الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الحساب الزمني المستعمل في الفصل الخامس من سفر التكوين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news




الدليل الواضح من الكتاب المقدّس إذا أخذنا الحساب الموجود في الفصل الخامس من سفر التكوين يكون أن الطوفان صار بعد 1656 سنة من خلقة آدم ومن الطوفان إلى أن دخل إبراهيم مصر 550 سنة ولما دخل إبراهيم أرض مصر كان فيها فرعون ملكًا والحضارة المصرية في أوجها وعندما دخل العبرانيّين أيّ يعقوب بن إسحق بن إبراهيم هو وأولاده كان في عهد الأسرة السابعة عشر ونحن نعلم أن الفراعنة لم يصبحوا ملوكًا على مصر وتنظيمها إلّا بعد آلاف السنين.
وعلى ذلك يمكننا افتراض شيئين: إمّا أنّ موسى قد أهمل الجزء الأكبر من التاريخ أيّ الجزء الذي سبق الحضارات حتى خلف آدم إمّا إنّه استعمل خطأ حساب السنين. والافتراض الأوّل هو الصحيح للأسباب التاليّة:
1- حساب السنين والأزمنة التي كانت في عهد موسى والتي نعرفها اليوم لم تعرف إلّا بعد آلاف السنين عندما بدأت الحضارات وتعلم الناس الحساب الفلكي. فعلى أيّ شيء بني موسى حساباته وأعمار الناس أن لم يكن هؤلاء الناس عاشوا بعد بدء عصر الحضارات وعرف العد بالأيام والسنين.
2- إذا كنا نؤمن بأن الطوفان غرق العالم حسب ما جاء في الكتاب المقدّس ولم يبق إنسان على وجه الأرض غير نوح وأولاده فكيف بعد خمسمائة سنة فقط يتطوّر العالم وتصبح لمصر حضارات من أعرق الحضارات ولهم ملوك ونظم وعبادات وآثار حتى يصلوا إلى الأسرة السابعة عشر وهي لمدة التي بين الطوفان وذهاب إبراهيم إلى مصر حسب الإحصائية الموجودة في الفصل الحادي عشر من سفر التكوين.
3- بعد ما قلناه نحن لا نشكك في صحة ما جاء في الكتاب المقدّس لأنّنا لا نعتبر ولا نأخذ الكتاب المقدّس ككتاب تاريخي ولكن ككتاب موحى به يسرد تاريخ شعب من الشعوب فقط اختاره الله ليس لأنّه أفضل الشعوب ولكن كان لا بد أن يختار شعبًا يرسل إليه الأنبياء ليسمع منهم البشر كلمته وتعاليمه إلى أن يأتي ابن البشر الذي هو يسوع المسيح المخلّص المنتظر. وكان لا بد للرّب أن يهيئ لحضور هذا المخلّص ببعض النبوات حتى يقبله العالم. وكان هذا الاختيار من نصيب شعب بني إسرائيل.
كل هذه الدراسات تأتي عندما نفرغ من معالجة المسائل العقائدية ونتفرّغ لدراسة الكتاب المقدّس. وعندئذ نلاحظ أنّه لا يوجد تناقض بين العلم والدين ولا بين الأبحاث الجيولوجيّة والكتاب المقدّس.