورين أحدهما «روحي» من خلال العبادة والصلاة لأجل المرضى وخاصةً لانتهاء «وباء كورونا»، وآخر «إرشادي» إذ إن قداسة البابا ثيودروس الثاني، بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، أشاد بضرورة اتباع أبناء رعايانا التعليمات الطبية وأوامر الجهات المعنية، وذلك لأننا مدركون بأن المرض واقع في حياة الإنسان، ويبيّن الكتاب المقدس بوجود المرض، وأن السيد المسيح شفى المرض.
واستكمل «ذمسكينوس»، أن جائحة «كورونا» أثرت على نسب الإقبال والزيارات للدير، وذلك بعد صدور تعليمات بشأن تقليل نسبة الحضور بالقداديس لـ 25% كإجراء وقائى لمنع تفشى الفيروس، مؤكدًا أن الكنيسة تدعم كافة قرارات الدولة والتى من شأنها الحفاظ على سلامة أبنائنا.
واستطرد: أن الرعية الأرثوذكسية في مصر تنقسم إلى جزءين، رعية من أصول يونانية، وأبناء ناطقين بالعربية من المصريين أو العرب، والنائب البطريركى الشئون الناطقين باللغة العربية هو نيافة المطران نيقولاس متروبوليت طنطا وتوابعها، مشيرًا إلى أن الكنيسة الرومية تبلغ من العمر ألفى عام، ومؤسسها في مصر القديس مرقس الرسول وهى كنيسة رسولية، موضحًا أن هناك عدة مطرانيات بمصر، منها «ممفيس وتوابعها «بمصر الجديدة- حلوان والزيتون» برئاسة المطران نيقوديموس (النائب البطريركى في القاهرة)، و«طنطا وتوابعها» برئاسة المطران نيقولاوس، و«الإسماعيلية والسويس وتوابعها»، و«بورسعيد ودمياط والمنصورة وتوابعها، إلى جانب كنائس وأدير القاهرة والإسكندرية».


وواصل «الأزرعي»، أن أنشطة الرعية تختلف عن الأديرة، فنشاط الرعية روحى واجتماعي، أما الدير فيقتصر بالأخص على نشاط روحى بإقامة الصلوات بحسب النظام الرهباني، لافتًا إلى أن الكثير من الزوار يكونون من طوائف أخرى وبعضهم من المسلميين، موضحًا أن الذى يأتى إلى الدير يجد صورة مشرفة جدًا في العيش المشترك بمصر، وذلك حينما تجد أشخاصا من الديانات المختلفة يزورون الدير ويدعون الله، كما نجد لوحات رخامية بالمئات في الكنيسة لأشخاص تابعين لطوائف عديدة يشكرون ربهم بمعجزات حصلت لهم في هذا المكان.
ولفت إلى أن هناك زيارات سياحية من مختلف دول العالم خاصةً بعد انتهاء أعمال ترميمه في الكامل قبل ستة سنوات، ولأن هذا الدير شهادة حية على وجود السيد المسيح في هذا المكان، إضافةً إلى أن مصر تعطى حرية العبادة للمسيحيين وجميع الطوائف، ضاربًا مثالا لأحد الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية، حينما أشاد بوجود قوات أمن لحراسة الكنائس.


وتابع رئيس الدير، أن هناك بعض الجهات الإعلامية تهدف لنقل صورة «غير واقعية» للعالم عن الأوضاع الكنسية بمصر؛ بهدف إثارة القلق والذعر بين الأقباط وإشعال الفتن الطائفية، ولكن الإنسان يجب أن يكون حكيما في إدراك الواقع أى «النحل الذى ينتقى الورد الصالح ليأخذ منه».
وأوضح: أن القديس «مارجرجس» كان جنديا وضابطا في الجيش الروماني، وجاء إلى مصر في القرن الثالث وأعلن إيمانه بالله في «بابليون مصر» وذلك بعدما اكتشف أن الأوثان لا يمكن أن تكون آلهة، وتم سجنه في حصن «بابليون» لفترة ثم أطلق سراحه وعاد لفلسطين، ولذلك جاءت تسمية الدير بهذا الاسم، بحسب تاريخ الكنيسة الرومية الأرثوذكسية.
وأشار «الأرشمندريت» إلى أن الكنيسة تقدمت بطلب للجهات المختصة لدخول بئر السيدة العذراء الكائن بالدير إلى مسار العائلة المقدسة قبل قرابة أسبوعين، مشيدًا بجهود الدولة المتمثلة في وزارة الآثار والسياحة؛ لإحياء هذا الموضوع كمسار هام للسياحة، فالعائلة المقدسة شربت من هذا البئر، متوقعًا قدوم لجان للمعاينة خلال الفترة المقبلة؛ لدخول البئر هذا المسار.
وأضاف: أن ميلاد المسيح بالنسبة للمسيحيين هو حالة روحية يعيشها الإنسان، فهو ميلاد إيمانى يمثل الرجاء والفرح والسلام، والجانب الروحى أيضًا يشمل في العيد إقامة القداديس في جميع الكنائس، أما المظهر الاحتفالى فيتضمن تزيين المغارة، وهى رمز لمغارة «بيت لحم»، والتى وُلد بها السيد المسيح، بجانب تزيين شجرة «الكريسماس»؛ لإدخال البهجة لقلوب الجميع.
واختتم: أن الكنيسة تدعو لنا في هذه الفترة لميلاد إنساني، ومثلما يشير قداسة البطريرك «ثيودروس الثاني» إلى ثلاث نقاط مهمة لا بد أن نتذكرها، بأن هناك ثلاثة أشواك في جبين السيد المسيح، فهو رمز لألم في قلب وضمير الكنيسة، فالشوكة الأول هى الفقر، ومن الصعب القضاء على الظاهرة ولكن يجب أن نشعر بالفقراء ومساعدتهم بشتى الطرق، والشوكة الثانية هى المرض، فيجب أن نشعر بالمرضى، وأن نقدم لهم المساعدة والدعم، بالتزامن مع «كورونا»، أما الشوكة الثالث تشمل وجود الحروب والنزاعات، لذلك فأن ميلاد المسيح فترة مهمة لنعيش هذا الحدث روحيًا وأن نصلى لدعم الفقراء والمرض وجميع المبادرات من أجل السلام في العالم.