الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سليمان شفيق يكتب شعب واحد: مسجد ابن طولون بناه المهندس القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني

سليمان شفيق
سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصة مسجد من أبرز المساجد في مصر؛ مسجد ابن طولون أو مسجد أحمد ابن طولون أو المسجد الطولوني هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة. أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263هـ/877م بمدينته الجديدة القطائع ليصبح ثالث مسجد جامع بني في مصر بعد جامع عمرو بن العاص الذي بني في الفسطاط، وجامع العسكر الذي بني في مدينة العسكر ورغم أن مسجد عمرو بن العاص لا يزال موجودًا فإن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية شُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المعلقة، وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية نحو ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بُني على شكل مربع مستلهمًا من طرز المساجد العباسية وخاصة مسجد سامراء بالعراق الذي استلهم منه المنارة الملوية. يقع المسجد حاليًا بميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، ويجاور سوره الغربي مسجد صرغتمش الناصري فيما يجاور سوره الشرقي متحف جاير أندرسون. منشئ المسجد هو أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، بناة مهندس مسيحي يدعى سعيد بن كاتب الفرغاني، وأنه كان مهندس عينًا للماء طلب بنائها ابن طولون فلما أتمها دعا ابن طولون لزيارتها ولسوء حظه كان بموضع البناء جيرًا لا زال رطبًا غاصت به قدم فرس ابن طولون فكبا به فظن أنه أراد به سوءًا، فأمر بجلده وسجنه، وظل بمحبسه حتى أراد ابن طولون بناء الجامع فقُدر له ثلاثمائة عمود صعب تدبيرها إلا عبر استخدام أعمدة الكنائس والأديرة المتخربة، فتورع ابن طولون عن ذلك، ولما بلغ سعيد بن كاتب في محبسه الخبر كتب لابن طولون أنه يبنيه له كما يحب ويختار بلا أعمدة إلا عمودي القبلة، فأخرجه ابن طولون وأحضر له جلودًا للرسم، فصور له المسجد فأُعجب به واستحسنه، وأطلق سراحه وخلع عليه ورصد له مائة ألف دينار لنفقة البناء وكل ما يحتاج بعد ذلك، فوضع المهندس سعيد يده في البناء في موضع جبل يشكر، فلما أتم البناء وراح ابن طولون لزيارة المسجد، صعد المهندس إلى المنارة صائحًا بابن طولون بطلب الجائزة، فأمنه ابن طولون وكافأه بعشرة آلاف دينار وخلع عليه وأجرى له رزقًا واسعًا. 
كما وضع المهندس سعيد يده في البناء في موضع جبل يشكر، فلما أتم البناء اكمل العمل في تأسيس أحمد بن طولون مدينته القطائع سنة 256هـ/870م كي تكون مدينة خاصة به وبحاشيته وجنده، بعد أن ضاقت عليهم الفسطاط والعسكر، وكرمز لاستقلاله عن الدولة العباسية، هكذا كانت مصر وستظل شعب واحد إلى آخر الزمان.