الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد رضا.. عمدة الكوميديا

الفنان محمد رضا
الفنان محمد رضا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم قبل 99 عامًا، ولد أشهر معلم في تاريخ السينما المصرية، ذلك الشاب الذي أطلق لخياله العنان، تاركا تراب الميري، وانطلق نحو حلم تمناه منذ صغره، حلم التمثيل والوقوف أمام الكاميرا رغبة في الوصول إلى لقب فتى الشاشة، ولكن بمرور الوقت اشتهر بدور آخر لازمه طوال مشواره الفني. 
المعلم هو اللقب الأكثر قربًا لقلب الراحل الفنان الكبير محمد رضا، الذي ولد 20 ديسمبر 1921 في قرية "الحمرا" بأسيوط، وهي المحافظة التي كان يعيش بها والده بحكم عمله كموظف في هيئة السكك الحديدية، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى محافظة السويس والتي عاش بها فترة طفولته وقسطا كبيرا من شبابه، حيث تلقى تعليمه ثم التحق بالعمل كمهندس بترول في إحدى الشركات الشهيرة وقتها. 
اشتهر "رضا" بأداء شخصية المعلم الشعبي بطريقة كوميدية لم يستطع أحد منافسته فيها، حيث تميز بخفة الظل وصدق وبساطة الأداء، تتلمذ في بدايته على يدي يوسف وهبي وزكي طليمات. 
التحق محمد رضا، بعد تخرجه فى معهد الفنون المسرحية بفرقة "المسرح الحر"، ليقدم معهم مجموعة من المسرحيات، إلى جانب تقديمه عدد من الأدوار الثانوية على شاشة السينما، قدم خلالها أدوار "الطبيب، وكيل النيابة والضابط"، وانتظر أن تُسند له أدوار فتى الشاشة الأول، لكن ما جاءه حول مشواره الفني لاتجاه آخر، حيث عرض عليه دور المعلم كرشة في مسرحية زقاق المدق، فاختاره المخرج كمال ياسين لأداء هذا الدور، ورغم استغراب البعض من الاختيار إلا أن كمال أصر على اختياره للدرجة التي جعلته يأمر بصنع كرش صناعي يرتديه رضا، وهو ما جعل رضا يأخذ الأمر كتحد، ليثبت أن الممثل قادر على تقديم أي دور، ولعل نجاحه في هذا الدور جعل مؤلف النص الأديب نجيب محفوظ يشيد بأدائه، وقال له "أنت عملت المعلم كرشة زي ما تخيلته بالضبط"، وبعد نجاحه في المسرحية اختاره الفنان فريد شوقي، ليقدم دور المعلم في مسرحية أخرى، فالتصقت به هذه الشخصية، وبعدها قدم سلسلة كبيرة من الأعمال السينمائية غلب على معظم الشخصيات التي قدمها صبغة شخصية "المعلم" وصديق البطل وابن الحارة. 
اشتهر أيضًا بحبه لنادي الزمالك، وذكر رضا في حوار تليفزيوني بعض المواقف الكوميدية التي حدثت بينه وبين الفنان صلاح السعدني المعروف بتشجيعه للنادي الأهلي قائلا "مرة اتغلبنا وكنت متراهن أنا وصلاح السعدني على أن لازم تكون عندنا شجاعة أدبية". 
وأضاف أنه دخل في رهان مع صلاح السعدني على فوز الزمالك في أحد لقاءات القمة، وعندما انتهت المباراة أحضر قطعة قماش حمراء من منزله ولفها حول جسده، وذهب للقاء صديق له وصلاح السعدني، واندهش أصدقاؤه من الموقف، فرد قائلا، "جايب كفني على كتفي". 
واشتهر الفنان محمد رضا بخفة دمه المعتادة في حياته الشخصية وليس في التمثيل فقط، وغادر الحياة عن عمر ناهز 74 عاما في 21 فبراير عام 1995، بعدما قدم العديد من الأعمال الفنية الناجحة.