الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير مار يعقوب الأقدم في لبنان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد دير مار يعقوب في إهدن من أقدم الأديرة في لبنان وأشهرها في التاريخ الديني. يقع الدير في الجهّة الشرقية القبلية من إهدن في سفح صخر عال محجوب عن الأنظار حتى إنّ الذاهب إليه لا يشاهده إلاّ عندما يصبح على بضع خطوات منه. ومن آثاره الباقية إلى يومنا هذا كنيسة قديمة انهارت شتاء سنة ١٩٧٦ إثر عاصفة ثلجيّة.
تاريخ الأزمنة
يخبرنا البطريرك إسطفان الدويهي عنه في كتابه "تاريخ الأزمنة" بأنّ سنة ١٤٧٠ هاجر القس يعقوب ورفاقه الحبشة وترّهبوا في دير مار يعقوب. ولذلك لقّب الدير بدير الأحباش نسبة إليهم. وفي سنة ١٤٨٨، قام الموارنة الإهدنيون بطرد الأحباش اليعاقبة من إهدن عندما اكتشفوا عدم تطابق إيمانهم مع إيمان الكنيسة الكاثوليكية.
وسكن هذا الدير بعض أساقفة إهدن المشهورين وكهنتها وعلى رأسهم البطريرك سركيس الرزي والبطريرك جرجس عميرة الإهدني. وفي سنة ١٦٣٢، عاش فيه رهبان السيكولنتية القادمون من الغرب. وتشير بعض المراجع التاريخية إلى أنّ هذا الدير سكنه أيضًا الحبيس الفرنسي فرانسوا دي شاستويل لمدّة ٢٢ سنة قبل أن يستقرّ في يدر مار سركيس رأس النهر. وفي أواخر سنة ١٦٥٧، أقام فيه البطريرك إسطفانوس الدويهي لمدّة خمس سنوات بعد سيامته كاهنًا. فرمّمه بعد أن كان خرابًا وأنشأ فيه مدرسة لتعليم الأولاد مفضّلاً مدرسة القرية على جامعات روما ومعاهدها.
وبعد أن انهارت الكنيسة آخر معالم الدير، قام وقف إهدن – زغرتا، بإعادة ترميمها بمساهمة كبيرة كبيرة من السيدة عدبة غصوب فرنجية أرملة المرحوم جو اللحام التي تبرّعت بالتكاليف كاملة، وتم البدء في ترميم الدير في عام ١٩٩٧.
المدافن والآثار 
خلال عمليّات الترميم، تمّ العثور على مدفنين إحداهما يعود إلى المطران جرجس بن مارون الدويهي الذي لعب دورًا كبيرًا على مسرح حياة الأمير فخر الدين المعني الكبير، وآثار غرف وقطع فخارية مكسورة تعود إلى القرون الوسطى (نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع) ممّا دفع وقف إهدن – زغرتا إلى إرسال كتاب إلى مديرية الآثار مطالبًا بإدراج هذا الدير على لائحة المباني الأثريّة في لبنان.
الجدير بالذكر انه بعد طول انتظار، شهدت إهدن تدشين وتكريس دير مار يعقوب صيف ٢٠٠٤ برئاسة المطران سمير مظلوم السامي الاحترام وبحضور المساهمة الكبيرة بترميمه السيدة عدبة غصوب فرنجية اللحام.