الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

محمد المواردي يكتب: شعب واحد.. أقربهم مودة

محمد المواردي
محمد المواردي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقربهم مودة.. "محمد ومينا"
لا يهمني دينك.. يهمني الإنسان
قرية "طنط الجزيرة" لا تفرق بين مسلم ومسيحى

"الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه".. الله خلق الإنسان بدافع المحبة ومحبة الله محبة رئيسية.. إنها قرية "طنط الجزيرة" التي تقع على الحدود الفاصلة بين محافظتي القليوبية والمنوفية لا تفرق بين مسلم ومسيحي، فلم يعرفها الكثير ولكن تميزت بالروح الوطنية بين أبنائها، يشارك فيها المسلمون والمسيحيون في بيوت واحدة طعامهم وشرابهم وتتميز بيوتها بالطوب اللبن الذي يطل من شبابيكها الأمان، دفء ما تشعر به فور أن تدلف إلى أحد شوارع القرية.
"محمد" و"مينا" يشاركون بعضهم الأحزان والأفراح فلا فرق بينهم ولم تشعر أنهم من ديانات مختلفة نظرا لأنهما يتعاملان معا دون أي فروق والجميع يشعر وكأنهم في بيت واحد، حيث يوجد سكينة وهدوء وغير تكلف بينهما في أداء الواجب، وعلى تلك الشاكلة اشتهرت القرية بأنها خالية من أي شكل من أشكال الفتن الطائفية، وأصبح الكثير يقومون بزيارتها بين الحين والآخر للتعرف على أهلها ومعالمها فأصبحت مزارا سياحيا دينيا للأجانب.
فالمسلم يشارك المسيحي أخواته في الكنيسة، والمسيحي يشارك المسلم أعياده ومناسباته في رمضان، ويصادف بعض الوقت أنهما يصومان معا في ذات الوقت حينما يأتي صوم الميلاد مع صوم وقفة عرفات.
هكذا يجلس "محمد ومينا" أمام منزلهما بالقرية، ويسردان ذكرياتهما في الماضي، التي ينبع منها كافة معاني الحب والروح الوطنية، في البداية، يقول محمد إن أبرز ما يميز تلك القرية أن نصفها مسلمون ومسيحيون، وأنها لم تشهد أى حالات عنف أو فتن أو حتى شجار بين أهلها طوال أيام حياته، بل على العكس تماما يسودها جو المحبة في كل الفترات وأبرزها إبان فترة ثورة ٢٥ يناير فكان الجميع واحدا يقف جنبا إلى جنب ضد الفوضى ومحاولات إثارة الفتن الطائفية بين الأهالي داخل القرية.
ويتابع: أن هناك الكثير من المواقف التي لا يزال يتذكرها مضيفا: "كان زميلى في التختة مينا، بيسمع لى الآيات اللى بحفظها من القرآن، وعندنا واحد اسمه ماهر سعد خطاط وهو أساسا مسيحي ولكن بيروح المساجد والمدارس ويكتب أحاديث وآيات قرآنية على الحيطان بخط جميل".
امام مينا، يقول: "في مرة كنا جالنا خبر استشهاد أحد أبناء القرية في سينا واسمه الملازم محمد، في اليوم ده خرج المسلمون والأقباط كلهم في جنازته، وأول ما المغرب أذن قام جميع الأقباط بالقرية بتجهيز صوانى أكل وعصاير وفرشنا في الشارع وفطرنا كلنا مع بعض، لدرجة أن اللى جالنا يعزوا من القرى اللى حوالينا استغربوا من المنظر اللى شافوه، وبقوا يدعولنا ربنا يباركلنا ويديم المحبة بيننا".
ويختتمان: قررنا نتشارك مع بعض في التجارة ومبصناش لاختلاف الدين لأننا ولاد بلد واحدة ولينا رب واحد وهو اللى هيحاسبنا، وتعاليم الإسلام والمسيحية مذكرتش أبدًا إننا نقاطع بعض عشان خاطر اختلاف الدين بالعكس ده الرسول وصانا على النصارى".