الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تنتهي في الـ24 من يناير المقبل.. كيف يعيش الأقباط أيام "صوم الميلاد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدخل الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية في الصوم الاربعيني اعتبارا من الخامس عشر من شهر ديسمبر الجاري، وحتى الرابع والعشرون من شهر يناير المقبل 2021، حيث يسمح بالمآكولات البحرية كل أيام الأسبوع ما عدا يومي الأربعاء والجمعة من هذا اليوم حتى عيد القديس اسبيريدون في 12 ديسمبر وتصبح قطاعة شاملة ابتداء من 13 / 12 وحتى يوم الميلاد المجيد.

تاريخه

حددت هذه المدة بقرار من المجمع المنعقد في القسطنطينية سنة 1166 باربعين يوما بعدما كان يمارس مدة سبعة أيام وفي بعض المناطق سبعة اسابيع.

مما لا شك فيه ان ممارسة الصوم وجدت في حياة الشعوب القديمة كوسيلة للسمو الروحي والترفع عن الدنيويات والملذات الجسدية، هكذا وُضع نهائيًا ترتيب الصّوم الأربعيني قبل ميلاد الرّب يسوع. وعلى غرار الصّوم الكبير لا تتغيّر الخدم الكنسية في فترة الصّوم الميلاديّ، فالآحاد هي آحاد ما بعد العنصرة وليس هناك ترتيب خاص.

أهمية صوم الميلاد

إنّ هذا الصوم ملزم لمن وعى التزامه وكان قادرًا، جسديًّا على ممارسته، فقبول الأصوام، في المسيحيّة، ليس استنسابيًّا. هذا يعطينا أن نعي أهمّيّة ارتباطنا بالأبرار الذين سبقونا وببرّهم، وأيضًا يعطينا أن نختبر أنّنا معًا فقراء إلى الله ومشدودون إلى ميلاده المجيد الذي نرجو حدوثه في قلوبنا.


بالإضافة إلى بعض الأيام المتفرقة التي نعفّ فيها عن أكل الزفَرَيْن (اللحوم واللالبان ) وهي يوما الأربعاء والجمعة من كل اسبوع (باستثناء الاسبوعين اللذين يليان الفصح والعنصرة، وما بين عيد الميلاد وبرامون الظهور الإلهي، والاسبوع الذي يلي احد الفريسي والعشار)، عيد رفع الصليب الكريم (14 ايلول)، ذكرى قطع رأس السابق يوحنا المعمدان(29 أغسطس ).

وكأن هذه الأصوام مجتمعة تشير إلى طبيعة الكنيسة الأرثوذكسية التي تتطلع إلى الإنسان بكلّيته نفسا وجسد، إنها صائمة في العالم وعنه وشاهدة لملكوت الله الذي ليس هو "طعاما وشرابا" وقداستِهِ الآن وهنا.

قلة من المسيحيين اليوم هم الذين يرتضون الصوم نمطَ حياةٍ، هي واحدة من الإشكالات العديدة التي قد لا يُبَرّأ احد إن وقع فيه، والتي تبريره، في أغلب الاحيان، دليل برودة في الالتزام أو تغرُّب كبير. اول ما يلفتنا في العظة على الجبل (متى، الإصحاحات 5، 6، 7) هو تعليمُ الرب المركَّز وتحذيرُهُ الكنيسة الفتيّة من السقوط في الوثنية المتمثلة في محبة المال والطعام واللباس، مما جعل أن يكون شرط تبعيّة المسيح هو ترك "كل شيء" في هذا العالم، وابن الإنسان "ليس له موضع يسند اليه رأسه"، فإن من شاء أن يكون مع المسيح اختار المسيح ومشيئته حياتَهُ كلها.

يرتضي بعض الناس صوم الفصح، أو قسما منه، لأنه يحملهم على تذكُّر السيد الذي تألم ومات عن، ويصومون هم لأنهم يريدون أن يعبّروا بطريقة الجوع – الذي هو صورة عن الموت – عن مشاركتهم في هذا الألم، وقد يكون سببُ تجاهلم الأصوام الاخرى تجاهلا تام، على الغالب، اعتقادهم بأنها غير مرتبطة بهذا الحدث. واذا تركنا الطاهرين على حدة يمكننا القول – من دون أن ندين احدا – إن الناس تجنبا لوخز الضمير يلتزمون بأحد الأصوام أو ببعض أيام منه. نعم، الكثيرون يصومون رغبة بالتألم، والصوم فرح وحرية. هو فرح إن استطت أن تقبله كمرقاة إلى الآب أو ك"خلوة"، كما يقول السيد في العظة على الجبل "امّا انت متى صمت...لا تظهرْ للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء" (متى 6: 17 و18). ففي هذا الخفاء يراك الرب في جواره، انت تصعد أو هو ينزل لا فرق، حضوره معك هو كل الفرح. والصوم حرية، لانه يعتق الذين يتقبّلونه من شهوة الجسد. فلنلاحظ، ليس الصائم هو عبدا للجسد بل المكبَّل بشهوة الطعام هو العبد، الصائم حرّ طليق يعلو عمّا هو ارضيّ لا كرها به بل حبا بالوصية وطاعةٌ لها. وهذا عينه ما اعتنى أن يقوله أدبنا النسكيّ عندما وصف الصلاة والصوم بالجناحَيْن اللذين يساعدان المؤمن في التحليق والارتفاع إلى الله.

