يحتفي الأقباط بشهر كيهك، خاصةً تسبيحته المميزة وهو رابع شهر من السنة الطقسية، وأصل تسميته «مأخوذ من الإله كاهاكا إله الخير أو الثور المقدس»، وكاهاكا ربما مشتق من التعبير كا – حر- كا.
أي قرين مع قرين. يقول المثل "كياك صباحك مساك وأنت بتفطر حضر عشاك"، إشارة إلى قصر النهار في هذا الشهر وطول ليله. وعلي حسب القاعدة الفلكية من يوم 17 كيهك يبدأ يزيد النهار دقيقة وثلث ويأخذها من الليل ويصير ليلة يوم 17 كيهك 14 ساعة ونهاره 10 ساعات، ومن 17 بؤونه يبدأ يزيد الليل دقيقة وثلث ويأخذها من النهار، ويصير ليلة 17 بؤونه 10 ساعات ونهاره 14 ساعة، 17 توت نهاره 12 ساعة، وليله 12 ساعة، وأيضًا 17 برمهات نهاره 12 ساعة، وليله 12 ساعة، وقد اعتاد الفلاح أن يتناول فيه وجبتين من الطعام.
معني شهر كا أي اجتماع الأرواح وهو أحد الأعياد القديمة. يبدأ من 10 ديسمبر إلى 8 يناير. وإن شهرة هذا الشهر عظيمة بين شهور السنة منذ القدم في العهدين الفرعوني والمسيحي. أما قالت الأساطير إن إله الشمس المدعو "رع" ولد في ذاك الشهر. له قدسيته المعروفة يستمدها من أعظم وأجل أسرار الدين المسيحي ألا وهو سرّ التجسد الإلهي. شهر معروف جدًا عندنا كأحفاد كاروز الديار المصرية عامةً لأجل الصوم الواقع في خلاله "صوم كيهك" وله طقس قديم خاص به محبوب عند أهل الطقس تقال خلاله الذكصولوجيات والتسابيح وخلافها بلحن لذيذ يعرف باللحن الكيهكي. وهو فرائحي. أناجيل آحاده الأربعة معروفة عند "المصلين" والموضوع لكلّ منها متماسك بعضه ببعض، وتلاوتها مع القطع اللاحقة لها مما يُقال من مزامير عند دورة الإنجيل ومرادت الأناجيل وتفاسير ومواعظ وخطب وأسبسمسات آدام وواطس ويوجد هناك قانون خاص بالختام في الأيام وآخر لأيام الآحاد وكلها منسجمة بأبدع انسجام بطريقة معقولة ومقبولة جدًا لقبول بشري ميلاد المسيح في ليلة تذكاره وتمنحه أوفر نصيب بركاته.
وذاك الشهر ذي العلاقة الوثيقة بتكريم العذراء مريم، وهذا الشهر الحلو المبارك الغزير بتعزياته، شهر الموعد الذي أشار إليه الأنبياء، شهر يلذ للمؤمن أن يحييه بشوق وفرح ويتأمل فيه بعين الإيمان إتمام سر التجسد وإقبال ملء الزمان وتحقيق الأقوال النبوية ويتبع فيه كيف أن كلمة الله المتجسد بلغ من خلاله إلى كمال نموه الجسداني وأخذ صورة الإنسان الكاملة يحل فيه ملء اللاهوت مستترا، وكيف صار الحشاء البتولي للعذراء القديسة بفعل عجيب من الروح القدس مستودعًا لملك الملوك وكرسيا أفخر من كرسي داود مزينا للرب المتعالي وهيكلًا للروح القدس لم تصنعه يد بشرية أفخم وأعلى وأطهر من هيكل سليمان.
ويُسمى هذا الشهر بالشهر المريمي نسبة للقديسة العظيمة مريم العذراء، وتحتفل الكنيسة القبطية على مدى السنة الطقسية بمريم العذراء فلها ستة أعياد كبرى وستة أعياد صغري وقد وُضع إثنا عشر ميمرًا رسميا إكرامًا لها وفي شهر كيهك في اليوم الثالث منه نحتفل بدخولها إلى الهيكل بأورشليم، وأيضًا في يوم 22 منه تذكار الملاك غبريال الذي بشرها، وهذا الشهر له لحن خاص في الكنيسة يسمى باللحن الكيهكي.
ويعتبر أول من جمّع كتاب «مدائح كيهك» في العالم الغربي والشرقي هو المتنيح مثلث الرحمات الأنبا أثناسيوس ميخائيل الزيات طوخي الأسقف الفخري لكرسي الفيوم والنائب الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك (1761 -1787) كتاب الثاودوكيات أيّ إبصلمودية شهر كيهك في مدائح مريم العذراء ويحمل الكتاب عنوانًا «كتاب الثاودوكيات وكترتيب شهر كيهك»، طبع في روما سنة1764ثم طُبع مرّة ثانية في عهد الأنبا مرقس خزام المدير الرسولي ومطران كرسي طيبة تحت اسم «كتاب الثاودوكيات أو الابصالمودية المقدس الكيهكية حسب طقوس الكنيسة الإسكندرية»، بدون تاريخ، وآخر طبعة قامت بها راهبات قلب يسوع المصريات تحت اسم «تسبحة كيهكية»، القاهرة،2006.
