أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام الحالي 2020، والذي يصادف ذكرى تأسيس الكثير من الهيئات والمؤسسات الوطنية، حيث احتفت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، صباح اليوم الخميس، بذكرى مرور مائة عام على تأسيس بنك مصر على يد رائد الاقتصاد الوطني طلعت حرب.
اللافت للنظر أن هذا العام يوافق أيضا مرور قرن ونصف على إنشاء دار الكتب والوثائق القومية، والمفارقة أننا لم نشهد أي احتفاء بها من جانب الدار التي نظمت اليوم احتفالية كبرى بمرور قرن على إنشاء بنك مصر، في الوقت الذي لم يقم بنك مصر نفسه المعني بهذه المناسبة بإحيائها، إلا من خلال الإعلان عن طرح عملتين تذكاريتين لهذه المناسبة ديسمبر 2019.
وهو أمر يطرح العديد من علامات الاستفهام حول سبب تقصير دار الكتب في الاحتفال بهذه الذكرى المهمة، رغم أن المؤتمر الدولي الذي نظمته الدار بمناسبة مرور 140 عام على إنشائها منذ عقد كامل أثناء رئاسة الدكتور محمد صابر عرب، كان احتفالا كبيرا وضخما وحضره عدد كبير من المتخصصين العرب في العديد من الدول العربية الشقيقة.
وكان من المفترض أن يكون احتفال دار الكتب هذا العام أضخم وأكبر باعتبارها مناسبة ذات دلالة مهمة، إلا أن ذلك لم يحدث، وهو أمر يثير علامات استفهام كثيرة، هل تعللت الدار بجائحة كورونا لعدم إقامة الاحتفالية، أم أنها فشلت في إقامتها؟؟
وفي محاولة للحصول على إجابات حول هذه الأسئلة، اتصلنا بالدكتورة نيفين محمد موسى، إلا أنها لم ترد، ونؤكد أن منبر البوابة نيوز، يرحب بأي رد إيضاح حول هذه الاستفسارات.
يشار إلى أنه يرجع تأسيس دار الكتب إلى العام 1870 في سرايا مصطفى باشا فاضل، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مبنى خاص بها في باب الخلق عام 1904، أما انتقالها لمكانها المعروف الآن في رملة بولاق بكورنيش النيل فكان في العام 1971 حيث كانت جزء تابعًا للهيئة المصرية العامة للكتاب قبل أن تنفصل عنها في العام 1993.
قرن ونصف القرن، هذا هو العمر الحقيقي الذي تتمتع به دار الكتب والوثائق القومية المصرية، فهي أول مكتبة وطنية في العالم العربي، وهي المكان المنوط به تشكيل السياسة المعرفية والمعلوماتية المتدفقة خلال المجتمع.