الترتيب القانوني لصوم الميلاد

تمتدّ فترة صوم الميلاد من 15 أكتوبر (اليوم التالي لعيد الرّسول فيليبّس) إلى ديسمبر

خلال هذه الفترة، يُتناول الطعام من دون زيت أيام الاثنين والأربعاء والجمعة. يُسمح بالسّمك في الأيام الأخرى.

في التقليد، يُسمح بأكل السّمك في الفترة الممتدة بين 15 نوفمبر حتى عيد القدّيس سبيريدون في 12 ديسمبر

يكون الصّوم صارمًا ليلة عيد الميلاد أي في 24 ديسمبر إلا إذا وقع ليلة سبت أو أحد، حيث يُسمح بالزّيت والمأكولات البحرية ولكن ليس بالسّمك. ويوم عيد الميلاد، يُسمح بجميع المأكولات بغض النّظر في أي يوم يقع العيد. وهناك فترة فسحة لمدة أسبوع بعد عيد ميلاد يسوع، يُسمح خلالها بجميع المآكل.

هناك تقليد آخر يسمح بأكل السّمك لغاية 17 ديسمبر عيد النّبيّ دانيال والفتية الثلاثة، إذ في تقليد قديم كان يمتد صوم الميلاد سبعة أيام من 18 لغاية 24 ديسمبر فقط. كما وأن هناك أيضًا تقليد آخر معروف، يسمح بأكل السّمك فقط في السّبوت والآحاد. وهو ترتيب أكثر صرامة يتبع التيبيكون الرّهبانيّ ولم يعمّم على نطاق واسع.

يوم بارامون عيد الميلاد أي يوم 24 ديسمبر يكون يوم صوم انقطاعي. لقد عُرف هذان التقليدان في الكنيسة الأرثوذكسية بمثابة ”تقليد غير مكتوب“، وتُرك للأب الرّوحي وراعي الكنيسة القرار في ترتيب الصّوم لأبنائه ورعيّته بحيث تكون صرامة الصّوم على قدر طاقة المؤمن الرّوحية والجسدية.


يذكر إن كان يوم البارامون يوم سبت أو أحد لا يكون الصوم انقطاعي فهنالك كنائس تصوم على التقويم الشرقي القديم ومنها روسيا وأورشلم يبقى الحال على ما هو ويتم تحويل كل توقيت للشرقي بإضافة 13 يوم على التواريخ المدونة

وفي بعض الكنائس الأرثوذكسية تم وضع الترتيب التالي: يسمح بالسمك في جميع الأيام ما عدا الأربعاء والجمعة باستثناء الأسبوع الأول والأخير لصوم الميلاد ففي هذين الأسبوعين يمنع أكل السمك.

وإذا وقع أحد أعياد القديسين التالية أسماؤهم في يوم أربعاء أو جمعة خلال فترة صوم الميلاد، حينئذ يسمح فيهما بتناول الزيت، وهم:

١٦ تشرين الثاني - عيد القديس الرسول متى الإنجيلي.

٢٥ تشرين الثاني - عيد القديسة الشهيدة كاترينا.

٣٠ تشرين الثاني - عيد القديس اندراوس الرسول.

٤ ديسمبر عيد الشهيدة بربارة والقديس يوحنا الدمشقي.

٥ ديسمبر - عيد القديس سابا المتقدس.

٦ ديسمبر - عيد القديس نيقولاوس العجائبي.

٩ ديسمبر - عيد حبل القديسة حنة بالعذراء مريم.

١٢ ديسمبر - القديس سبيريدون العجائبي.

١٥ ديسمبر - القديس الشهيد الفثيريوس.

٢٠ أكتوبر عيد القديس الشهيد اغناطيوس الانطاكي.

وفي الكنيسة الملكية الكاثوليكية قانون متبعان لصوم الميلاد المقدس وهما:

القانون القديم أي صوم الأربعين يوما والذي يبدأ من 15 أكتوبر ويستمر حتى عيد الميلاد
القانون الجديد أي صوم ال 15 يوما والذي يبدأ في 10 ديسمبر وحتى عيد الميلاد وهو قانون مخفف للمؤمنين

ويقول القدّيس سمعان التيسالونيكي:إنّ صوم الميلاد الأربعينيّ يرمز إلى صوم موسى، الّذي صام أربعين يومًا وأربعين ليلة ليتلقى وصايا الله المكتوبة على ألواحٍ حجرية.

ونحن بصومنا أربعين يومًا نتأمّل ونتلقى من العذراء الكلمة الحيّ، الغير المكتوب على حجارة، بل مولودًا، متجسدًا، الّذي نتناول جسده المقدس“.